عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-May-2019

إسقاط باللیزر - بقلم: یوسي ملمان
معاریف
 
بعد نحو عشرین سنة، حسم الأمر لدى جھاز الأمن: فھو یفكر بجدیة باستئناف البحث والتطویر
للیزر كوسیلة إضافیة لمنظومات الدفاع ضد الصواریخ والمقذوفات الصاروخیة. لقد استغرقت عملیة اعادة النظر، المفاجئة كما ینبغي أن یقال، بضعة أشھر، ولكنھا لاقت التعزیز في اعقاب الأیام القتالیة الأخیرة مع غزة. في ستین ساعة قتال في بدایة الشھر اطلقت حماس والجھاد الإسلامي الفلسطیني نحو سبعمائة صاروخ نحو إسرائیل. أربعة إسرائیلیین قتلوا، وبضع عشرات اصیبوا، وعشرات المباني تضررت. ھذه كانت الضحایا المدنیة الأولى منذ حملة الجرف الصامد.
وفقط لتلطیف الوقع على الاذن، ففي 50 یوما من الحرب في 2014 اطلق من غزة نحو 500.4 صاروخ وقذیفة ھاون، متوسط 90 في الیوم. في یومین ونصف من أیام المعركة الأخیرة كان المتوسط الیومي ثلاثة أضعاف، نحو 280 في الیوم.
غیر أن ھذه لیست مسألة كمیة بل ونوعیة ایضا. في الجولة الأخیرة اطلقت حماس والجھاد الإسلامي 117 صاروخا في ساعة واحدة. والأمر یشھد على قدرة تنفیذ مؤثرة، قیادة، تحكم وتنسیق. بعض الصواریخ كانت موجھة نحو بطاریات القبة الحدیدیة، بھدف تحدیھا وتشویش عملھا.
لإسرائیل توجد عشر بطاریات قبة حدیدیة (واحدة في الاحتیاط)، ولكل واحدة منھا یوجد بین ست
وثماني وسیلة اطلاق. في كل وسیلة اطلاق نحو 20 فوھة. وكما نشر في الماضي، فان البطن
الطریة للبطاریات ھو زمن الرد: فھي تجد صعوبة في اعتراض الصواریخ أو قذائف الھاون التي زمن طیرانھا قصیر نسبیا. منظومة الدفاع الجوي لسلاح الجو ومھندسو شركة الانتاج رفائیل نجحوا في السنوات الاخیرة في تحسین وتقصیر زمن الرد بمعونة تكنولوجیا حدیثة. كما أن استخدام الرادار الاستكشافي (من انتاج التا) تطور. فرادار واحد یمكنھ ان یخدم عدة بطاریات، الأمر الذي یسمح بنشر وسائل اطلاق قلیلة ولیس فقط بطاریات كاملة ومعیاریة. تحد آخر للقبة الحدیدیة ھو مواجھة صلیات الصواریخ.
ان المشكلة الأكبر ھي ثمن التشغیل. فكل صاروخ اعتراضي (”تمیر“) یكلف نحو 70 ألف دولار.
اما ثمن صاروخ قسام فھو بضع مئات الدولارات وثمن جراد نحو 500.1 دولار. منظومة الدفاع
الجویة تطلق صواریخ تمیر كي تتأكد من أن الصاروخ دمر، ولا سیما إذا كان یستھدف ضرب بلدة مدینیة المناطق المفتوحة فیھا ضیقة. في أیام المعركة الأخیرة (حملة حدیقة مغلقة) اعترض نحو
240 صاروخا. حتى لو كانت كلفة انتاج تمیر واحد أدنى وتبلغ نحو 50 ألف دولار، كما المحت اوساط رفائیل، یمكن التقدیر ان كلفة الاعتراض في المعارك الأخیرة كانت لا تقل عن 25 ملیون دولار.
لا یعتزم سلاح الجو طلب زیادة میزانیة على أیام المعارك. ولكنھ یتوقع ان یعوض في أن یتمكن من استكمال مخزون صواریخ تمیر، التي ابقي عددھا في السر. ونقل انتاجھا منذ بضع سنوات إلى
الولایات المتحدة، مقابل مشاركة بمبلغ نحو 900 ملیون دولار (وفقا لقرار الكونغرس وإدارة أوباما) في تمویل بناء القبب الحدیدیة.
نحو 300 صاروخ سقط في مناطق مفتوحة، وبالتالي فلم تطلق نحوھا صواریخ تمیر. بضع عشرات نجحت في اختراق منظومة الدفاع وتسببت بضحایا بالأرواح، بالجرحى وبإصابة المنازل.
وفقا لسلاح الجو، فان نجاح الاعتراض یصل إلى نحو 85 في المئة. وبزعم سلاح الجو، ففي الجرف الصامد بلغ حجم الاعتراض حتى 93 في المائة، بحیث أنھ في المعارك الأخیرة طرأ انخفاض بنحو 10 في المائة في الاداة، حتى لو كان الحجم أدنى، وھو دون الـ 80 في المائة، كما یدعي خبراء مستقلون، فان ھذا ما یزال مثیرا للانطباع.
ومع ذلك، حین یكون لدى حماس والجھاد الاسلامي وفقا للتقدیرات نحو 15 ألف صاروخ، أكثر مما قدرت الاستخبارات الإسرائیلیة قبل المعارك، وبضع عشرات منھا (وربما حتى مائة) لمدى 160 كیلو متر، یمكنھا ان تصل حتى الخضیرة، واضح أن القبة الحدیدیة لیست جوابا كافیا. وحتى لو انتجت في السنوات القادمة اربع – خمس قبب حدیدیة اخرى توفر انتشارا وتغطیة أفضل لكل دولة إسرائیل، من الجنوب حتى الشمال، فلا بد أنھا لن تتمكن من الصمود في وجھ صلیات من عشرات آلاف الصواریخ (جراد) لمدى حتى 40 كیلو مترا، إذا ما اطلقتھا حزب الله في اثناء حرب من لبنان.
كما أن حقیقة أنھ لا یعرف حتى الآن عن أي دولة اشترت المنظومة بكاملھا (باستثناء شراء رادار قبة حدیدیة من قبل سنغافورة، ومنظومة تحكم ورقابة من قبل بریطانیا، وفقا لمنشورات سابقة) ھي
حقیقة صارخة.