عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Feb-2025

قمتا الرياض والقاهرة.. هل تفشلان التهجير وتعيدان توحيد الصف العربي؟

 الغد-زايد الدخيل

 فيما تتجه الأنظار للقمة الخماسية المرتقبة في الرياض الخميس المقبل، وبعدها القمة العربية الطارئة في القاهرة نهاية الشهر الحالي، قال مراقبون إن القمتين تعقدان في لحظة سياسية حساسة، وسط أطماع الاحتلال والأميركيين والتحديات المصيرية التي تواجه القضية الفلسطينية. 
 
 
وشدد هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، على أن قمة الرياض تبرز كفرصة حاسمة للعرب باتخاذ إجراءات، تعكس إرادة سياسية حقيقية، تمهد لقرارات حاسمة في قمة القاهرة.
 
ومن المقرر أن تستضيف العاصمة السعودية، الرياض الخميس المقبل، قمة تجمع قادة: السعودية، مصر، الإمارات، قطر، والأردن، وممثلا عن السلطة الوطنية الفلسطينية، لمناقشة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، وصياغة رد عربي موحد تجاهها.
وبعدها بأسبوع، ستستضيف القاهرة قمة عربية طارئة لبحث التطورات المستجدة والخطرة للقضية الفلسطينية، بعد أن قامت مصر والبحرين (الرئيس الحالي للقمة العربية)، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بعمل مكثف، إلى جانب التشاور مع الدول العربية وفلسطين التي طلبت عقد القمة، لمناقشة أوضاع غزة والضفة الغربية، ووضع إستراتيجية عربية موحدة لمواجهة التحديات، وتنسيق المواقف، واجتراح تصورات بديلة لمواجهة مخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
ففي الرابع من الشهر الحالي، كشف ترامب في مؤتمر صحفي جمعه برئيس وزراء الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزم بلاده الاستيلاء على غزة، بعد تهجير أهلها الفلسطينيين لدول أخرى.
وفي هذا الاطار، يقول المحلل السياسي د. صدام الحجاحجة، ان قمة الرياض ستبحث ملفات مصيرية، أبرزها رفض التهجير القسري لأهالي القطاع، ودعم إعادة إعماره بآليات عربية، تضمن عودة الحياة إليه، ويتوقع بأن تتناول القمة سبل التصدي للاستيطان وتهويد القدس، واتخاذ خطوات لتعزيز صمود الفلسطينيين ومواجهة المخططات التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية.
ويرى الحجاحجة، أن نتائج قمة الرياض تكتسب أهمية خاصة، لارتباطها بالقمة العربية في القاهرة، إذ ستشكل مخرجاتها اختبارا مهما وحاسما للوحدة العربية، ومدى القدرة على بلورة موقف موحد يدعم الحقوق الفلسطينية في المحافل الدولية.
وأضاف إن "المؤشرات تذهب لأن تشكل قمة الرياض تحولا نوعيا في الموقف العربي، والانتقال لاتخاذ إجراءات فاعلة وملزمة، تعكس إرادة العرب السياسية، وتوحيد الصف العربي في موقف عملي لمواجهة التحديات، بخاصة في ظل التصعيد العسكري للاحتلال والتهويد في الضفة والقدس الهادف لفرض حلول لا تخدم الحقوق المشروعة للفلسطينيين.
من جهته، قال عميد كلية القانون السابق بجامعة الزيتونة د. محمد فهمي الغزو، إن قمة الرياض تعكس توجها أردنيا مصريا لتشكيل توافق عربي، يمهد لإنجاح قمة القاهرة، مشددا على أهمية وجود إجماع عربي وفلسطيني واضح على رفض التهجير، برغم استمرار الخلافات حول ملفات أخرى، أبرزها إعادة إعمار قطاع غزة وتمويله.
