عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Sep-2023

الاحزاب، أول الرقص حنجلة*نسيم عنيزات

 الدستور

يبدو ان الرهان على نجاح التجربة الحزبية في بلدي، ما زالت حلما، ومجرد شعارات يتغنى بها البعض، طبقا لمصالحه وحلمه في تحقيق أهدافه الشخصية، او الحصول على مكتسبات.
فما زال مفهوم العمل الحزبي عندنا يعتمد على افكار ومصالح شخصية، بعيدا عن الوطنية، والتطلعات الشعبية الطامحة في تعزيز وتعميق الديمقراطية، من خلال حكومات برلمانية يختارها المواطن بناء على برامج، او يعزلها- وبمعنى أدق يتخلى عنها- عندما تنحرف عن غايتها او تبتعد عن مسارها.
وما يحدث في الاحزاب ليس الا دليلا ونموذجا حيا ونسخة متشابهة عما حدث من قبل، اي ابان عودة الحياة الديمقراطية عام 1989 عندما شهدنا حالة حزبية دعت إليها وقادتها شخصيات سياسية كانت تطمح في ان تتصدر المشهد، سرعان ما تلاشى واختفى بعضها.
وهذا الامر قد أشرنا اليه في مقال سابق وحذرنا من تكرار المشهد وإعادة حلقات مسلسله، عندما كتبنا في نفس الزاوية بأننا سنشهد استقالات وانقلابات في الشارع الحزبي عندما تتعارض المصالح وتبدأ عملية التفكير والتخطيط لتشكيل القوائم الانتخابية وآلية ترتيب الأسماء او عدم الحصول على مراكز ومواقع متقدمة في الحزب.
فبعض الذين دافعوا لا بل كتبوا عن الاحزاب التي كانوا ضمن فريق مهندسيها ما لم يقله الشعراء باشعارهم وعجز الفلاسفة عن تفسير مقاصدهم بعد ان وصفوا احزابهم بانها تحمل عصا سحرية لحل جميع مشاكلنا وقضايانا.
وكأنها فانوس سحري رافعين سيف اطلب واتمنى، محذرين كل من يتخلف عن الركب بأنه سيفوته القطار وسيخسر الفرصة ويبقى وحيدا.
لنتفاجأ بعدها بأن البيت الداخلي ما زال يحتاج الى ترتيب، وان الامور لم تنضج بعد، وان البعض يحمل شعار، انا ومن بعدي الطوفان او يا» لعيب يا خريب».
وكأن الفكرة لم تنضج بعد، او ان عوارض المرمى بعيدة المنال وصعب الوصول إليها.
او ان البعض قد فهم المشروع خطأ وان القضية لا تتعداه شخصيا وانه المقصود شخصيا لا غيره، لا قضية وطن عُلقت عليها امال شعب بعد ان رأت مؤسسة الحكم، بأن الوقت قد حان للانتقال إلى مرحلة أعمق وادق وان يختار الشعب من يمثلهم في البرلمان ويساهم في تشكيل حكومته.
بعد سلسلة من القرارات والتشريعات التي تدعم هذا التوجه.
اما السؤال الاهم الذي يطرح نفسه الان، كيف نقنع الشباب في الانضمام والانخراط بعد كل هذه الدعوات وما اقرته الحكومة من تشريعات لطمأنتهم وتشجيعهم على المشاركة في العمل الحزبي، لا بل كيف نتحاور معهم او نطرح عليهم برامجنا، وماذا سنجيبهم عن رحيل البعض مبكرا؟؟.
اما نحن فنقول انها ليست النهاية وان اول الرقص حنجلة.