عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Feb-2020

قراءات عن فيروس كورونا

 

عمان– الغد-  مع إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، وتجاوز عدد الحالات المصابة المؤكدة بالفيروس ما يقارب 59864 إصابة؛ أصبح القلق يعتري الأوساط العالمية أفرادا وحكومات، خاصة وقد بلغ عدد الوفيات نتيجة لهذا الفيروس ما يفوق 1700 وفاة.
وحديثا، أشارت منظمة الصحة العالمية، وبشكل صريح، إلى أن الخوف الأكبر أن ينتشر فيروس كورونا المستجد في بلدان لديها نظام صحي ضعيف، وخاصة دول العالم الثالث.
وحتى الساعة، لا يوجد ما يدعو للقلق في الأوساط الأردنية، خاصة وأن الإجراءات التي تقوم بها الجهات الصحية الحكومية للتعامل والوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد تبدو جدية ومناسبة للتعامل مع هذا الفيروس. والاطمئنان بشكل كبير في المحيط الأردني جاء من إجراءات الحجر على مجموعة الطلبة الذين قدموا للتو من مدينة ووهان الصينية، التي يعتقد أن الفيروس قد ظهر فيها للمرة الأولى.
ولنا أسوة في الحرص والحذر من هذا الفيروس مجموعة من الدول العظمى ذات الجاهزية القصوى التي اتبعت سياسات صارمة بالتعامل مع مسافرين أو ركاب سفن قادمة من الصين وعدم السماح للركاب بالتواجد في أراضيها إلا بعد فحص دقيق. وفي هذا المقال، سأعرض بعض الإجراءات التي من شأنها زيادة الاطمئنان والحماية في أوساطنا المحلية والرسمية.
أولاً: يجب على الجهات الأمنية الحدودية أخذ أدق الإجراءات المتعلقة بمنع أي شخص غير أردني من دخول الأردن إذا كان قد سبق وأن زار الصين خلال الأسبوعين أو الأربعة الماضية. وأيضاً إلغاء جميع الرحلات القادمة والمتوجهة للصين عبر مطار الملكة علياء الدولي خلال الفترة المقبلة ولنهاية شهر نيسان (ابريل) المقبل. مثل هذا الإجراء تم العمل به مؤخراً من قبل الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا واليابان.
ثانياً: موضوع الحجر الصحي للقادمين من الصين يعد في غاية الأهمية ولا يجب أن يتم التهاون في أي إجراء يتعلق به، وعليه يمنع بشكل تام زيارة من هم تحت الحجر من قبل الأهالي أو أي جهة أخرى حاليا. وأيضا يجب التعامل بحرص مع المبنى أو العيادة التي يتم فيها الحجر والتخطيط المسبق لكيفية وآلية التعقيم أو التطهير التي سيتم اتباعها فور انتهاء الحجر الصحي.
ثالثا: يجب الإضاءة هنا على جاهزية الماسحات الحرارية في مطار الملكة علياء الدولي، ضمن الإجراءات المشددة التي تتخذها وزارة الصحة في محاولة لمنع دخول فيروس كورونا المتجدد للمملكة، وضرورة تأمين فحص “الكيتات” وهي وسائط لزراعة الفيروس يجري من خلالها أخذ مسحة عن طريق الأنف أو البلعوم وبعد 5 ساعات تظهر النتيجة وخاصة لمن تظهر عليه أعراض أولية مثل ارتفاع درجة الحرارة والسعال وضيق التنفس وآلام في العضلات. علما أن العدوى عادة تحدث في فترة الحضانة وهي 14 يوما وخلالها على الأرجح لا تتواجد الأعراض.
وفي تصريح سابق، تم تأكيد قرب استلام ما يعادل 1000 فحص كيتات الذي مع تفاقم الوضع لا يبدو كافيا. وعليه لابد من تكثيف التواصل مع مركزي رقابة الأمراض الأميركي والأوروبي للحصول على الكيتات اللازمة لتأمينها خلال الفترة القريبة المقبلة.
رابعاً: يجب الإشارة هنا إلى ضرورة التعقيم بشكل متكرر لكل مرافق الدولة التي تستقبل مراجعين سواء كانوا مسافرين أو تجارا أو مستوردين كانوا على احتكاك مع أصحاب عدوى محتملين في الصين أو عالميا.
خامساً: يجب التنويه هنا إلى أنه حتى اللحظة لا يوجد أي حالة مؤكدة للكورونا بالأردن وأن خير وسيلة علاج هي الوقاية. وأنصح هنا بالتقليل من الاحتكاك مثل التقبيل أو مشاركة فناجين القهوة أو كاسات الماء في التجمعات الكبيرة في مجتمعنا. ويجب التفكير المسبق بتوفير كمامات وأقنعة خاصة لمنع العدوى، خاصة في الجهات الصحية الحكومية تحسبا لأي حالة اضطرارية مستقبلية. وعليه يجب توفير وارتداء الزي المناسب الذي يتضمن جهاز تنفس صناعيا مثل “N95″، وذلك من قبل جميع أفراد الطاقم الطبي المتواجدين في الحجر الصحي بالمستشفى. وأيضاً لا بد من تزويد جميع المرافق داخل هذا المستشفى بالكاميرات لتوثيق ومراقبة كل ما يحدث هناك.
أخيرا، يجب التنويه إلى ضرورة توخي الأمانة العلمية في نقل الأخبار المتعلقة بالمرض وتكثيف حملات التوعية بالمجتمع والمدارس والجامعات وإرسال رسائل نصية تحذيرية وتوضيحية للمواطنين على مختلف الشرائح.
 
د. إيمان حماد
أستاذ مشارك في الجامعة الأردنية في الصيدلة السريرية والاقتصاد الصحي