عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Feb-2019

تغطية قضية الدكتور العريني: غياب التوازن وتعدي على خصوصية الأطفال
أكيد - آية الخوالدة - شغلت قضية الدكتور فلاح العريني من محافظة الطفيلة وسائل الإعلام المحلية والعربية، التي تفاعلت مع  قضيته وتابعت مسيرته من الطفيلة إلى عمان مشيا على الأقدام مع أطفاله، لكنها وقعت في جملة من الأخطاء في تغطيتها الحدث.

شغلت قضية الدكتور فلاح العريني من محافظة الطفيلة وسائل الإعلام المحلية والعربية، التي تفاعلت مع  قضيته وتابعت مسيرته من الطفيلة إلى عمان مشيا على الأقدام مع أطفاله، لكنها وقعت في جملة من الأخطاء في تغطيتها الحدث.

بدأ الإعلام المحلي التفاعل مع قضية الدكتور فلاح العريني منذ يوم السبت التاسع من شباط الجاري، رصد خلالها "أكيد" 50 مادة صحفية نشرتها وسائل الإعلام المحلية والعربية، لغاية صباح يوم الأثنين الحادي عشر من الشهر الحالي.

وصل الدكتور فلاح العريني مساء السبت التاسع من شباط إلى منطقة جرف الدراويش قادما من بلدة غرندل في لواء بصيرا في محافظة الطفيلة، ضمن مسيرته التي بدأها صباح السبت وهو عائلته المكونة من 13 فرد، متوجهين إلى عمان احتجاجا على عدم تأمين وظيفة له بأحد الجامعات كونه حاصل على شهادة الدكتوراة في القانون، فيما كشف نائب رئيس الوزراء في جلسة تشريعية الأحد العاشر من شباط، أن وزير التربية والتعليم العالي تواصل مع العريني من أجل لقائه مع نائب رئيس جامعة مؤتة لبحث تعيينه في الجامعة ولم يحضر.

صرح العريني لوسائل الإعلام أن الأجهزة الأمنية قامت بهدم الخيمة التي يبيت فيها مع عائلته بأمر من محافظ الطفيلة، حفاظا على السلامة العامة، وبدورها نشرت وسائل الإعلام رواية العريني من دون تقديم رواية الأمن العام، في مخالفة لمعيار التوازن ومن هذه العناوين:

العريني وأطفاله مستمرون في مسيرتهم والامن يهدم خيمتهم

الامن يهدم خيمة العريني في جرف الدراويش.. وعشرات المواطنين يرافقونه في مسيرته من الطفيلة

هدم خيمة مواطن قرر المشي من الطفيلة لعمان مع أطفاله الـ 12

"سعد الذابح"  لم يمنع عائلة من غرندل بالتوجه سيرا على الأقدام صوب الديوان الملكي طلبا للعدالة

محافظ الطفيلة يجبر  العريني وأطفاله المبيت بالعراء.. بعد قطعهم 35 كلم سيرا على الاقدام

بدوره نفى محافظ الطفيلة حسام الطراونة ما تداولته الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي حول إزالة خيمة الدكتور فلاح العريني في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية "بترا"، مؤكدا أن الخيمة التي يبيت فيها العريني مع اسرته المكونة من 13 فرداً خالية من مستلزمات السلامة العامة في ظل الأجواء الباردة في منطقة جرف الدراويش، وباءت جميع المحاولات للتواصل معه وثنيه عن المبيت فيها.

كما أوضح الطراونة أن طواقم من الدفاع المدني توجهت للعريني لاستقباله في بيت الضيافة في دفاع مدني الحسا وتوفير جميع مستلزمات المبيت له ولأسرته، الإ أنه رفض.

ومن جانب أخر نشرت العديد من الوسائل الإعلامية المحلية صورا لأطفاله في لحظات ضعف انسانية، منها وهم يتناولون الطعام في الشارع، وأخرى وهم نيام ومعالم وجوههم واضحة، والأوّلى بالإعلام أن يحمي كرامة الأطفال وحقهم في الخصوصية، بالرغم من موافقة ولي الأمر أو وجودهم في مكان عام، وذلك لضمان عدم تعريضهم لكل ما يسئ لهم حاضرا ومستقبلا أو ما يسئ لعائلتهم.  

إن استخدام الصحفيين لصور الأطفال وفقا للصحفية المختصة بتغطية قضايا شؤون الطفل نادين النمري، تسلط الضوء على تقاريرهم وتحقق أعلى نسب للقراءات، من دون مراعاة الحالة الانسانية في الواقعة والاثر الذي ستتركه على حياة الطفل وحياة ذويه. موضحة " أن هناك عددا من الصحفيين الذين يستغلون مثل هذه المواضيع لما فيها من إثارة، والأجّدر بالصحفي المهني أن يغلب تحقيق المصلحة الانسانية على حب الشهرة وتحقيق السبق الصحفي".

تراجع الحالة الصحية لأطفال العريني بسبب مسيرهم لمسافات الطويلة في البرد القارص، كانت سببا في شن حملة على العريني عبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين ناقشوا عبر منصاتهم الاجتماعية استغلال العريني لأطفاله بهدف الحصول على وظيفة، رغم عمله كمعلم وفي ظل وجود العديد من العاطلين عن العمل وارتفاع نسب البطالة، ومن جهة أخرى تعاطف العديد مع العريني وقضيته ونشروا دفاعا عن مطالبه.

ويستخلص "أكيد" من تغطية قضية العريني وأطفال ما يلي:

1- لا يجوز لوسائل الإعلام من منظور مهني وأخلاقي أن تنفعل مع الأحداث وتتحول الى أداة للإثارة وكسب التعاطف الانساني.

2- تغطية هذه القضية أبرز تضحية وسائل الإعلام بحقوق الأطفال وعلى رأسها كرامة الأطفال، وعدم تصويرهم في لحظات ضعف انساني حتى وإن كان بموافقة ولي الأمر.

3- ضرورة رواية القصة  بحضور جميع أطرافها والفاعلين بها من جهات رسمية وجهات أخرى.