عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Dec-2024

المستقبل الأمريكي منظورًا إليه من خلال مجموعة من الكتب

 الدستور-إبراهيم غرايبة

 
أجرت نيويورك تحقيقا متشعبا عن أكثر من أربعين كتابا صدرت في الولايات المتحدة الأمريكية تعكس الهواجس والمخاوف والتقديرات المستقبلية، ونشرت مع عروض الكتب تعليقات لشخصيات سياسية وأكاديمية وعامة للتعبير عن أفكارهم وتقديراتهم للتحديات القائمة والقادمة. التحقيق طويل ومتشعب وظريف؛ ويتمنى المرء لو يجد كتبا ودراسات أردنية وعربية تنظر إلى خريطة الواقع والمستقبل، وتنشط جدلا سياسيا وفكريا، وتساعد متخذي ومصممي القرارات والسياسات في بناء رؤية شاملة وواسعة المدى للتحديات والمستقبل. سأقدم في هذه المساحة عرضا موجزا أرجو ألا يكون مخلا لمجموعة من الكتب التي عرضتها الصحيفة وعرضت معها تعليقات واختيارات وترشيحات للمثقفين الأمريكان؛ ربما تساعد في القياس والتأمل في مشاهدنا الاقتصادية الاجتماعية، أو هي على الأقل تطلعنا على أدوات للتفكير والبحث والتأمل.
 
يبدو من نافلة القول ملاحظة ما تعكسه الكتب والصحافة اليوم من تنامي تيارين متباعدين ومختلفين في الغرب؛ هما اليسار واليمين، وتراجع الوسط السياسي التاريخي لصالح هذين التيارين، وبالتأكيد فإن ذلك يعكس صراعا وانقساما اجتماعيين وسياسيين، فمن المؤكد أنهما اتجاهان يعمقان الصراع والخلاف السياسي والأيديولوجي في الولايات المتحدة الأمركية والغرب بعامة.
 
أشارت وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت إلى كتاب الرئيس التشيكي فاتيسلاف هافيل»فن المستحيل» في إشارة إلى إدارة هافل للانقسام بين التشيك والسلوفاك، وكيف ركز على التسامح والتقبل لتلافي الصراع الداخلي الذي كان يهدد البلاد. وقد ركز هافل على القيم الإنسانية والاجتماعية للعليا لبناء التماسك الاجتماعي.
 
وأشارت الكاتبة والناشطة السياسية اليشيا جرازا إلى كتاب ابرام اكس. كينيدي «stamped from the beginning» «مدموغ منذ البداية» والذي يتحدث عن العنصرية والانقسام بين البيض والسود في المجتمع الأمريكي، وكيف يجري بتخطيط مسبق منع فئات من الأمريكيين من القدرة على المشاركة والتأثير في السياسات والقضايا التي تؤثر في حياتهم ومصيرهم.
 
وأشارت الأكاديمية والروائية من أصل مغربي ليلى العلمي إلى كتاب آدم كوهين «عدم المساواة الأعلى» (supreme inequality) والذي يتحدث عن تجربة الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون في إسناد المحكمة العليا إلى مجموعة من القضاة اليمينيين المتطرفين؛ سخروا المحكمة للعمل ضد حقوق التصويت والهجرة والمساواة والفقراء في مواجهتهم مع الشركات.
 
وأشار الاقتصادي توماس بيكيتي مؤلف الكتاب الشهير «رأس المال في القرن الحادي والعشرين» وكذلك كتاب «رأس المال والايديولوجيا» إلى كتاب نيكولاس باري «ذهب وحرية» والذي يتحدث عن تجربة الحزب الديمقراطي في إعادة إعمار الولايات المتحدة بعد الحرب الأهلية (1861- 1865) يقول بيكيتي: إنها تجربة مفيدة لهذه المرحلة.
 
وأشارت الروائية هاربيت أ. واشنطن الرئيس بايدن إلى كتاب بول فارمر «لإصلاح العالم» وهو طبيب وأنثروبولوجي أمريكي وناشط في الحقوق والحريات، ويتحدث كتابه عن التعصب الثقافي في الولايات المتحدة وظروف الحياة والعمل البائسة التي يعيشها الملونون والأجانب والصراع العنصري.
 
وأشار الصحفي والمحامي الجمهوري ديفيد فروم إلى كتاب آدم توز «الطوفان» والذي يتحدث عن المرحلة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى ثم الأزمة الاقتصادية الكبرى مؤملا أن يدرك قادة الولايات المتحدة والعالم الفوائد الكبرى للتجارة الحرة العالمية، وأن يلاحظ المخاطر التي تهدد السلام والازدهار، إذ يعرض آدم توز أسباب الفشل والنجاح المستمدة من تجربة الحرب والكساد.
 
ويشير أستاذ العلوم السياسية بجامعة جون هوبكنز إلى كتاب جون ستيوارت ميل «قضية المرأة» مؤكدا بذلك على أهمية العدل والمساواة معتبرا إياها القضية التي تتحدى الإدارة الأمريكية الجديدة، ويقول إن ميل يساعدنا لأجل رؤية تؤكد على العدل والفوائد الاقتصادية والاجتماعية الممكنة بسبب الالتزام بالعدل.
 
ويشير مايكل بشلوس؛ مؤلف كتاب «رؤساء الحرب» مايكل إلى كتاب رون تشيرنو «واشنطن» وكيف استطاع القائد الأمريكي جورج واشنطن بمثاله الشخصي وسياساته أن يعمل في ظروف من الديمقراطية الهشة لأجل حماية الحريات والدفاع عن البلاد، وضمان سيادة القانون، ويقول إنها تجربة ملهمة للأمريكيين في الظرف الذي يعيشونه اليوم.
 
