عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jul-2020

خسارة الشخص وظيفته: قلق من حياة بلا هدف

 

علاء علي عبد
 
عمان– الغد-  بصرف النظر عن طبيعة الظروف التي يمر بها المرء، فإن عدم امتلاك وظيفة يستطيع من خلالها تأمين احتياجاته واحتياجات عائلته سيكون له آثار سلبية عديدة على حياته بكافة جوانبها.
 
لكن هذه الآثار السلبية تكون أشد في ظل أزمة تفشي وباء كورونا حول العالم وما ترافق مع هذا الوباء من مخاوف عديدة.
 
لم يعد خافيا على أحد أن آثار أزمة تفشي وباء كورونا امتدت لتطال كافة جوانب الحياة، ومنها الجانب الاقتصادي الذي تعرض لأزمة عنيفة ما نزال نجهل عمق تبعاتها حتى اللحظة.
 
لكن ما نعرفه يكفي لإثارة الرعب في كل منا بعد أن بات من الصعب جدا، إن لم يكن من المستحيل، إمكانية الحصول على وظيفة، الأمر الذي يفسر سبب رعب الكثيرين من خسارة وظائفهم في الوقت الحالي.
 
المشكلة أن موعد انتهاء أزمة كورونا ما يزال مجهولا ولا نعرف ما إذا سينتهي أصلا في المدى المنظور أم لا. كل هذا وضع مفهوم الأمان الوظيفي الذي نسعى إليه على المحك أكثر من أي وقت مضى.
 
لطالما تم الربط بين البطالة والصحة النفسية، فقد أظهرت العديد من الدراسات المتخصصة أن من يعانون من البطالة هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب وحتى الإدمان، من نظرائهم الأشخاص الذين يمتلكون وظيفة بالفعل.
 
الآثار السلبية لفقدان الوظيفة على الصحة النفسية:
صعوبة تأمين الاحتياجات الضرورية: سيؤدي انخفاض أو انقطاع العائد المادي إلى عدم قدرة المرء على تأمين الاحتياجات الأساسية له ولعائلته كتوفير الطعام والشراب وربما السكن.
 افتقاد معنى الحياة: انقطاع العائد المادي الذي يوفره المرء له ولعائلته يجعل البعض يشعرون بأن حياتهم أصبحت بلا هدف أو معنى.
انخفاض التواصل الاجتماعي: انخفاض أو انقطاع العائد المادي الذي كانت الوظيفة توفره سيجعل المرء في حال فقد هذه الوظيفة يقلل من تواصله مع الآخرين ويصبح أكثر ميلا للانعزالية.
 كيفية التعامل مع الآثار النفسية لفقدان الوظيفة خلال أزمة تفشي وباء كورونا المستجد؟
محاولة زيادة اهتمام المرء بنفسه: مجرد الحصول على ساعات نوم كافية وتناول غذاء صحي يزيدان من قدرة المرء على السيطرة على مشاعر الضيق والتوتر التي تمر به.
باختصار فإن المرء يحتاج ليهتم بجسده ليسمح لعقله أن يعمل بكفاءة عالية بدون منغصات قدر الإمكان.
 
 قدر الإمكان تجنب الانقطاع عن التواصل مع الآخرين: على الرغم من أن تبعات فقدان الوظيفة فضلا عن تبعات التباعد الاجتماعي المفروض بسبب تفشي وباء كورونا قد تعيقان مسألة التواصل مع الآخرين وجها لوجه.
إلا أنه يجب على المرء الحرص على التواصل الإلكتروني من خلال مكالمات الفيديو أو المكالمات الهاتفية العادية أو حتى تبادل الرسائل النصية القصيرة، وذلك لكون هذا التواصل من شأنه أن يعود بنتائج إيجابية على صحة المرء النفسية.
 
 ابتعد عن عيش شعور الضحية: لعله من المبرر أن تجد نفسك بين الحين والآخر تقاوم مشاعر الحزن التي تنتابك بسبب أزمة فقدانك لوظيفتك في وسط أزمة أخرى، وهي أزمة تفشي وباء كورونا.
لكن احرص على أن لا تسترسل بهذا الحزن الذي يقودك للشعور بأنك ضحية، أو ربما الضحية الوحيدة في هذا العالم! لو وجدت نفسك قد بدأ بالتفكير وتوقع نتائج كارثية أخرى قادمة.
 
وحاول النهوض من مكانك وتشغل نفسك بأي نشاط؛ كممارسة أي من أنواع التمارين الرياضية. فهذا من شأنه أن يقطع تلك المشاعر قبل أن تستحوذ عليك.