عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Apr-2019

في القاهرة.. لو قطار الزواج فات.. روحي جامع البنات!

 

القاهرة-الدستور - محمود كريشان - نحن في مصر نتجول في عاصمتها الجميلة «القاهرة» وتحديدا فى شارع بورسعيد وتحديدا بالقرب من محكمة الاستئناف بالقاهرة هناك ربما تكون رحلة البحث عن العريس الذى طال انتظاره قد انتهت بالعثور على «ابن الحلال» فهناك يقع مسجد اسمه «جامع البنات» الذى يعتقد البعض إنه يحل مشكلة البنات مع العنوسة التى تسود المجتمع المصري هذه الأيام بعد ان وصلت الى ارقام قياسية.
اضرحة العذارى
وعودا الى قصة «جامع البنات» فالحكاية التي رصدتها «الدستور» تشير الى ان هناك أسطورة عمرها أكثر من 400 عام روجها رحالة مسلم هو «عبد الغنى فخري»، وذلك العام 1693 م، وهو «أرميني الأصل» من مماليك الدولة البرجية، رزق بسبع بنات، فحبه الشديد لهن جعله يخلد ذكراهن، بعد وفاتهن «عذراوات» بمرض الطاعون، وقام بدفنهن بضريح بنى عليه مسجدا، ما جعل منه مثارا للأساطير والقصص الخرافية، وقد اصبح المعتقد أن جامع البنات من الأماكن التى تحل مشاكل العنوسة فى مصر، وأن البنت التى لا يتيسر لها الزواج تأتى إلى هذا المسجد يوم الجمعة وتجلس فى مكان قريب أثناء صلاة الجمعة وحين تأتى لحظة سجود المصلين تنهض الفتاة وتمر بين صفين للمصلين ثم تذهب فيتيسر لها الزواج حسب هذا الاعتقاد الشائع، ونتيجة لهذه المقولة أطلق على المسجد والمدرسة الملحقة به اسم جامع البنات.
ولا أحد يعلم كيف جاء الارتباط بين هذا الجامع الذي يضم تحت ثرى صحنه المكشوف رفات بنات الأمير المملوكي عبد الغني الفخري السبع، وبين تردد البنات الراغبات في الزواج عليه للدعاء في صحنه المكشوف بأن يرزقهن الله بابن الحلال الذي يفك كربة عنوستهن.
هذا المسجد الذي أنشئ العام 1418 تواظب على زيارته الأمهات ويضعن النقود فى صندوقه وهن يبتهلن أن ترزق ابنتها بـ»إبن الحلال».. ضمن اعتقادات يقول عنها علماء الدين انها «بالية»!.. لكن وكما يقال الغريق يتعلق بقشة فإن الفتيات وأمهاتهن يلجأن إلى التبرك بالضريح الموجود بالمسجد، من أجل الحصول على «عريس» المستقبل، ينهي عنوسة البنت التواقة الى السترة والاستقرار في بيت زوجها.
ابن الحلال
وعلى الرغم من وجود مكان مخصصص للنساء في هذا المسجد، إلا أن الفتيات وأمهاتهن يتزاحمن على مصلى الرجال الواقع به الضريح للتمسح به، والدعوة إلى الله بالحصول على زوج، ويكون في أيديهن في تلك الحالة البخور وعود الند والمسابح وكتب الادعية.
هذا المسجد الذي يعدّ تحفة معمارية رائعة من كنوز المعمار الإسلامي، إذ يبدو من الوهلة الأولي مسجداً خاصاً بالنساء في يوم صلاة الجمعة، حيث تفد إليه عشرات الفتيات الباحثات عن الزواج وينتشرن في أرجائه التي يكسوها الرخام ودهاليزه المؤدية إلى صحنه، وهن يبتسمن على خجل وهن يحاولن الوصول إلى الصحن المكشوف، فيشير إليهن إمام المسجد بالانصراف إلى المكان المخصص للنساء حتى يتمكن الرجال من الصلاة، لكنهن يتوقفن في منتصف الطريق، ويرفعن أكفهن إلى السماء داعيات أن يفك الله كربتهن ويوفقهن في العثور على زوج مناسب و»ابن حلال»!.
مصادفات تعزز القناعات
المشهد لا يقتصر على الآنسات العوانس فقط، ولكنه قد يضم بعض الأمهات اللاتي يحضرن للمشاركة في الدعاء لبناتهن، للدرجة التي جعلت هذا المشهد الذي يتكرر كل أسبوع حتى ألفه أهل المنطقة وصار طقسا عاديا من طقوس المسجد وسط يقين لا يقبل الشك أو الاستهانة أن من تبحث عن عريس لابد لها من زيارة «جامع البنات» والتبرك به!.. وان لعبت المصادفة دورها مع البعض منهن بعد زيارة الجامع وكان حظهن يبتسم لهن بقدوم فارس الأحلام المزعوم!..
امام ذلك يقول احد مشايخ الجامع ان واجبه يفرض توعية هؤلاء الفتيات بالحكم الشرعى لهذه الخرافات وأنها تعدّ فتنة، وضرورة الالتزام بالعبادات والصلاة وطاعة الله سبحانه وتعالى وقراءة الرقية الشرعية دوماً، واليقين بأن الزواج قسمة ونصيب من الله سبحانه وتعالى.