وحول تفاصيل الخطة المصرية المتعلقة بإعادة إعمار القطاع، قال الغزو، من الواضح أنها تجري بالتنسيق مع الفلسطينيين، وبمشاركة أطراف دولية، إذ تتضمن مراحل تبدأ بإدخال معدات إزالة الأنقاض، وتأمين مناطق آمنة للنازحين، ومن ثم الانتقال لتسوية الاراضي واعادة البناء تدريجيا، وفق مناطق محددة. 
ورأى الغزو أن الخطة المصرية حظيت بدعم عربي، ما سيشكل ديناميكية سياسية جديدة، وبديلاً للطرح الأميركي بشأن تهجير أهالي القطاع، في المحافل الدولية.
وشدد على أهمية البناء على مخرجات قمة الرياض في قمة القاهرة، والتي يُنظر إليها كفرصة تاريخية لإثبات قدرة العرب على مواجهة التحديات التي تهدد أمنهم القومي، بخاصة في ظل التحالف الأميركي الصهيوني لتنفيذ مخطط التهجير، إذ يترقب الشارع العربي مواقف حاسمة من القادة العرب في هذه القمة، تدفع الاحتلال لمراجعة سياساته، وتؤكد وحدة الصف العربي بمواجهة التحديات الراهنة.
واضاف، تشكل قمتا الرياض والقاهرة نقطة تحول في التعامل مع مخططات الاحتلال وأميركا بشأن غزة، إذ يتوقع بأن تؤكدان أن التهجير ليس خيارا مقبولا عربيا، والحل الوحيد المقبول يجب أن يستند على قرارات الشرعية الدولية وحق الفلسطينيين بدولتهم المستقلة.
بدوره، يقول المحامي أحمد الخصيلات، إن قمة الرياض، تأتي في إطار التحضير لقمة القاهرة، للتوافق على تصور مشترك يطرح أمام القادة العرب، في ظل تسريبات عن طرح خطة مصرية في قمة الرياض قبل انعقاد قمة القاهرة.
واضاف إن "التهجير القسري لأهالي القطاع، أمر مستحيل عمليا، نظرا للرفض الشعبي الفلسطيني القاطع له، وكذلك الرفض الرسمي للأردن ومصر لاستقبال أي مهجرين من القطاع"، مشيرا إلى أن قمة القاهرة، ستتبنى مواقف رافضة لضم الاحتلال للضفة والتهجير.
ويؤكد الخصيلات، أن المطلوب لمواجهة خطط الإدارة الاميركية، توحيد الموقف العربي، ووضع خطة شاملة تتجاوز الجانب الإنساني واعادة الإعمار، لتدخل في صميم القضية الفلسطينية، وذلك بالتمسك بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بمساندة الدول العربية، مع التأكيد على أن وحدة الصف الفلسطيني والعربي، المفتاح الأساسي لنجاح هذه الجهود بمواجهة المخططات الأميركية والصهيونية.
واضاف إن "توقيت قمتي الرياض والقاهرة ليس مجرد صدفة، بل استجابة لمرحلة حساسة تتطلب تحركات دبلوماسية عربية قوية، فالقمتان قد تحددان ملامح المرحلة المقبلة بشأن التنسيق العربي، والأمن الإقليمي، والموقف من القوى الدولية".
وشدد على أهمية حصول التحرك العربي على دعم أوروبي، بخاصة من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة للتواصل مع أطراف دولية كروسيا والصين لدعم موقف الدول الرافضة لخطة ترامب بشأن التهجير.
واضاف: إن عقد القمتين يأتي في وقت حساس، بعد طرح ترامب خطة التهجير القسري للفلسطينيين، وسط تساؤلات حول توجهات السياسة الأميركية المستقبلية في المنطقة، فضلا عن سعي دول مشاركة بتحديد إستراتيجية موحدة لمواجهة التحديات المرتبطة بخطة ترامب، بخاصة ما يتعلق بالفلسطينيين وحقهم المشروع بدولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.