عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Jan-2024

«ناسا» تكشف عن طائرة تفوق سرعة الصوت ولا تسبب إزعاجاً عند التحليق

 لندن ـ «القدس العربي»: أزاحت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» الستار أخيراً عن ما يمكن أن يكون أول طائرة أسرع من الصوت تحلق في السماء منذ أكثر من 20 عاماً.

 
والطائرة الجديدة التي يبلغ طولها 100 قدم والتي يطلق عليها اسم «ابن الكونكورد» والتي تسمى «X-59» قادرة على التحليق بسرعة 937 ميلاً في الساعة، أي أسرع من سرعة الصوت.
وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، ففي حال تمت الموافقة على السفر التجاري لهذه الطائرة، فيمكن لها أن تقطع المسافة من لندن إلى نيويورك في أقل من أربع ساعات، بدلاً من سبع ساعات كما هو الحال حالياً في الطائرات المستخدمة لنقل الركاب.
وقال التقرير إن هذه الطائرة تتميز بأنها من الممكن أن تحلق دون إحداث «دوي صوتي» صاخب كما كانت تفعل طائرة «الكونكورد» التي اختفت من العالم منذ أكثر من عشرين عاماً.
وتبلغ قيمة الطائرة الجديدة «X-59» والتي يُطلق عليها اسم «إبنةالكونكورد» نحو 247.5 مليون دولار أمريكي، بحسب «دايلي ميل».
ويقع محرك «X-59» في الجزء العلوي من الطائرة لينتج بدلاً من ذلك صوتاً أكثر هدوءاً مقارنةً بطائرة «كونكورد» والتي كانت آخر طائرة أسرع من الصوت تطير في السماء.
ويمثل الأنف المستدق الرفيع للطائرة «X-59» ما يقرب من ثلث طولها ويكسر موجات الصدمة التي تؤدي عادةً إلى قيام طائرة أسرع من الصوت بإحداث دوي صوتي.
وتم تطوير «X-59» من قبل شركة الطيران الأمريكية «Lockheed Martin» بعد أن حصلت على عقد تصميم بقيمة 247.5 مليون دولار من وكالة «ناسا» في عام 2016.
وكشف الشريكان عن الطائرة الجديدة المستقبلية في كاليفورنيا بالولايات المتحدة قبل أيام.
وقال بام ميلروي، نائب مدير وكالة «ناسا»: «هذا إنجاز كبير لم يكن ممكنا إلا من خلال العمل الجاد والإبداع من وكالة ناسا وفريق الشركة بأكمله». وأضاف: «في غضون سنوات قليلة فقط انتقلنا من المفهوم الطموح إلى الواقع».
وتابع: «سوف تساعد الطائرة (X-59) على تغيير الطريقة التي نسافر بها، مما يجعلنا أقرب لبعضنا البعض في وقت أقل بكثير».
وتتميز الطائرة بتصميم غريب، حيث تقع قمرة القيادة في منتصف طول الطائرة تقريباً، ولا تحتوي الطائرة على نافذة مواجهة للأمام.
وبدلاً من ذلك، طور المهندسون ما يسمى «نظام الرؤية الخارجية»، وهو عبارة عن سلسلة من الكاميرات عالية الدقة التي تغذي شاشة متناهية الدقة في قمرة القيادة.
ووفقا لوكالة «ناسا» فمن المقرر أن تقلع الطائرة لأول مرة في وقت لاحق من هذا العام، تليها أول رحلة هادئة أسرع من الصوت.
وسيقوم المهندسون بإجراء العديد من اختبارات طيران الطائرة قبل نقلها إلى مركز أبحاث الطيران «آرمسترونج» التابع لناسا في كاليفورنيا والذي سيكون بمثابة قاعدة عملياتها. وفي نهاية المطاف، يهدف مشروع «X-59» إلى قطع الطفرات الصوتية المزعجة التي تردد صداها فوق المدن في عصر الكونكورد، أثناء السفر بسرعة 1.4 ماخ.
ويقول الخبراء إن الطفرة الصوتية تحدث عندما تندمج موجات الصدمة من جسم ينتقل عبر الهواء بسرعة أكبر من سرعة الصوت معاً قبل أن تصل إلى الأرض. وتولد الطفرة الصوتية كميات هائلة من الطاقة الصوتية مثل صوت انفجار أو قصف الرعد.
وغالباً ما وصف أفراد الجمهور دوي الانفجارات العالية التي رنّت كلما اخترقت طائرة الكونكورد حاجز الصوت بأنها مزعجة، مما يعني أنها لم تحل محل الطائرات التقليدية أبداً.
وفي الوقت نفسه، تم تصميم «X-59» لمنع موجات الصدمة، الناجمة عن حركة جزيئات الهواء عندما تخترق الطائرة حاجز الصوت، من الاندماج.
وتأمل «ناسا» في تقليل صوت الطفرة الصوتية إلى صوت هادئ، يشبه صوت الرعد الهادر من بعيد أو أحد الجيران وهو يغلق بابه.
وبمجرد انتهاء «ناسا» من اختبارات الطيران هذا العام، ستقوم الوكالة بالسماح للطائرة بالتحليق فوق مدن عديدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وستقوم بجمع التعليقات حول الصوت الذي تصدره الطائرة وكيف ينظر إليه الناس قبل تقديم البيانات إلى إدارة الطيران الفيدرالية.
وتُعد الطائرة «X-59» جزءاً من مهمة «Quesst» التابعة لوكالة «ناسا» والتي تركز على توفير البيانات لمساعدة المنظمين على إعادة النظر في القواعد التي تحظر الطيران التجاري الأسرع من الصوت فوق الأرض.
ولمدة 50 عاماً، حظرت الولايات المتحدة مثل هذه الرحلات الجوية بسبب الاضطرابات الناجمة عن الانفجارات الصوتية العالية للمجتمعات الموجودة أسفلها.
ولهذا السبب اقتصرت رحلات الكونكورد إلى حد كبير على الرحلات الجوية فوق المحيط الأطلسي، وتحديداً من باريس إلى نيويورك ومن لندن إلى نيويورك.
وكانت الطائرة الأسطورية «كونكورد» أول طائرة أسرع من الصوت في العالم وعملت لمدة 27 عاماً، لكنها توقفت عن الطيران في تشرين أول/ أكتوبر عام 2003.
ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن أي حكومة أو شركة مصنعة من بناء طائرة تجارية يمكنها السفر بسرعة أكبر من سرعة الصوت.
وكانت ثمة العديد من الأسباب وراء اختفاء الكونكورد وانتهاء عصرها، أبرزها ارتفاع تكاليف الوقود، والقلق بشأن الضوضاء وتفضيل الأسعار المنخفضة على السرعة.