عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Jul-2020

اللغات الأخرى في حياة الطفل.. كيف يطورها الآباء؟

 

ديمة محبوبة
 
عمان-الغد-  “العلم في الصغر كالنقش في الحجر”، حكمة قديمة تلخص أهمية وعمق التعلم مبكرا، وهذا ما يحرص عليه العديد من الأهالي في تربية أبنائهم وتعليمهم مهارات حياتية، مثل اكتساب وتعلم لغات أخرى تضاف لإتقانهم اللغة العربية، لما لها من فائدة مهنية يدركون ضرورتها وأهميتها في المستقبل.
أكثر الأمور التي يحتاجها الفرد في هذا الوقت هو “اللغة”، فهي طريقة التواصل مع الشعوب الأخرى، و”ركيزة أساسية” في بناء مستقبل مشرق وأعلى مرتبة، وهذا ما يدفع الوالدين لتعليم صغارهما اللغة الإنجليزية إلى جانب لغات أخرى، وذلك بحسب مقدرة الطفل واستيعابه، وفق رأي الخبراء.
وتجد فرح الخطيب أن ابنتها ذات السبعة أعوام لا تتحدث الإنجليزية كما هم أبناء جيلها، والسبب أن في حياتهم الخاصة لا يميليون لاستخدامها كأسلوب حياة، ما جعل ابنتها تواجه صعوبة في تعلم الانجليزية وتداولها، كأقرانها في الصف المدرسي.
وحتى تغير فرح هذا الأمر، ومع انتشار فيروس كورونا والحجر المنزلي، شجعت ابنتها على مشاهدة أفلام الكرتون المخصصة للصغار والناطقة باللغة الانجليزية، لكن الصغيرة شعرت بالملل والضجر، وطالبت بمشاهدة الكرتون المترجم للعربية كما اعتادت في السابق، فلم يكن من الأم سوى المحاولة مرة وأخرى حتى بدأت تلاحظ تغير سلوك ابنتها وانجذابها لهذه الأفلام؛ إذ تفهم ما يقال، وتضحك على المواقف المضحكة وتتفاعل.
وتؤكد الأم أنه وبعد مرور ثلاثة أشهر على هذا البرنامج بدأت تتحدث ابنتها الانجليزية، وتطلب مساعدتها في فهم بعض الكلمات ومرادفتها.
وتبين أم خالد وهي أم لثلاثة أطفال، أنها وجدت أن الطريقة الفضلى لتعلم أطفالها اللغة الانجليزية هي اندماجهم مع أطفال أجانب آخرين بأعمار صغيرة، فوضعتهم بحضانة دولية معظم أطفالها من جنسيات أجنبية ويتحدثون الانجليزية، وكذلك المعلمين والمعلمات، مبينة أنها الآن تسعى لتقوية اللغة العربية عند أطفالها؛ إذ يخلطون أحيانا ببعض المعاني العربية، لتمكنهم من الانجليزية.
وهذا ما تؤكده، أن حب تعلم أطفالها اللغة الانجليزية لا يعني تخليهم عن لغتهم الأم، وأن يجدوا صعوبة بنطقها والتعامل بها، بل يجب أن يتعلم الأبناء لغات عدة، والسعي لكسر حاجز اللغتين لثلاث وأربع لغات أيضا، فهذه المهارة والعلوم مفتاح للحياة والتواصل ورؤية العالم بنظرة مختلفة، وفق قولها.
في حين اتبعت سرى محمد مع أطفالها طريقا آخر، وهو شراء كتب باللغة الانجليزية البسيطة، وبذات الوقت مناسبة لأعمارهم، ومليئة بالصور اللافتة والجاذبة، والتي تجعلهم يحفظون الحروف والكلمات بشكل سلس وبسيط.
ووجدت بهذه الطريقة تجاوبا من أطفالها وحفظهم كلمات جديدة، فباتوا يستخدمون تلك الكلمات طوال اليوم، وأصبح كل منهم يطالبها بكتب إضافية بحسب ميوله، مبينة أن هذا الأمر يسهم في تشجيعهم على القراءة، خصوصا قبل بدء العام الدراسي الجديد.
