عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Jan-2020

“صفقة القرن”..صوت عمي - يفعت ايرلخ

 

يديعوت أحرونوت
 
“صوت عمي ها هو يأتي من وراء الجبال يقفز على التلال”، هكذا يشدو شلومو الملك في نشيد الانشاد، عن التمني والتوق اللذين بين الحبيب وعقيلته. غير أن وثيقة حب شلومو، بكل جمالها، هي في نهاية الامر وثيقة تفويت للفرصة. فالعقيلة تبحث في الليالي عن حبيب قلبها، ولكن عندما يدق الحبيب بابها تترد. اما بعد أن تفتحه فيكون هو قد غاب.
منذ سنة وادارة ترامب تدق بابنا مع صفقة القرن. صوت العم سام يأتي من الغور والصحراء، يصعد الى الجبل. “صوت عمي يدق، افتحي لي يا أختي، اما نحن فنتعلل بالمعاذير: “خلعت منامتي، انتظر لارتديها”. ليس الآن. الآن انتخابات، ومرة اخرى انتخابات ومرة اخرى انتخابات. والعم ينتظر بصبر. والآن مرة اخرى يدق، ربما يقترح ربما يطلب من اسرائيل ان تبسط القانون الإسرائيلي على كل الغور وعلى كل المستوطنات في يهودا والسامرة. هذه اللحظة التاريخية محظور علينا ان نفوتها بأي حال.
في العقد الماضي كان الفلسطينيون هم الذين قرروا الحقائق على الارض. الزمن لعب في صالحهم. حكومات اسرائيل كفت عن اقامة مستوطنات جديدة وبنت بتقنين داخل المستوطنات، والسلطة الفلسطينية سيطرت على مناطق ج. عدد لا يحصى من البؤر غير القانونية، مثل الخان الاحمر، نثرت على الارض، بادارة السلطة الفلسطينية وبتمويل اوروبي. اما اسرائيل فحتى لم ترد. المعنى عمليا هو فقدان ذخائر استراتيجية. على هذا ان يقلق ليس اليمين فقط. بالنسبة لليسار ايضا، اذا كانت اسرائيل تفقد مسبقا ذخائرها، ما الذي يمكنه ان يعرضه على طاولة المفاوضات؟ توضح صفقة القرن للفلسطينيين بأن الزمن يعمل في طالحهم. في مشروع التقسيم كان يمكنهم أن يقيموا دولة على نحو نصف الارض التي بين النهر والبحر. ولاحقا عرض عليهم باراك واولمرت كل يهودا والسامرة وعاصمة في القدس. اما الآن، فحسب المنشورات، يعرض عليهم اقل بكثير. مساحة اقل، تجريد من السلاح، بدون القدس، بدون حق العودة. دولة بلا سلاح وبلا سياسة هجرة مستقلة، هذه ليست دولة. هذه أقل من سلطة فلسطينية. هذه النقطة من المهم أن تفهمها محافل مختلفة في اليمين. ولكن في اليمين ايضا تنطلق اصوات تلك العقيلة الكسولة التي يصعب عليها فتح الباب. في الوسط وفي اليسار ايضا، من جهة المستوطن ليبرمان ورئيس الاركان الاسبق غانتس، تنطلق اصوات التثاؤب للعقيلة التعبة. هذه الاصوات، التي تحاصر الادارة الاميركية من اليسار، تقترح ان يبسط الآن القانون فقط على غور الاردن وليس على المستوطنات في يهودا والسامرة.
هذا لا يعقل. فلماذا نفوت الفرصة التاريخية؟ حكومات اسرائيل، بما فيها حكومات رابين وبيرس، ساعدت في اقامة المستوطنات واعترفت بها. اكثر من يوبيل مر منذ أن بدأ المشروع الاستيطاني في يهودا والسامرة. اكثر من 400 الف من السكان اليهود يعيشون هناك اليوم، يربون الجيل الثالث والرابع. بعد المحاولة الفاشلة في غزة، بات الكل يفهم بأنه لن يكون مزيد من الانسحابات. فلماذا إذن نبقي مئات الاف الاشخاص تحت حكم عسكري؟
ضم الغور والكتل والجيوب الاستيطانية في يهودا والسامرة سيستوجب اعطاء المواطنة لكل الفلسطينيين الذين يعيشون في تلك المناطق. في الغور يدور الحديث عن 5 آلاف شخص. في مناطق ج يعيش بضع عشرات آلاف أخرى من الفلسطينيين. ولما كان الاقتراح الأميركي يتحدث عن الضم فقط لقسم من المناطق ج التي تضم بالذات المستوطنات اليهودية، فيمكن الافتراض أن هنا ايضا يدور الحديث عن بضعة آلاف من الفلسطينيين ممن سيتلقون المواطنة. يمكن لاسرائيل أن تحتمل ذلك.
لا عذر يمكنه أن يبرر تأجيل هذه الفرصة التاريخية. لا الانتخابات ولا التحقيقات. كل تأجيل هو سيئ. كل من هو صهيوني، من اليمين ومن اليسار، عليه أن يفهم بان هذه اللحظة محظور تفويتها. نتنياهو يفهم هذا. وحسب القانون فهو لا يحتاج حتى الى اغلبية في الكنيست كي ينفذ اقتراح صفقة القرن، رغم أن له اغلبية كهذه. يمكن لنتنياهو أن يعقد حكومة اسرائيل صباح غد ويعلن عن بسط القانون على الغور وعلى المستوطنات في يهودا السامرة. يمكن لنتنياهو أن يفتح الباب للعم أخيرا.