عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Mar-2025

القضية الفلسطينية وبوادر نظام دولي جديد*د. حسن محمد المومني

 الراي

تاريخيا لطالما كان للنظام الدولي بغض النظر عن طبيعته,تأثير مباشرة على تطورات القضية الفلسطينية. فبعد الحرب العالمية الثانية،أسس نظام دولي وبهياكل دولية مختلفة كان له الدور الاكبر في تأسيس إسرائيل وبشكل رسمي تفجر الصراع العربي الاسرائيلي وجوهرة القضية الفلسطينية. وكان هذا التأثير واضحا إبان الحرب الباردة،حيث دخلت القضية الفلسطينية في مسألة الاستقطاب الاقليمي والدولي سواء في سياق البحث عن الحل السلمي او الحروب التي شنت من اجل التحرير.ومع انتهاء الحرب الباردة في نهاية ثمانينات القرن الماضي وانهيار الكتلة الشر?ية وتفكك الاتحاد السوفياتي،برزت الولايات المتحدة الامريكية كقوة عظمى وحيدة منتصرة في العالم وبداية ما يسمى بالعصر الامريكي الغربي. هذه التطورات العالمية اضافة للتطورات الجيوسياسية في الشرق الاوسط في حينها, اثرت بشكل مباشر على القضية الفلسطينية حيث انطلقت أكبر عملية سلمية واسعة بين العرب بما فيهم الفلسطينيون وإسرائيل في بداية تسعينيات القرن الماضي ادت لتحول سلمي عميق بين الفلسطينيين وإسرائيل تمثل في اتفاقات اوسلو وما تلاها من عملية سلمية. حاليا هنالك تحولات كبيرة اطرافها اللاعبون الكبار الذين يملكون القدرات?التي تحدد مكانتهم وادوارهم الفاعلة وأشهرهم امريكيا،ترمب يحاول ان يخلق نظام دولي جديد قائم في على امريكيا اولا من خلال استدارات وتفاهمات تهدف الى اقتسام فضاءات ومناطق النفوذ العالمي مع قوى عالمية كروسيا والصين من منطلق براغماتي وواقعي ميكافيللي عمادة ان القوي يستطيع ان يعمل ما يحلو له والضعيف عليه ان يعاني من ضعفه
 
إنه عصر السلام من خلال القوة عصر التسويات المفروضة وخاصة على الاطراف الضعيفة من اجل مكاسب للدول التي تملك القوة الاقتصادية والعسكرية. وهذا واضح من خلال تعاطي ادارة ترمب مع الصراع في اوكرانيا وغزة والقضية الفلسطينية عموما. لذلك وضمن الحسابات البراغماتية والواقعية لمعايير القوة،فان الحليف الامريكي القوي يتصرف بمثل هكذا نهج وإسرائيل تؤمن ان القوة العسكرية تفرض التسويات،حيث تنظر لنفسها بانها القوة الكبرى في الشرق الاوسط التي انتصرت وغيرت المشهد الجيوسياسي فيه وبالتالي من حقها فرض التسويات التي تتماشى مع رؤيتها?ومصلحتها.و استئناف العدوان و العمليات العسكرية في غزة و مجموعة الخطوات و الاجراءات التعسفية الارغامية التي تتخذها ضد الفلسطينيين في غزة و الضفة الغربية ان هي الا ترجمة حقيقية لذلك. امام هذا الواقع الدولي والاقليمي القاسي وحالة الضعف والانقسام الفلسطيني الغير مسبوق فان القضية الفلسطينية والفلسطينيين امام مفترق طرق وحيرة استراتيجية غير مسبوقة اقلها على المدى القصير والمتوسط مما يجعل الخيارات محدودة جدا وامكانية ان تفرض تسويات من قبل ترمب ونتنياهو نسبيا عالية ولتفادي ذلك او على الاقل احتواءه وتخفيف ذلك فان عل? الفلسطينيين ترتيب البيت الداخلي بسرعة الضوء والعمل بشكل عميق مع الدبلوماسية الاردنية العربية وخطتها التي لاقت تأييدا دوليا كمخرج من هذا الكابوس الاحتمالية. الدول العربية المعنية وبالذات الاردن مصر والسعودية وبقية دول الخليج لها ارتباطات ومصالح استراتيجية مع واشنطن ولها تأثير متبادل وتبقى امريكيا ترمب بحاجة لهذه الدول براغماتيا وواقعيا مصلحيا.