عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Oct-2019

«النمر الأسود».. كتاب نقدي جديد في مواجهة الفساد ومرجعياته

 

 
عمان -الدستور-  نضال برقان - يمثل كتاب «النمر الأسود»، لمؤلفه الباحث الهندي «سريجان بال سينغ»، بحثا نقديا موثقا ومرجعيا عن الفساد، وممارساته، في العديد من البلدان، في أزمنة وأماكن مختلفة، حاربت الفساد بأنظمتها الخاصة.
الكتاب نفسه صدر حديثا عن دار البيروني للنشر والتوزيع، في عمان، بترجمة لفادية أبو زيد، وتقديم للأستاذ عاصم ربابعة، الذي رأى أن الكتاب يعرض للمخاطر الناجمة عن الفساد، بكل أشكاله، ليقدم برنامجا للقضاء على جميع أوجهه الإدارية والمالية.
ويؤكد الكتاب أنه كلما زادت مساحة السلطة في المجتمع كانت الفرصة مهيأة للفساد أكثر، وأن الحصانة ضد المساءلة تؤدي إلى فقدان الشفافية، وإلى انتشار الفساد وتعزيزه.
ويخلص الكتاب إلى أن الفساد يلوث وجودنا مهما كانت درجاته، وهو لا يقدم وصفة سحرية للقضاء على الفساد، ولا يزعم أن سياسات بعينها أدت إلى الحد منه، إلا أنه في تجارب البلدات التي أظهرت تقدما في السيطرة على الفساد، كان هناك مزيج من عوالم عدة، تختلف من بلد إلى آخر، إلا أن هناك عنصرا واحدا مشتركا بينها، هو «الإرادة السياسية»، ومن بين العوامل الأخرى الشائعة في العديد من البلدان، الوعي العام، ومساندة المواطنين والمجتمع المدني.
وقد جاء الكتاب في عشرة فصول، منها: استخراج العدل من القانون، الأخلاق والإعلام، قوة الفضيلة، التحرك قدما: ما الذي يستطيع كل منا فعله؟، إضافة إلى «خلاصة» جاء فيها: «الشخص الفاضل والمتحفز يمكنه أن يستخدم ضميره دائمًا ووحده. يستطيع هو/هي أن يسمع صوت الروح الداخلية بوضوح. في الشخص الشرير هذه الخاصية ميتة ومنعدمة. فالطبيعة الحساسة للضمير تم تدميرها بالرذائل والفساد. وحيث إننا غير قادرين على التمييز بين الصواب والخطأ. على كل من يقودون المنظمات وشركات الأعمال والمؤسسات والحكومات أن يطوروا هذه الفضيلة من خلال استخدام ضمائرهم. فالضمير السليم سيمكنهم من التمتع بالحرية وإزالة مخاوفهم، وقلقهم.
قبل 600.000 سنة مضت، كان يجلس الجيل الأول من أجدادنا في كهف في وونديرويرك (اليوم في جنوب أفريقيا)، اكتشف الإنسان الأول شيئًا غيّر مسار حضارتنا. فقد اكتشف كيف يستطيع أن ينتج شرارة بالاحتكاك ويشعل النار. وسرعان ما منحه هذا الاكتشاف مزية دون باقي أنواع الكائنات الحية.
اليوم، الإنسان يتربع بطلا بلا منازع بين السلالات المختلفة نحتاج لاكتشاف شرارة جديدة، هي نار المودة، وحب الآخرين والنزاهة.  فالفساد يقضي على نظامنا وقيمنا، وهو ما قمنا بتطويره على الرغم من الآلام. وهذه النار الجديدة تمثل أفعالا جماعية بحاجة لأن تبدأ في قلوبنا وعقولنا، وأن تنعكس في معاملاتنا المختلفة، وأن يتم نقلها للآخرين، وهذه هي الطريقة التي يحيا بها النزيه، وتنتعش بها النزاهة».