وتشير اليزابيت كولبر؛ مؤلفة كتاب «الانقراض السادس» إلى كتاب ادوارد أو. ويلسن «مستقبل الحياة» ذلك أن سلوك الإدارة السياسية الأمريكية يؤثر على الناس في جميع أنحاء العالم، كما الكائنات الحية الأخرى، ويحذر ويلسون في كتابه هذا من انهيار التنوع البيولوجي على كوكب الأرض.
 
وتشير المؤرخة والأستاذة بجامعة هارفارد أنيت غوردن إلى كتاب دبليو. اي. بي دو بيوس «إعادة الإعمار في أمريكا 1860 – 1880» والذي يعرض الجهود المبذولة لإعادة تشكيل المجتمع الأمريكي في أعقاب الحرب الأهلية، ويوضح كيف أفشلت وعرقلت جهود الحكومة لبناء المساواة في المجتمع الأمريكي من قبل المتعصبين البيض.
 
ويشير ريتشادر هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية والدبلوماسي السابق إلى كتاب وزير الخارجية الأمريكي في عهد الرئيس ترومان؛ دين أتشيسون» حضور الخلق ‘Present at the Creation,’ by Dean Acheson
 
ويعرض فيه مرحلة يصفها بأنها الأكثر ابتكارا ونجاحا في السياسة الخارجية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة» ويقول إن المرحلة القائمة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم هي عالم من الفوضى، وسيكون التحدي هو تصميم وبناء ترتيبات جديدة لإدارة التنافس مع الصين وتضييق الفجوة بين التحديات العالم والرغبات والقدرات في الاستجابة لها.
 
وتشير الروائية من أصل كوري مين جين لي إلى كتاب ماثيو ديزموند «مطرود» ويعرض أزمة الإسكان ومعاناة المواطنين الذين يطردون من البيوت لعجزهم عن دفع الإيجار أو سداد الأقساط للبنوك، تقول سيكون في مقدور الرئيس المريكي بقراءته للكتاب أن يتعرف على جانب من حياة المواطنين الأمريكان.
 
ويشير أستاذ الأدب بجامعة برينستون إدي غلود إلى كتاب «بالدوين» تحرير توني موريس؛ إذ يقدم الكتاب رؤية واضحة لأزمة الشعور الوطني كما يشهد على آثارها الروائي والأديب الأمريكي الشهير والمؤثر جيمس بالدوين. وهو روائي أمريكي من أصول أفريقية، وقد شغل كثيرا في كتاباته الروائية والمسرحية بالهوية والتمييز.
 
وتنصح أستاذة الأدب الانجليزي بجامعة بروكلين كاي هايمويتز الرئيس بايدن بقراءة كتاب نيكولاس ابرستادت «رجال بلا عمل» ويعالج قضايا البطالة وفقدان مهارات العمل بين فئة واسعة من الأمريكان، ومتوالياتها من العجز عن المشاركة والفقر والتفكك الأسري واليأس وعدم المساواة.
 
ويشير كاتب السيناريو والمسرح والممثل إياد أخطر (من أصل باكستاني) بقراءة كتاب كريستوفر لاش «الجنة الحقيقية والوحيدة» وقد تنبأ فيه من قبل ثلاثين عاما بكثير من المتاعب والتحديات التي تعيشها اليوم الولايات المتحدة الأمريكية.
 
ويشير الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد (2015) أنجوس إلى كتاب مايكل لويس «المخاطرة الخامسة» وفيه يكشف لويس مدى الجهل المتعمد وإساءة استخدام السلطات.
 
يشير يوفال ليفين؛ أستاذ العلوم السياسية إلى كتاب «السياسة الأمريكية» تأليف صمويل ب. هنتنغتون والذي تنبأ فيه حين صدر عام 1981 بالصراع بين الاتجاهات المتطرفة الصاعدة من جميع الاتجاهات اليمينية والراديكالية واليسارية.
 
تشير كاي همويتز إلى كتاب «رجال بلا عمل» ، بقلم نيكولاس إبرستادت. يلفت إبرستادت الانتباه إلى أزمة أمريكية مهملة إلى حد كبير: مستويات فترة الكساد للرجال في سن العمل، معظمهم وليس جميعهم حاصلون على تعليم ثانوي أو أقل، والذين تسربوا من سوق العمل. هؤلاء «الرجال المنفصلون» هم المفتاح لمعالجة بعض المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الأكثر حدة في البلاد بما في ذلك انهيار الأسرة، والفقر بين الأجيال ، وعدم المساواة و «وفيات اليأس
 
وتشير آلن جي بو إلى كتاب «The Purpose of Power» «الهدف من القوة» بقلم أليسيا غارزا. لقد خلقت الحركات الاجتماعية للناس العاديين سياقًا لبعض أهم أعمال القيادة من الرؤساء الأمريكيين - من الحركة العمالية في الثلاثينيات و F.D.R. ، إلى حركة الحقوق المدنية في الستينيات و L.B.J. - أعمال القيادة التي سمحت لنا بإحراز تقدم للأجيال من بعض أعظم أوقات الأزمات والحسابات. يقدم كتاب «الغرض من القوة» ، الذي كتبه أحد أهم بناة الحركات في هذه الحقبة، نظرة ثاقبة أساسية حول قوة وإمكانية الحركات اليوم ، لإلهام العمل الرئاسي الذي يلبي اللحظة الحالية للأزمة وفرصة التقدم.