عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Jul-2019

يَوميّات (هَيّة الكَرَك).. و(الحَملة الحُورانية) في الصحافة العربية العثمانيّة (1910 _ 1912) (69)

 

محمد رفيع
يَومٌ في الكَرَك (بعدَ كارثتها العُثمانيّة)؛..عام 1912!!؟
(كلّ شيءٍ في الكرك شَاكٍ باكٍ.. فالبَشَرُ في شكوى وبُكاء. والترابُ في شكوى وبُكاء)
الأحداث في يوم (11_ 4_1912(
الراي - في هذا اليوم كتب؛ الشَهيد عبد الوهاب الإنكليزي، مقالاً بعنوان؛ (يَومٌ في الكَرَك)، جاء فيه؛
(.. فالظالمُ يائسٌ خائف. والمظلومُ حانقٌ حزين..)..!!؟
(كلّ شيءٍ في الكرك شَاكٍ باكٍ.. فالبَشَرُ في شكوى وبُكاء. والترابُ في شكوى وبُكاء.
والحَجَرُ في شكوى وبُكاء. والسَماءُ فوق الكلّ في شَكوى دائمةٍ وبُكاءٍ مستمرّ)..!؟
أما (عبد الوهاب بن أحمد الانكليزي)، فهو؛ ولد في قرية المليحة بـغوطة دمشق عام 1878 ،ولقب بالمليحي، أما اسم بالإنكليزي فلأنّ جده الرابع كان عصبي المزاج، وكان يقال له: «إنك مثل البارود الإنكليزي»، فغلبت عليه هذه الكنية، تعلم في دمشق، ودرس الحقوق في الأستانة، عين قائم مقام في إحدى مناطق ولاية حلب، ومفتشاً للإدارة الملكية في بيروت وبروسة، كما عمل في المحاماة، ويعد كاتباً أدبياً من الطراز الأول في اللغة التركية، له العديد من المقالات في السياسة والاجتماع والتاريخ، كان يتقن اللغة التركية والفرنسية والإنكليزية إضافة إلى لغته الأم العربية. قال عنه طلعت باشا الاتحادي المشهور ووزير الداخلية: «لو كان عند تركيا عشرة رجال من عيارك لعدت من أرقى دول العالم»، واقترح عليه الهروب قبل محاكمته فرفض.
تمّ تنفيذ حكم الإعدام به مع مجموعة من الشهداء العرب في دمشق في 6 أيار 1916 في دمشق.
في العام 1912 ،ترشّح ليكون نائبا (مبعوثاً) عن الكرك، عن حزب الحرية والائتلاف، الذي ينتمي إليه مبعوث الكرك السابق توفيق المجالي، وبالاتفاق معه، وذلك خشية من تزوير السلطة للانتخاب أو منع توفيق المجالي من الترشح في اللحظة الأخيرة.
مقدّمة تاريخيّة وملاحظات؛
هَيّة الكَرَك؛ هي عصيان مدنيّ، ما لبث أن تحوّل إلى ثورة مسلّحّة، ضدّ التجنيد الإجباري وتعداد النفوس. حيث اندلع العصيان في 22 تشرين الثاني (11 (عام 1910 ،واستمرّ نحو شهرين، وكان أعنف الاحتجاجات ضدّ العثمانيين، التي اندلعت قبيل الحرب العالميّة الأولى، حيث قمعتها السلطات العثمانيّة بعنف شديد.
المصدر الصحفي الدمشقي لهذه الوثائق هو من أكثر المصادر الصحفية توازناً في تلك الفترة، وهي صحيفة (المقتبس) الدمشقيّة لصاحبها محمد كرد علي، غير أنّها تبقى صحيفة موالية للسلطة العثمانية، ولا تخرج عن طوعها. لا يتدخّل الكاتب في الوثائق المنشورة إلّا في أضيق الحدود، بهدف الشرح أو التوضيح فقط لا غير. هنا في صفحة فضاءات، سننشر الرواية الصحفية العربية العثمانيّة الرسميّة لأحداث الكرك، والتي استمرّت لما يزيد عن شهرين، كما رأتها السلطات العثمانيّة في حينه، على هيئة يوميات ومتابعة صحفية للأحداث. وتشكّل هذه المادّة جانباً وثائقيّاً صحفياً لـِ(هَيّة الكَرك)، كرؤية رسمية للسلطات آنذاك. أما السلطات العثمانيّة فقد أسمتها؛ (فتنة الكَرَك)..!