عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Jun-2020

محمود الكايد باقٍ كأشجار السلط* د. موسى برهومة

 عمون

في الذكرى العاشرة لغيابه، تتجلّى الحقيقة بأنّ محمود الكايد، لا يموت، ولا يرحل. هو باقٍ بيننا كأشجار السلط الباسقات الطّامحات إلى معانقة الغيم. وهو موّار بالأفكار الكبرى التي ضاقت بها الحياة السياسيّة والإعلاميّة في الأردن.
ظلّ الراحلُ العظيمُ محمود الكايد "الضرغام" غابةً كثيفةً من المآثر والفضائل والقيم. كان رجلاً شجاعاً وكريماً وحكيماً. عارك الحياة، وناطح الرؤوسَ الكبيرة، وانتصر في أغلب جولاته، معتمداً على حدسه اليقظ المثابر.
حين واريناه الثرى في مقبرة العيزريّة بالسلط، في الأول من حزيران (يونيو) 2010، وكنتُ آنذاك رئيساً لتحرير "الغد"، شعرتُ أنّ غصناً في قلبي انكسر، فقد كنت آوي إليه، كلما ادلهمّ خطبٌ، أو أعتم صبح، وكان الناصحَ الأمين الذي يذرف على روحي مدائح الظلّ العالي، فأغدو كمن اغتسل بماء الجنّة. وكيف لا يكون هذا شعوري وقد خرج من معطفيْ أبي العزم قادة الرأي والحُكم والأوّلون الألمعون في حقولهم؟
كانت الحكومات تتدحرج أمام ناظريه، وكان الرؤساء والمسؤولون يتسابقون لنيل ودّه والتمسّح بعباءته؛ لأنه محروس بقلعة "الرأي" التي جعلها صوتَ الدولة والنّاس، لا بوقَ الحكومات.
في غمرة ذلك، كان على "أبي العزم" أن يهادن، ويناور قليلاً في قضايا تفصيليّة، كي تمرّ عاصفة هنا أو هناك، ثم يعود إلى الصهيل الحرّ، وهو يردّد بعنفوان: "ننحني للريح ولا ننكسر"!