عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Jul-2020

مفاجأة.. العائلة المالكة لـ"نيويورك تايمز" كانت تملك العبيد
 واشنطن - العربية نت -  بندر الدوشي - بعد مقتل الأميركي من أصل إفريقي، جورج فلويد، شنت صحيفة "نيويورك تايمز" New York Times حملة مسعورة على كل القادة الفيدراليين والرؤساء الأميركيين السابقين الذي كانوا يملكون العبيد، وطالبت بإزالة كل التماثيل للآباء المؤسسين، نظراً لتاريخهم في هذا الشأن، وهو ما حدث بالفعل في الكثيرمن الولايات.
 
لكن كشف مقال، يرقى إلى تحقيق مفصل في صحيفة "نيويورك بوست" New York Post أن مالكي صحيفة "نيويورك تايمز" كانوا مالكين للعبيد أيضا ودعموا بناء التماثيل الكونفيدرالية بل شاركوا في الحروب الأهلية.
 
وفي التفاصيل، خلص عمود رأي في صحيفة "نيويورك بوست" إلى أن أعضاء عائلة Ochs-Sulzberger – أوكس سولزبرغر التي تمتلك مؤسسة "نيويورك تايمز" New York Times - كانوا مالكين للعبيد، وكان لديهم آراء متعاطفة تجاه الكونفدرالية في القرن التاسع عشر.
 
وأفادت صحيفة "نيويورك بوست" أن علاقة عائلة أوكس سولزبرغر بالرق والكونفدرالية مرتبطة بأدلوف أوكس ووالدته بيرثا لافي أوكس. وبدأ أوكس ملكية الأسرة لصحيفة "نيويورك تايمز" بعد أن اشترى الصحيفة في عام 1893. ويقال إن عائلة أمه كانت تمتلك عبيدًا وشاركت في الحرب الأهلية.
 
عاشت بيرثا ليفي أوكس (الأم)، وهي مهاجرة يهودية من ألمانيا، مع عمها جون ماير في ناتشيز بولاية مسيسيبي لعدة سنوات قبل الحرب الأهلية. وذكرت صحيفة "نيويورك بوست" أن شجرة العائلة التي تم تجميعها قبل حوالي 70 عامًا كشفت أن ماير قد غير لقبه من ليفي. وبحسب ما ورد امتلك ماير خمسة عبيد ، وفقًا لجدول تعداد العبيد عام 1860 المنشور على Ancestry.com.
 
ولم يتم تضمين أسماء العبيد، لكن التعداد ذكر أن ثلاث نساء ورجلين تتراوح أعمارهم بين 23 و 70 كانوا في حوزة عمها ماير. وقال المؤرخ والمؤلف روبرت روزين لصحيفة "نيويورك بوست" إنه سيكون من غير المألوف أن لا تمتلك عائلة ماير عبيدًا بالنظر إلى ثروة العائلة وحقيقة أن ماير وزوجته لديهما 14 طفلاً.
 
وفي تلك الفترة، كانت بيرتا ليفي أوكس الأم عضوًا في فصل بنات ستيوارت في الكونفدرالية، وقد تم وضع علم الكونفدرالية عبر نعشها بعد وفاتها في عام 1908، وفقًا لكتاب روزن لعام 2000 واسمه The Confederates.
 
وقد وصف تاريخ عائلة أوكس سولزبرغر بأنها كانت مصممة على الحفاظ على "مؤسسة الجنوب الغريبة" للعبودية، وفقاً لصحيفة "نيويورك بوست". ويقال إن أحد أشقائها، أوسكار ليفي، قاتل إلى جانب اثنين من أبناء عمومته في ولاية ميسيسيبي خلال الحرب الأهلية. وكان ابنها أدولف أوكس أيضا صاحب صحيفة (تشاتانوغا تايمز) في الوقت الذي حصل فيه على صحيفة "نيويورك تايمز" في عام 1893.
 
وبعد حصوله على صحيفة تشاتانوغا في عام 1879، ذكر أوكس أنه ينوي نقل الصحيفة "بما يتماشى مع الديمقراطية المحافظة في الجنوب"، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست".
 
وجلب أوكس تعاطفه الكونفدرالي إلى نيويورك تايمز أيضًا، حيث أشاد بها في مقال نشر في 6 ديسمبر 1908 بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الرئيس الكونفدرالي جيفرسون ديفيس ووصفه بأنه "زعيم جنوبي عظيم".
 
كما انتقدت افتتاحية نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز" 10 مايو 1900 الحزب الجمهوري لدعمه حقوق التصويت للأميركيين السود من خلال التعديل الخامس عشر وحذرت من "أهوال الحكم الزنجي"، وفقا لما كشفته صحيفة The National pulse. وجاء في افتتاحية التايمز أن "الحزب الجمهوري ارتكب جريمة عامة كبيرة عندما أعطى حق الاقتراع للسود." كما ذكرت الصحيفة أنه سيكون قرارا حكيما لإنشاء "قيود ضد حق الزنوج فى التصويت".
 
وقد تجاوز تعاطف أوكس مع الكونفدرالية غرفة الأخبار في الصحيفة حيث قيل إنه مول بناء النصب التذكارية للقادة الكونفدراليين، وفقاً لـ "The national pulse." ويقال أيضا إنه تبرع بمبلغ 31 ألف دولار دولار بالقيمة الدولارية الحالية لنصب ستون ماونتن التذكاري في جورجيا والذي يحيي ذكرى الرئيس ديفيس والجنرال روبرت إي لي والجنرال ستونوول جاكسون. وذكرت صحيفة "نيويورك بوست" أن أوكس ذكر فى رسالة عام 1924 أن تبرعه كان تقديرا لوالدته التى توفيت قبل 16 عاما.
 
أهمية القصة
إن الكشف عن أن أفراد عائلة أوكس-سولزبرغر مارسوا العبودية وعززوا التعاطف المؤيد للكونفدرالية - بما في ذلك في صحيفة "نيويورك تايمز" - يتناقض مع مساعي الصحفية الحالية حول العلاقات العرقية في الولايات المتحدة. حيث يهدف مشروعها المنشور باسم 1619 إلى "إعادة صياغة تاريخ البلاد" من خلال التأكيد على أن التأسيس الحقيقي لأميركا كان في عام 1619 عندما جاءت ممارسة العبودية لأول مرة إلى مستعمرات بريطانيا في أميركا الشمالية. وقد انتقد المؤرخون المشروع ولكن الكاتب الرئيسي نيكول هانا جونز فاز بجائزة بوليتزر عن هذا المقترح في وقت سابق من هذا العام.
 
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" في يونيو رأيا جاء فيه أن جورج واشنطن "لا ينبغي تكريمه بالمعالم الأثرية في الأماكن العامة"، لأنه كان يملك عبيداً. كما ذكر مقال نشرته الصحيفة في شباط/فبراير أن "التاريخ الخفي للعبودية" يحيط بنا. لكن بالنظر إلى تاريخ عائلة أوكس سولزبرغر يبدو أن هذا التاريخ الخفي يحيط أيضا صحيفة "نيويورك تايمز" نفسها.