عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Sep-2020

عن 11 سبتمبر*ابراهيم الزعبي

 الراي

تسعة عشر عاما... مضت على هجمات 11 سبتمبر والتي استهدفت برجي «التجارة العالمي» في نيويورك ومبنى البنتاغون،مخلفة ما يقرب من ثلاثة الاف قتيل، وما زال يعشعش في الذاكرة ذاك «اللغز المحير» ومثار الجدل في دوائر صنع القرار الاميركي، حول المدبر والمنفذ، وهل كان وراءها اجهزة استخبارية ام افراد وجماعات؟!.
 
تسعة عشر عاما... من الوقيعة والخديعة، عاشها الشرق الاوسط والعرب، وما زلنا نشهد ارتداداتها المؤلمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وجروح في جسد الأمة ما زالت تنزف على وقع «شماعة» الارهاب والفكر التكفيري.
 
تسعة عشر عاما... وما زال مشهد الدم والدمار متصدرا نشرات الأخبار على شاشات التلفزة العالمية، واحلام جيلين من ابنائنا يلونها الاحمر القاني، ولا ضوء يلوح في أفق حاضر او مستقبل قريب.
 
11 سبتمبر... كانت الصدمة تسيطر على الشعب الاميركي،وأوساط صنع القرار في واشنطن منشغلة بما هو آت ، ولكن المؤكد، أن ما فعلته أربع طائرات كان لحظة حاسمة في التاريخ الاميركي.
 
العيون «الاميركية»، كانت شاخصة نحو الشرق، والبوصلة وجهتها افغانستان فالعراق، وعنوانها الابرز والمعلن «الحرب على الارهاب»، ومسوغات الهيمنة كانت حاضرة ومستحضرة، لاسقاط القلاع الخارجة من العباءة الاميركية واحدة تلو الاخرى.
 
كان الاستهلال الاميركي بغزو واحتلال افغانستان، والقضاء على طالبان ووصيفتهم » القاعدة» وابن لادن، وبعدما تحقق ذلك الهدف، جاء دور العراق بـ«مخزونه النفطي» والوعود الاميركية بالتحرير ونشر الديمقراطية والأمان.
 
نعم، لقد تم الغزو والاحتلال، لكن » القمرة لم تأت على هوى الساري »، فبعد تسعة عشر عاما من الوجود الاميركي، لا «طالبان» سقطت بل اشتد عضدها،ولا ديمقراطية نشرت في العراق، و«القاعدة الصنيعة» فرخت قواعد ابرزها داعش، وتوسعت مروحة الدمار والخراب لتشمل سوريا وليبيا واليمن.
 
ما بات واضحا، انه وبعد ما يقرب من عقدين على الهجمات، وغزو واحتلال أفغانستان والعراق، واعلان الحرب على الارهاب، أن تغيرات جيوسياسية وجيو اجتماعية كبرى حدثت في المنطقة، ما كان ذلك ليحدث لو لم تجد اميركا مبررات الغزو والاحتلال، وان الهدف المعلن غير الهدف المخفي، فلا ديمقراطية ولا استقرار جلبه الاميركي، وانما دمار طال البشر والحجر، وتدمير للنسيج الاجتماعي في كلا البلدين، كان السبب والمسبب، هو » الراديكالية الاسلامية» التي كانت دوما موضع الاتهام الغربي والاميركي و«الشماعة» التي تعلق عليها جميع أخطاء الانظمة والجماعات في شرقنا الاوسط وعالمنا الاسلامي.