الغد
برعاية الأميرة وجدان الهاشمي؛ ينظم المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة وبالمشاركة مع Artizotic Online Gallery المعرض الفني “الأثار والأنقاض” للفنانة العراقية هناء مال الله، وذلك يوم بعد غد، في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة ويستمر إلى 5 من تشرين الأول(أكتوبر) المقبل.
يطرح المعرض “آثار وأنقاض” سؤالا مفاده: هل يمكن للأنقاض الأثرية أن تمنحنا فرصة للتعمق في الماضي لاستقراء مستقبلنا؟
تتخيل الفنانة هناء وهي تتأمل في تجربتها الخاصة في العراق، احتضان المنطقة للآثار والأنقاض، التي ما هي إلا بقايا للمواقع الأثرية التي تهيئ نفسها لتسافر في رحلة عبر الزمن، وهي دليل مادي على مجتمع مضى على وجوده وقتا طويلا، ولكنه ما يزال يحمل روابط عميقة مع حاضرنا ومستقبلنا.
من ناحية أخرى، تشير الأنقاض من وجهة نظر الفنانة إلى فقدان الثقافة والهوية، اللتان نتج عنهما الآثار المميتة للحرب والفوضى والدمار.
لذلك، لا ترى الفنانة أنقاض بلدها على أنها حطاماً، بل مواقع حية تمتلئ بالأمل، ودليلاً على الماضي الذي ما يزال متجسداً في الحاضر. تناقض صارخ مع الطاقات المميتة للتفكك من تحت الأنقاض.
وتتطرق في مشروعها البحثي إلى حالة الخراب المستمر، الذي يشغلنا جميعاً في بيئة ما بعد الاستعمار، حيث سيدور حوله المعرض، فهي مهتمة بتغيير طريقة التعامل مع الآثار باعتبارها جمالية جديدة، تهتم بالتاريخ في الوقت الحاضر، (القوة الكامنة للخرائب)، تلك التي قد توفر الأسس لبناء علاقة جديدة بين الماضي والحاضر، ذلك الترابط الذي يفكك الاستمرارية التقليدية للمكان والزمان. وبالتالي فإن هذا الماضي ليس حاضرنا بل مستقبلنا؛ حيث تسكننا هذه الحالة من الخراب المستمر التي تقدم إمكانيات مستقبلية أخرى.
كفنانة وباحثة، تعيش هناء مال الله هذه الحالة من الخراب المستمر، والتي تعد بمثابة فرصة قوية للتجديد من خلال السماح للحوار بين تجاربنا مع الآثار القديمة، والاحتلال الاستعماري وأنقاض الحرب. ومن خلال التنقيب عن الماضي في أدائنا للحاضر، ترسم هناء علاقات جديدة مع الماضي والمستقبل المحتمل من خلال إنتاج أعمال فنية، مما يوفر إجابة بسيطة لما بدا في البداية سؤالًا معقدًا: الإجابة نعم، تكمن قوة المواقع الأثرية بكونها آثارا من الماضي تقوم باستقراء المستقبل.
هناك دائمًا تأمل فكري أو نظري في العملية الإبداعية لهناء مال الله، لتحث جمهورها على التأمل في استنتاجاتهم عن عملها، والتي سيكتشفونها من خلال البحث في الأسئلة نفسها التي طرحتها.