عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Aug-2019

ترامب ونحن عنصریة باسمنا - یاعیل بتیر
یدیعوت أحرونوت
”متى ستعتذر عضوات الكونغرس من الیسار المتطرف لبلادنا، لشعب إسرائیل وللرئیس ایضا“،
”جعلتن إسرائیل تشعر بأن الولایات المتحدة ھجرتھا“، ”لماذا لا تعدن لتصلحن الاماكن التي جئتن
منھا، المحطمة تماما والمصابة بالجریمة“. ھذه ثلاثة مقاطع فقط من تغریدات الرئیس الامیركي
دونالد ترامب ضد ”الوحدة“: أربع عضوات الكونغرس الدیمقراطیات الھان عمر، رشید طلیب،
الكسندریا اوكشیو كورتیز وآینا برسلي. منتخبات الجمھور، اللواتي یتشاركن كلھن في انھن،
شابات، قویات، شعبیات في وسائل التواصل الاجتماعي، ولون جلدتھن لیس ابیضا.
فقد جعل ترامب اربعتھن – اثنتان منھن مسلمات، وثلاث من موالید الولایات المتحدة – لوحة
استھداف لسھام لسانھ العنصریة، في طریقھ الى إثارة حماسة قاعدة المصوتین لھ قبیل الانتخابات
القریبة القادمة. ظاھرا، ھذه مشكلة امیركیة. اما عملیا، فقد جعلھا ترامب مشكلتنا ایضا، لان ھذه
العنصریة ینشرھا باسمنا نحن ایضا، مواطني اسرائیل. وھو یسعى، في صالح تحقیق اجندتھ
السیاسیة لان یخلق تماثلا بین دعم دولة إسرائیل او الشعب في إسرائیل وبین الدعم لسیاستھ، رغم أن الامر لیس على ھذا النحو: عضوات ”الوحدة“ وان كن في اقصى یسار الحزب الدیمقراطي،
لكنھن في معظمھن یمثلن فكرا دیمقراطیا أكثر فأكثر بموجبھ یمكن للمرء أن یكون نقدیا تجاه سیاسة
حكومة اسرائیل، وان یكون في نفس الوقت مع اسرائیل.
قبل بضعة اسابیع حطم ترامب رقما قیاسیا آخر في عدم النزاھة السیاسیة، حین وصف في مھرجان
انتخابي في شمال كارولاینا عمر بانھا ”لاسامیة وتكره اسرائیل“، في ظل اصوات الجمھور الذي
یستجیب لھ ویدعوه لان ”یعیدھا الى بلادھا“. اي الى الصومال حیث ولدت وھاجرت منھ وھي في
عمر 14 .بالضبط مثل 14 % من المواطنین الامیركیین الذین ھاجروا الى الولایات المتحدة وفقا
لفكرتھا التأسیسیة التي یمثلھا تمثال الحریة. بالنسبة لملایین المواطنین الامیركیین الذین یؤمنون
بھذه الفكرة، من دیمقراطیین وجمھوریین، كان ھذا مشھدا منكرا.
تتسلل ھذه المشاھد عمیقا في المجتمع الامیركي وتجعلنا جمیعا، رغم أنفنا، رصاصات اخرى في
خزان الكراھیة لترامب. والتماثل المطلق الذي یعمل علیھ ترامب بینھ وبین إسرائیل لعلھ یرفع
بعض الحمرة الى وجناتنا في المدى القصیر، ولكن من شأنھ بالتوازي ان یكلف إسرائیل الدعم
الجماھیري الاوسع. بنفس الشكل، فان الجمھور الذي یعارض حركة الـ ”بي دي اس“ في امیركا
ایضا – مثل المنظمة التي یمثلھا – لا یمكنھ أن یسلم بقوانین تقضي بانھ ”من اجل“ إسرائیل نقید
حریة تعبیر محافل واناس رفضوا التعھد الا یقاطعوا منتجات من إسرائیل أو من المستوطنات.
وفقا لاستطلاع معھد ”بیو“ في نیسان (أبریل) الماضي، فإن 64 % من مواطني الولایات المتحدة
یتبنون موقفا ایجابیا من الشعب الاسرائیلي – ولكن الاستطلاعات المختلفة تدل ایضا على تآكل في
ھذا المعطى، یرتبط بمحاولة خلق تماثل واضح بین إسرائیل وادارة ترامب وحكومة نتنیاھو.
محظور أن یحظى بالتأیید من الحزبین لإسرائیل وعطف الجمھور الامیركي على مذبح المصالح
السیاسیة للرئیس او لرئیس الوزراء ھذا او ذاك.
قریبا ستزور إسرائیل والسلطة الفلسطینیة اثنتان من عضوات ”الوحدة“ عمر وطلیب – التي ھي
ابنة لمھاجرین فلسطینیین. خیر یفعل ممثلو إسرائیل اذا فھموا بأنھ یكون من الصواب احیانا
الانصات الى النقد – ولا سیما نقد عمر، التي تؤید حل الدولتین – وعدم الانضمام الى صفوف
الجوقة التي تساند وتصدع بتغریدات وتصریحات الرئیس الامیركي العنصریة.