عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-May-2020

وفاة «راهب» النحت المصري آدم حنين عن واحد وتسعين عاما

 

القاهرة – «القدس العربي»: رحل عن عالمنا صباح أمس الجمعة راهب النحت المصري، الفنان الكبير آدم حنين عن عمر يناهز 91 عاما.
ولد آدم حنين في القاهرة سنة 1929 من أسرة من أسيوط تعمل في صياغة الحلي، ونشأ في حي «باب الشعرية». كان في الثامنة من عمره عندما اكتشف المتحف المصري للآثار خلال زيارة مع المدرسة ويتذكر هذه الزيارة لاحقاً كنقطة تحوّل في حياته. حين بلغ العشرين، قرر أن يصبح نحاتاً والتحق بمدرسة الفنون الجميلة في القاهرة.
بعد تخرجه في العام 1953، سافر إلى صعيد مصر وقضى أشهراً عديدةً في «مرسم الأقصر» الذي أسسه عام 1941 الرسام الإسكندراني والدبلوماسي محمد ناجي (1888 ـ 1956)،  لتشجيع دراسة الفن المصري القديم، كجزء من مناهج مدارس الفن المصرية.
نال حنين سنة 1957 منحة دراسية لمدة سنتين من أجل متابعة تحصيله في أكاديمية الفنون الجميلة في ميونخ.
التقى خلال أحد معارضه سنة 1960 بعالمة الانثروبولوجيا عفاف الديب، التي أصبحت زوجته ومناصرته، وأيضاً مديرة وناقدة أعماله في بداية مسيرته الفنية.
انتقل سنة 1971 مع زوجته إلى باريس، حيث أقاما خمسة وعشرين عاما. كرس نفسه خلال تلك الفترة لفنّه في محترفه الواقع في الدائرة الخامسة عشرة في باريس قرب بورت دو سيفر.
عاد بعد ذلك إلى مصر سنة 1996، وكان حنين أصبح فناناً معروفاً على المستوى الدولي، وأقام مسكنه ومحترفه في منزل من الطوب الطيني بناه المهندس المعماري رمسيس ويصا واصف منهدس شهير (1911 ـ 1974) صمم منزل حنين في قرية الحرانية.
عمل من سنة 1989 إلى 1998 مع وزارة الثقافة في ترميم تمثال أبي الهول في الجيزة. وفي 1996، أسس سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت، وهو ورشة سنوية ومعرض يقومان على دعوة نحاتين من كافة أنحاء العالم لتجريب ونحت منحوتات من الغرانيت المحلي.وهو أحد أبرز النحاتين المعاصرين في العالم العربي.
أنجز خلال مسيرته الفنية عدداً هائلاً من القطع الكبيرة والصغيرة الحجم، باستخدام مواد متنوعة مثل الغرانيت والبرونز والجص والحجر الجيري والفخار.
جسّدت أعماله الأولى رشاقة ومتانة التماثيل المصرية القديمة مع الدلالة على حس تبسيطي في معالجة الكتل والأحجام. تذكّر أعماله بالتماثيل القديمة مثل تمثال الكاتب، المعروف بعنوان «شيخ البلد» والمعروض حالياً في المتحف المصري للآثار إلى جانب أعمال محمود مختار (1891 ـ 1934). خلال الستينيات، نحت حنين سلسلة من الأعمال التي تمثل حيوانات مثل الطيور والقطط والكلاب والبوم والماعز والخيل والحمير، بأسلوب اختزالي يبرز الحد الأدنى من خصائصها وخطوطها الأساسية. سجّلت بداية السبعينيات تطوّراً هاماً في فنّه كنتيجة لتفاعله مع أعمال النحاتين الحداثيين في باريس، مثل برانكوزي.
ومع أن حنين لم ينتم قط لأي حركة من حركات الفن غير أنه استلهم من حرية التعبير النحتي السائدة في تلك الأوساط.
خلال الثمانينيات، اتسمت منحوتاته بالأشكال المجردة والأحجام الصافية وبديناميكية الحركة، وكانت تدور حول مواضيع مثل قرصي الشمس والقمر ومفهوم الصعود.
عمل في التسعينيات على المنحوتات كبيرة الحجم التي تعرض في الهواء الطلق، ومنها «السفينة»، المصممة كبديل مجازي للفضاء المتحفي. تجسّد أعماله بشكل عام الحس الصرحي المختزل ومفهوم الأزل. آدم حنين هو أيضاً رسام ماهر غير أنه لم يستخدم بتاتاً في لوحاته الألوان الزيتية على القماش بل أعاد إحياء تقنيات قديمة مثل الرسم على أوراق البردي بأصباغ طبيعية ممزوجة بالصمغ العربي أو تقنية الرسم على الجص التقليدية.
أنجز سنة 1960 رسوماً لتزيين كتاب صديقه الشاعر صلاح جاهين (1930 ـ 1986) «رباعيات صلاح جاهين»، واستخدم لذلك الحبر الهندي على الورق.
تتميّز لوحاته، سواء التشخيصية منها أو التي تمثل أشكالاً هندسية تجريدية، بصفاء الأشكال وحرارة الألوان التي يعززها عمق نحتي.كان له عدد من المعارض الخاصة، منها معارضه في ميونيخ والقاهرة وبلجيكا والاسكندرية والمركز الفرنسي ومعرض دائم في المتحف الخاص في مكتبه الإسكندرية.