عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Feb-2025

ضم الضفة الغربية*إسماعيل الشريف

 الدستور

«إسرائيل» دولة صغيرة جداً. طاولة مكتبي تشبه الشرق الأوسط، وهل ترى هذا القلم في يدي؟ إنه جميل جداً بالمناسبة. «إسرائيل» تشبه رأس هذا القلم، وهذا ليس جيداً، أليس كذلك؟» - ترامب
 
يستيقظ مجرم الحرب نتن ياهو صباحًا، يحتسي قهوته وهو جالس في شرفته، يحدّق نحو الضفة الغربية شاردًا في أفكاره:
 
نعم، أستطيع أن أضم الضفة الغربية إلى «إسرائيل». إنه مشروع قابل للتنفيذ. ليس من الضروري طرد الفلسطينيين، ولماذا أفعل ذلك أصلًا؟ هناك مليونا فلسطيني يعيشون تحت حكمي في فلسطين المحتلة عام 1948، فلماذا لا أضيف إليهم 2.5 مليون آخر وأحكمهم تحت نظام فصل عنصري؟
 
لن تكون هناك دولة فلسطينية، والمستوطنات في الضفة الغربية وُجدت لتبقى. الجيش سيواصل حمايتها، وضم الضفة سيسهّل انتشار قواتنا فيها.
 
ستواجهنا بعض المعارضة هنا وهناك، لكني لا أخشاها. فلسطينيو الضفة الغربية المرابطون لم يتمكنوا من منع إقامة المستوطنات، والآن يعيش بينهم نصف مليون مستوطن. هناك مقاومة مسلحة في بعض مخيمات شمال الضفة، لكننا نواصل عمليات التطهير والإبادة هناك، فنُدمّر منازلهم ونُهجّر أهلهم. أما السلطة الفلسطينية، فلن تفعل شيئًا، فقد تخلّت عن السلاح منذ زمن.
 
أما أهل غزة المنكوبون، فلن يستطيعوا فعل شيء إذا ضممنا الضفة الغربية، فقد أنهكتهم الإبادة الجماعية. وفلسطينيو الشتات لا يملكون قوة شتات اليهود الصهاينة، فدعمهم يقتصر على المال، وهم بعيدون عن التأثير السياسي. ينطبق الأمر ذاته على الشعوب العربية التي تكرهنا وتؤيد الفلسطينيين، لكنها غير مؤثرة.
 
أما الحركات الثورية العربية والإسلامية، والمنظمات الداعمة لفلسطين كالحوثيين، فلن يكون موضوع الضم على رأس أولوياتها. حزب الله ليس في وضع يسمح له بالتصدي لهذا المخطط، وإيران جريحة.
 
أدرك أن اليسار الصهيوني يعارض هذا الإجراء، لكنه ضعيف، فالسيطرة اليوم بيد اليمين المتطرف. وبشكل عام فمعظم الصهاينة يعارضون الضم ، فوفقًا لاستطلاع أجراه معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، نُشر في ديسمبر الماضي، فإن 21% فقط من اليهود يؤيدون ضم الضفة الغربية، بينما يفضل 24% ضم مناطق المستوطنات فقط، في حين يعارضه 34%. لكنني واثق أن شعبنا سيدعمنا في نهاية المطاف، فهم يحبون سماع عبارات مثل «السلام بالقوة» و»الحضارة وسط التخلف». ما يقلقني قليلًا هو الشتات اليهودي، فهم يدعموننا بقوة، لكنهم يخشون أن يؤدي تصعيدنا إلى انقلاب المجتمعات التي يعيشون فيها ضدهم.
 
إنها فرصة ذهبية للضم، فالولايات المتحدة أدارت حرب الإبادة التي ارتكبناها ولن تمانع إن أقدمنا على هذه الخطوة. جيشنا طيع بين أيدينا، وقياداته من المتطرفين. أما أوروبا، فستكتفي بمعارضة شكلية، ومنظمات المجتمع المدني التي باتت أكثر ميلًا لدعم الفلسطينيين لن تستطيع فعل شيء. وفي النهاية، ستتكفل الولايات المتحدة بحمايتنا داخل المنظمات الدولية.
 
وعندما تذكر العرب، فماذا يمكن أن يفعلوا إذا ضممنا الضفة الغربية دون تهجير سكانها؟
 
أستطيع أن أفعلها، وسأفعلها.