معان.. حراك انتخابي ساخن تحكمه تحالفات عشائرية تتقاسم منافع انتخابية
الغد-حسين كريشان
معان – يشهد الحراك الانتخابي في مدينة معان تفاعلا كبيرا، عبر عقد ونسج تحالفات ومقايضات ترتكز على المنفعة المتبادلة، وترتبط بصفقات انتخابية بين المترشحين للانتخابات وعشائرهم والحالمين بموقع في البلدية أو في اللامركزية، خارج إطار الانتخابات النيابية، في محاولة لتوزيع الحصول على مواقع برلمانية أو بلدية ولا مركزية.
وبرغم إعلان بعض التكتلات العشائرية تمسكها بوصول مترشحيها الى مجلس النواب، عبر إجماعها على من تريد ترشحيه، فإن مخرجات عقد التفاهمات مع باقي العشائر التي لم يترشح أحد منها، فهمت على أنها تنازل بهدف نيل موقع في البلدية أو اللامركزية، لتصبح القصة كلها بطعم “المقايضة” بين الطرفين.
وبعد أسابيع من ترجمة التفاهمات التي مهدت الطريق للتحالفات والمقايضات العشائرية بين المترشحين، وأسهمت بزيادة حرارة الحراك الانتخابي في المدينة، ومع بدء العد التنازلي للوصول الى لحظة الانتخاب، برزت معالم الخريطة الانتخابية بوضوح، وبات التنافس ينحصر بين ثلاثة مرشحين أقوياء في قصبة معان من أصل 18 مترشحا، تساندهم قواعدهم العشائرية، ما لم تحدث مفاجآت تقلب المشهد الانتخابي، فتغير قواعد اللعبة الانتخابية.
ويرى مراقبون أن قانون اللامركزية؛ أسهم بزيادة الحراك الانتخابي في المدينة التي خصص لها 4 مقاعد في مجلس محافظة معان، ما أضفى حالة زخم على الحراك الانتخابي النيابي في سياق المقايضات التي تقع في هذا الجانب، وأتاح الفرصة بتشكيل تحالفات عشائرية بين من ينوون الترشح مستقبلا لرئاسة البلدية، وآخرين سيترشحون لانتخابات اللامركزية.
وقالوا إن نسج هذه التحالفات، يشكل أبرز نقاط الحسم بين المترشحين، لافتين إلى أن بعض التكتلات العشائرية نشطت للإعلان عن عقد لقاءات واجتماعات والقيام بجولات ميدانية على العشائر، وعقد صفقات مع رموزها، ما رفع من وتيرة حراك الشارع الانتخابي الذي يشهد سخونة أعلى من ذي قبل.
وتتصاعد التحركات في المدينة، كما أن هناك لقاءات واتصالات وزيارات مكثفة، يقوم بها المترشحون للانتخابات في سباق مع الزمن، تمتد الى ساعات الفجر، سيما بعد أن بلغ عدد المترشحين في القصبة 18 مترشحا، يتوزعون على 4 قوائم انتخابية؛ بينهن 4 سيدات، يتطلعن نحو الكوتا النسائية.
وفيما يتعلق بالحراك العشائري؛ فتعد الدواوين والمنازل نواة للتفاعلات الانتخابية حاليا، بما فرضته ظروف جائحة “كورونا” من عدم اقامة مقرات انتخابية، بحيث تشهد اجتماعات مغلقة، يقتصر حضورها على أبناء العشيرة المعنية بالدرجة الأولى في الانتخابات، للتواصل مع العشائر الصديقة والقريبة الأخرى، وعقد تحالفات للوقوف معها في المرحلة اللاحقة من أي انتخابات.
ويشير احد المواطنين؛ إلى أن أبرز ملامح الأجواء الانتخابية في معان، يكمن في عقد صفقات وتبادل المنفعة الانتخابية بين أطراف عشائرية مختلفة مع المترشحين، سواء للرئاسة أو لعضوية المجلس البلدي أو اللامركزية، لينبثق عن ذلك تحرك، يفضي لولادة تحالفات ومقايضات عشائرية على الأصوات، بما يجعل الطريق سهلا أمام المترشحين في تحديد المقايضات.
ولفت مواطن آخر، إلى أن اختلاف الحالة الانتخابية الحالية عن سابقاتها، تزامنا مع قربها من انتخابات المجالس البلدية واللامركزية المقبلة، ما مهد لعقد شراكة أو مقايضة على منفعة الأصوات، بخاصة في التكتلات العشائرية والتي ليس لديها مترشح للانتخابات.
ويفصح مواطن آخر بأن الطابع الأبرز للحراك، برز في تبادل الأصوات والمنافع الانتخابية، بغض النظر عن التكتلات العشائرية، من حيث المقايضات التي ستتم مستقبلا في انتخابات البلدية واللامركزية، وفيها يجري تبادل صفقات واضحة من الأصوات، ليجري تبادلها بين المترشحين.