ھآرتس

یبدو أنھ لا مناص من تغییر طریقة الانتخابات، من أجل زیادة الحاكمیة، وتعزیز الاستقرار وإنقاذ الدولة من الطریق المسدود السیاسي. لا سمح الله أن نتحول إلى إیطالیا. الدعوة للإصلاح تتزاید، ومؤخراً نُشرت مقالات عدیدة في كل الصحف مع الاقتراحات المعتادة. لشدید الأسف كلھا غیر مفیدة. انتخاب مباشر لرئاسة الحكومة، مع بطاقتین؟ حاولناھا واحترقنا. منح الفوز لرئیس الحزب الأكبر؟ ما یزال یجد صعوبة في تشكیل ائتلاف من 61 عضوا وفي حالتنا غانتس ھو الآن رئیس الحزب الأكبر ورأینا ماذا یساوي ھذا .

أنا أقترح حلاً آخر توصلت إلیھ بواسطة تفكیر خارج الصندوق خلال فترة العید: لرئاسة الحكومة یمكن أن یُنتخب فقط رئیس حكومة یتولى منصبھ. ھذا حل أنیق، بسیط وقابل للتطبیق معناه أن رئیس الحكومة الذي یشغل منصبھ سیستمر حتى موتھ بالضبط مثل رابین. الحملات الانتخابیة ھي باھظة الثمن. ھكذا سنوفر على الدولة الكثیر من الأموال والتي ستستثمر في الدفاع أمام الصواریخ الدقیقة. صحیح أنھ یطرح السؤال- لماذا أصلاً نجري انتخابات ما دام رئیس الحكومة على قید الحیاة؟ وھكذا الجواب بسیط في مضمونھ: نظراً لأن اسرائیل ھي دولة یھودیة ودیمقراطیة. وفي دولة دیمقراطیة تُجرى انتخابات كل عدة سنوات.

وھذا أیضاً یھودیاً جداً، إعطاء الشعب الفرصة لقول رأیھ، لئلا تقولوا إذا فقط رئیس الحكومة الذي یشغل منصبھ یمكنھ أن ینتخب لرئاسة الحكومة، من أجل ماذا نصوت لأحزاب أخرى؟ وبھذا أیضاً ھنا الجواب بسیط، لأنھ لیس دكتاتوراً، ألیس كذلك؟ وكما سبق وقال الحاخام عكیفا: كل شيء متوقع ”والسلطة ممنوحة“. كل الحكمة موجودة في التوراة. یجب فقط البحث عنھا. بواسطة تصویت لأحزاب أخرى یتم التعبیر عن الإرادة الحرة للمواطنین، وفي نفس الوقت یستمر مواصلة الحكم، الذي ھو مھم لاسرائیل جداً في كل الأوقات بسبب التھدیدات الأمنیة الكبیرة التي تقف أمامھا وعلى رأسھا الكارثة الإیرانیة. في النھایة رئیس الحكومة الذي یتولى منصبھ یمكنھ الامتناع عن الانزلاق إلى تصرفات مقسمة أو مجزئة، ستتحول لتكون زائدة مع افتراض حقیقة أن انتخابھ لفترة أخرى ھي أمر مؤكد.

یوجد لھذا النموذج المقترح ھنا مزایا واضحة أخرى: ھذا سیھدئ جداً مزاج سارة نتنیاھو. وھذا حقاً لن یقتل ھنا أي أحد وھو یحاول أن یجرب فھم قلقھا ورغباتھا بدلاً من مھاجمتھا وانتقادھا صباح مساء، عندما تكون سارة ھادئة تكون الدولة ھادئة ھذا ما یسمى حالة ”الربح الصافي للجمیع“.

سیكون ھنالك من سیتذمرون: ھذه لیست دیمقراطیة. لھؤلاء أقول: ارفعوا العصبة عن عیونكم وھل الطریقة التي تحكم بھا اسرائیل ملایین الفلسطینیین الممنوعین من حق الانتخاب في الضفة الغربیة ھل ھذه دیمقراطیة؟ وأن طریقة الحكم الذي یوجد فیھا للعرب مواطني الدولة حق الانتخاب ولكن یجب ألا یخطر على البال اشراكھم في الائتلاف، ودعمھم لرئیس الحكومة ھو أمر یجب الخجل منھ- ھل ھذه دیمقراطیة؟ وھكذا أجل ھذه دیمقراطیة. حقیقة اسرائیل ھي دولة یھودیة ودیمقراطیة.

ومن ھنا كل أنواع الدیمقراطیة ھي ممكنة. طریقة النظام الدیمقراطي ھي خلیط متنوع جداً. فیھ یجد كل شعب طلبھ. بما فیھم الشعب الذي یسكن في الجمھوریة الدیمقراطیة الشعبیة لكوریا والذي اسمھا المحبب ھو كوریا الشمالیة. وبخصوص لوائح الاتھام ضد نتنیاھو: سیكون بالامكان تقدیمھ للمحاكمة وحتى إدخالھ إلى السجن- وسیواصل إشغال منصب رئیس حكومة لأنھ ھو الذي یتولى المنصب. لیتولى منصبھ من سجن معسیاھو، ھكذا أیضاً ستتم المحافظة على سلطة القانون وكذلك سیتم ضمان الحاكمیة والدیمقراطیة، مفھومان بضربة واحدة أجل أنا أعرف أن ھذا عبقري.