عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-May-2019

عقوبة الموت فقط - مئیر اندور
إسرائیل ھیوم
 
كیف حصل أن عظیم القتلة الزبیدي، لیس فقط لم یحاسب على أعمال القتل التي قام بھا في
الماضي، بل أصبح عزیز الإعلام والفن؟ وذلك رغم أنھ شارك في الانتفاضة الثانیة، التي دمرت كل وعود اتفاقات اوسلو. ”ولكنھ عاد إلى السلوك القویم“، ھكذا شرح محبو اوسلو وربطوه بالمجتمع الإسرائیلي، حین توجھوا ھم ورجال الفن للحجیج الیھ.
جبریل الرجوب وحده نافسھ في لقب ”شھیر الإرھاب“ الذي عاد إلى السلوك القویم. عائلات ثكلى
وجرحى كانوا یفركون أیدیھم بعجز عند ظھوره المتواتر في التلفزیون، حین كانت تجرى المقابلات الصحفیة معھ في أزقة جنین وھو یحمل البندقیة ویروي بفخار عن ”أفعالھ“ في الماضي – العملیات ضد اعزائھم. واحیانا كان حتى یستفز الصحفیین الذین یلتقون بھ ویتبجح بقدرتھ على أن یقتلھم حتى ھم، ویدعي بانھ لا یفعل ذلك ”لانھ اختار طریقا جدیدا“.
كم ذاب في حینھ ”رجال السلام“ والخفة التي تبنوه بھا ھو وتالي فحیمة، التي تأسلمت من أجلھ، تدل على ضیاع الطریق الذي بدایتھ في اتفاقات اوسلو في 1993 مع محافل الإرھاب وتواصلھ في
اتفاق آخر یتمثل بالتنازلات في 2007 – في العفو لزبیدي ورفاقھ المطلوبین. ورغم أنھم خرقوا اتفاقات اوسلو وشاركوا في الانتفاضة التي قتل فیھا أكثر من ألف إسرائیلي. فلماذا لا یعقدون اتفاق تنازلات اخرى بعد أن تقرر المبدأ والآن لم تعد ھذه سوى مسألة الثمن و“التجارة“.
إن النخب القضائیة، الإعلامیة، ھي التي اضعفت المجتمع الإسرائیلي واضعفت مناعتھ أمام
الإرھاب. فقد قضت بان ضحایا السلام أفضل من مبدأ عدم الاستسلام للإرھاب. وبدلا من القتال
ضد عصابات القتل، جلبوا اتفاقا ولد في الخطیئة ونھایتھ في محاولات قتل أخرى، في اعقابھا زج
الزبیدي في السجن. وحدھا عقوبة الموت التي یتحدثون عنھا ستكون رسالة تغیر الاتجاه. الزبیدي
ھو المرشح المناسب. الكثیر من دم الیھود والابریھاد على یدیھ. فالرعایة التي اضفتھا علیھ السلطة
الفلسطینیة، وجعلتھ موظفا فیھا، والاستخدام لمحام إسرائیلي عربي یدافع عن المخربین كجندي في صفوف جرائم الإرھاب – تدل على أن السلطة لا تعظم فقط الإرھاب بل وتسمح ایضا لفتح
ومنظماتھا ان تنمي علائم الإرھاب في المنطقة.
إن لائحة اتھام مع طلب بعقوبة الموت یمكنھا أن تكون اشارة مھمة للسلطة الفلسطینیة ولمحافل فتح بان إسرائیل تغیر الاتجاه.