وتشجع سرى أطفالها أيضا، من خلال جلسات خاصة بعائلتهم، فتجلس معهم لقراءة القصص، وتحفزهم بأن تجلب لهم الهدايا كلما زاد حفظهم لمصطلحات جديدة، وكذلك الحال فور انتهائهم من قراءة القصة.
التربوي د. محمد أبو السعود، يؤكد أن تعلم الأطفال أي شيء جديد يكون أسرع وأكثر عمقا من تعلم الكبار، وتحديدا اللغة؛ إذ لديهم قابلية للتعلم أكثر من الفئات الأخرى، وما يساعد على ذلك هو الأسلوب والطريقة المتبعة لجذب الطفل وتحبيبه باللغة، فهناك أفلام كرتون مصصمة خصيصا من أجل تعليم الأطفال الإنجليزية، لذا على الأهل أن يبحثوا عن الوسائل الفضلى لتعلم اللغة الإنجليزية.
وتبين مدرسة اللغة الانجليزية خولة أبو الهيجاء، أن من أهم الأسباب التي تجعل تعلم اللغة الانجليزية “مهما” عند الأطفال أنها لغة العالم، وهي اللغة الرسمية والمعتمدة، ناصحة الأهالي بأن يكون اعتمادهم أكبر في تعليم أطفالهم اللغة، ليس فقط من خلال المدرسة، وإنما عن طريق وسائل تعليمية أخرى، كـ”يوتيوب”، أفلام الكرتون، إلى جانب الحديث معهم، ولو بنقاشات خفيفة باللغة الانجليزية، لتكسر حاجز الخوف في نفوسهم.
وتبين أنها تتبع الشيء ذاته مع طفلها الصغير، وعن طريق أفلام الكرتون من أجل التعلم؛ إذ إن هذه البرامج تنطق فيها الكلمات والحروف في أفلام الكرتون واضحة، وهي أكثر بطئا، وذلك لأنها مصممة لكي يتعلم الأطفال، كما أنها تحافظ على بقاء مستوى الحوار بسيط جدا، خاصة للأطفال المبتدئين في تعلم اللغة الإنجليزية، وقد تكون هناك كلمات صعبة، ولكن يتم شرحها خلال الحلقات حتى يتم فهمها بالكامل.
وتؤكد أن برامج الأطفال المخصصة لتعليم اللغة تعتمد أسلوب الإعادة وردود الفعل وحتى الصوت في استخدام الحرف والحديث مع الفرد، وأن العبارات والكلمات الموجودة في أفلام الكرتون لتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية تتميز بأنها قصيرة في طولها.
وتبين أن حصصها ممتعة وذات أساليب تشد الطالب، لكنها تجد متعة لدى طفلها أكبر عندما يستمع ويشاهد برامج الاطفال أكثر من الإصغاء والتحاور معها، ما يجعلها وسيلة أفضل حقا في التعلم وأكثر ثباتا.
وتنصح أبو الهيجاء بأن الطفل القادر على القراءة لا ضير من اتباع الأهل أسلوب البرامج الانجليزية المترجة للعربية في حال عدم تمكنه من فهم مصطلح معين أو كيفية اختيار الجملة.
وتشدد على أن استخدام الترجمة الانجليزية لبرامج الأطفال الانجليزية أفضل، وذلك لتعلم الإملاء الصحيحة.
وتبين أن ابنها يبدو عليه “الاستمتاع” أكثر عند مرافقته في مشاهدة هذه البرامج، كونها تساعده على الحوار، وتخطي الكثير من حواجز اللغة بإقامة بعض النشاطات التفاعلية التي ترسخ المعلومة في رأسه. وتؤكد أبو الهيجاء أن تعلم الانجليزية يعني تعلم مداخل حياتية جديدة، وتضع أمامه “مفاتيح” في فهم الكثير من العلوم والمجالات منذ الطفولة وحتى الكبر، واليوم من يسعى لأي وظيفة مهما كانت وحتى لو كان في بلد عربي، إلا أنهم يرفقون بالطلب بشكل رئيسي أنهم بحاجة لموظف يتقن ويجيد استخدام اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة ومحادثة.