الجزائر ـ« القدس العربي»: مقابل ملايين الجزائريين المطالبين بالتغيير الجذري للنظام وبرحيل بوتفليقة، يواصل الدبلوماسي السابق الأخضر الإبراهيمي مهامه في محاولة الوساطة بين الشارع المتمسك برفض التمديد والسلطة المصرة على إدارة ظهرها للشعب. وضع حذّر منه الإبراهيمي مبدياً مخاوفه من الوصول إلى حالة انسداد توصل البلاد إلى طريق مغلق.
ودافع، خلال مروره أمس الإثنين عبر برنامج في القناة الإذاعية الثالثة، على خريطة الطريق التي قدّمها الرئيس المنتهية عهدته عبد العزيز بوتفليقة، حيث طالب الدبلوماسي السابق الذي يؤكد في كل مناسبة على صفته الحيادية بضرورة جلوس كل الأطراف على طاولة الحوار لمناقشة اقتراحات بوتفليقة. مشدداً على ضرورة الالتزام بمبدأ الحوار للوصول إلى مخرج.
في السياق، أبدى الإبراهيمي الذي يشدد في كل مناسبة على أنه ليس وسيطاً ولا مبعوثاً، وإنما مواطن جزائري، قلقه على بلاده، مشيراً إلى لغة التحذير التي اعتمدها الموالون لبوتفليقة في خطاباتهم السابقة، مبدياً تحفظه على عبارة «ارحلوا جميعاً» التي قال بأنها دمرت العراق سابقاً. قائلاً: «هل تريدون عراقاً آخر في الجزائر، ربما وضعنا الحالي مختلف لكن الحذر مطلوب جداً»، تصريح أعاد للأذهان تهديدات رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى التي بعثها للجزائريين من تحت قبة البرلمان قائلاً: «مسيرات سوريا بدأت بالورود»، وهو ما يؤكد أي صف اختار الإبراهيمي الوقوف إلى جانبه في ظل الأزمة.
ورغم عدم إنكار ضيف الثالثة لشرعية مطالب الشارع الجزائري، طالب الابراهيمي بضرورة التخلي عن فكرة إقصاء النظام بشكل كلي كونه صعباً عملياً وسيؤثر على الاستقرار والأمن. و في المقابل، شدد الرجل على ضرورة الابتعاد عن التسرع في تنظيم مرحلة انتقالية وفق «آليات منظمة ومهيكلة» كخطوة أولى لتحقيق أهداف الحراك بعيداً عن الفوضى. وفي السياق، قال: «إن التغيير الذي يطالب به الجزائريون لا يمكن أن يتم بمفرده، لذا يجب على الجميع الجلوس إلى طاولة الحوار وإرساء ورقة طريق لقيام الجمهورية الثانية».
وفي رده على سؤال بخصوص وضع حزب جبهة التحرير الوطني الذي فقد مصداقيته وشرعيته لدى الجزائريين الذين يطالبون بإسقاط الحزب، قال الإبراهيمي: لماذا يجب أن يرحل والتعددية هي التي فشلت وليس الجبهة.
وبالمناسبة، لم يفوت الدبلوماسي السابق فرصة الرد على من يتهمه بعدم إلمامه بالوضع السياسي للبلاد، مؤكداً أنه «جزائري قلباً وقالباً، وبأنه لم ينقطع عن زيارة الجزائر» وبأنه على دراية تامة بكل تفاصيل الوضع في الجزائر.