عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Jun-2020

العودة إلى المربع الأول....!! - رشيد حسن

 

الدستور- لم تلجم القرارات الفلسطينية العدوان الصهيوني، ولم تجبر الارهابي «نتننياهو» ومن لف لفه، التخلي او حتى تجميد اليات ضم الضفة الغربية.. فهذه القرارات –رغم اهميتها-،لم ترق الى خطورة العدوان، وخطورة نتائجه وتداعياته.. أو بالاحرى لم تحرك المياة الساكنة الاسرائيلية، ولم تحدث الصدمة فلسطينيا وعربيا ودوليا بالقدر المطلوب، وبكلام اكثر تحديدا، لم توجع «نتنياهو» وعصابة المتطرفين الصهاينة، ونذهب اكثر ونقول، لم تردعه، بدليل استمراره في تنفيذ الضم والتوسع.. واعتبرها على حد تعبير «هارتس» مجرد مناورة، ووسيلة ضغط..ليس الا..! وليست تغييرا جذريا، في سياسة، القيادة الفلسطينية،، او في تفكيرها، واستراتجيتها القائمة على المفاوضات، والتسليم بوجود اسرائيل، والتعامل معها على انها دولة جارة..!!
 
ومن ناحية اخرى..فردود افعال الدول العربية والاسلامية والاوروبية، لم تتجاوز حدود الاستنكار، وكان الرد الاردني هو الاقوى والاهم، حينما حذر الملك عبد الله الثاني في حديث مع صحيفة المانية، اسرائيل من خطورة التوسع والضم، واحتمال، حدوث اصطدام كبير اذا ما قامت اسرائيل بالضم.
 
ان الخروج من حالة المراوحة الفلسطينة هذه..من حالة الضياع، والتسويف.. والانتظار،.. والانهاك – وقد زادته الكورونا انهاكا على انهاك.. يستدعى اتخاذ قرار استراتيجي... جريئ وخطير.. قرار تاريخي، كرد، حقيقي وفاعل على العدوان الصهيوني- الاميركي، على قرار الضم والتوسع. ونعني العودة، الى المربع الاول، الى بيان فتح الاول، الى اعتبار فلسطين..كل فلسطين،من البحر الى النهر، هي وطن الشعب الفلسطيني، واعتماد المقاومة، بكل تجلياتها هي السبيل الوحيد لتحرير هذا الوطن من الصهاينة المغتصبين، بعد ان قرر العدو الاستيلاء على فلسطين..كل فلسطين، وبعد ان اعتبر الشعب الفلسطيني مجرد اقلية تعيش على ارض اسرائيل، ولا يحق لها ممارسة حق تقرير المصير، واقامة دولة فلسطينية على ارضه المحتلة عام67 وعاصمتها القدس الشريف.
 
وهذا يستدعي من القيادة الفلسطينية الخروج من مربع ما يسمى بالسلام، بعد ما ثبت انه سلام وهمي.. خادع..كاذب..استغله العدو لفرض املاءاته وشروطه، فتحولت القضية من قضية صراع وجودي، الى قضية نزاع على الحدود.. ومن تحرير كامل التراب الفلسطيني، الى عودة الارض المحتلة عام 67، ومن حق العودة والتعويض، الى التفاوض على حق العودة، كما نصت مبادرة السلام العربية 2002..الخ..وكانت « اوسلو» بمثابة الكارثة الكبرى، اذ اعترفت القيادة الفلسطينية ب» دولة» العدو» على 78% من ارض فلسطين التاريخية، واجلت البحث في اهم واخطر القضايا « القدس..اللاجئين..الحدود.. المياه.. الاستنيطان».. فاعتبرها العدو فرصة لا مثيل له لرفع وتيرة الاستيطان وتهويد القدس، وجاءت «صفقة ترامب» لتبارك هذا العدوان، وتعلن القدس الموحدة عاصمة للكيان الصهيوني، واخيرا لتعلن تصفية القضية..واعتبار فلسطين كلها « ارض اسرائيل».
 
ومن هنا.. لم يعد امام القيادة الا تطليق وهم السلام بالثلاث، والعودة الى المربع الاول، والاعلان للعالم كله.. ان فلسطين من البحر الى النهر هي ملك للشعب الفلسطيني وحده، ولا مكان للعدو الصهيوني على هذه الارض.. واطلاق شرارة المقاومة بكل اشكالها، لردع ولجم العدوان وتحرير الارض..كل الارض.
 
وبعد..!!
 
في عام 1974،التقى الحاج امين الحسيني..مفتي فلسطين.. ورئيس الهيئة الاسلامية العليا بوفد من القيادة الفلسطينية في بيروت، مقر اقامته، وقد جاءت لتطمئن على احواله الصحية. واوصى الحاج امين –كما روى ابو اياد لاصدقائه- القيادة، بان لا يفرطوا بذرة واحدة من تراب فلسطين. وخاطبهم قائلا..اذا وجدتم انفسكم غير قادرين على الاستمرار في النضال. فتنحوا..وسلموا الامانة لغيركم..حتى لا يسجل التاريخ انكم بعتم او تنازلتم عن فلسطين.
 
رحم الله الحاج امين الحسيني... عاش وفيا.. ومات منفيا.. وهو متمسك بمبادئه.. لم يهادن ولم يفرط بذرة واحدة من تراب فلسطين...