عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Dec-2020

ترقب زيارة الملك لنواكشوط ومنح تأشيرة أعمال مطولة لتجار المغرب هل يفتح تأمين الكركرات الباب أمام اندماج اقتصادي موريتاني مغربي؟

  القدس العربي-عبد الله مولود

 
 ذلك ما أكدته وسائل إعلام في المغرب في تحليلات لها عن آفاق التعاون الموريتاني المغربي خلال مرحلة ما بعد الانتصار المغربي في «غزوة الكركرات» حسب مصطلح ابتكره مدونون موريتانيون.
وقد بشرت هذه الوسائط، وبخاصة وكالة المغرب العربي للأنباء (حكومية مغربية) ومواقع «هيسبرس» و«تلكل» الإخبارية المغربية، باندماج اقتصادي وشيك بين المغرب وموريتانيا، مستدلة على ذلك بزيارة ملك المغرب المنتظرة لموريتانيا والتي يتوقع أن يكون طابعها تجارياً واقتصادياً، وكذا بالقرار الموريتاني المتعلق بمنح المقاولين المغاربة تأشيرة أعمال متعددة الدخول إلى موريتانيا صالحة لمدة عامين.
 
السلطات الموريتانية
 
وتلقى اتحاد أرباب العمل الموريتانيين بترحاب كبير منح السلطات الموريتانية تأشيرات متعددة الدخول لأعضائه» مؤكداً في رسالة وجهها إليهم حول الموضوع «أن هذه التأشيرة ستمنح بناء على تقديم طلب موقع من قبل العضو الراغب فيها».
وأشار إلى «أنه يتعين خلال تقديم ملف طلب التأشيرة إلى السفارة الموريتانية في الرباط، إرفاق شهادة الاتحاد العام لمقاولات المغرب والتي يمكن الحصول عليها بعد توجيه طلب عبر البريد الإلكتروني للاتحاد».
وكان الاتحاد العام لمقاولات المغرب، قد طلب من السلطات الموريتانية، في إطار تعزيز العلاقات التجارية بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، منح تأشيرات لمدة أطول مع دخول متعدد، لفائدة المقاولات الأعضاء.
واجتمع رئيس الاتحاد شكيب لعلج، منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في الرباط، برئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد، بحضور سفير موريتانيا في المغرب.
وخلال هذا اللقاء، عبر الاتحاد العام لمقاولات المغرب والاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين عن التزامهما بالنهوض بالعلاقات الاقتصادية الثنائية، وتعزيز آليات الشراكة بين القطاعين الخاصين في البلدين.
وجزم موقع «تلكل» الإخباري «أن زيارة العاهل المغربي لموريتانيا التي اقترحها الملك مؤخراً في مكالمة هاتفية مع الرئيس الغزواني، يمكن أن تتوج بتقارب اقتصادي موريتانيا مغربي مهم».
وأضاف: «بعد تحرير الكركرات انفتح الباب واسعاً على مصراعيه أمام رجال الأعمال المغاربة».
وأكد الموقع «أن زيارة العاهل المغربي لموريتانيا مثل زياراته المنتظرة الأخرى لإفريقيا، ستكون بلا شك، زيارة ذات طابع اقتصادي بامتياز».أما موقع «الغد 24» الإخباري المغربي، فقد عقب على هذا التقارب قائلاً: «بعد تطهير المغرب لمعبر الكركرات من ميلشيات البوليساريو، وتأمينه لحرية تنقل الأفراد والبضائع، جرت مياه عديدة تحت الجسر المغربي الموريتاني، ابتدأت بتعبير مكونات الشعب الموريتاني عن ارتياحها الكبير إزاء تطهير المنطقة من عصابات البوليساريو التي حولت المنطقة العازلة إلى بؤرة للتهريب وتجارة المخدرات وابتزاز سائقي شاحنات نقل البضائع».
وأضاف: «ثم إدراك الموريتانيين أن الجزائر كانت تسعى من خلال الدفع بالانفصاليين إلى المنطقة إلى العزل الصريح للمغرب عن جارته موريتانيا خاصة وعمقه الإفريقي عموماً. وبعدهما، جاء الحدث الأكبر المتمثل في إعلان الملك محمد السادس استعداده لزيارة موريتانيا، وتوجيهه الدعوة لرئيسها محمد ولد الشيخ الغزواني لزيارة المغرب».«هذه الحركية، يضيف الموقع، التي لعبت فيها الدبلوماسية المغربية بقوة، تلتها خطوة مهمة، ستعزز المجال الاقتصادي والتجاري بين البلدين الجارين، حيث أعلن الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أمس، أنه في إمكان المقاولات المغربية الأعضاء في الاتحاد، من الآن فصاعداً، الحصول على تأشيرة أعمال متعددة الدخول إلى موريتانيا صالحة لمدة عامين».وفي الاتجاه نفسه، أكد موقع «هيسبرس» الإخباري المغربي «أنه يتعين على الجارة الجنوبية «بلاد شنقيط» مواجهة مجموعة من التحديات لتتويج المسار الذي سينعكس بالإيجاب على البلدين، بينما يتجه المغرب عبر تحويل المنطقة الحدودية مع موريتانيا، بعد فتحه معبر الكركرات، إلى قوة اقتصادية تزكي انفتاح المملكة على دول جنوب الصحراء».
ونقل الموقع عن الشرقاوي الروداني، الخبير المغربي في الشؤون الاستراتيجية، تأكيده «أن دولة موريتانيا الشقيقة مؤهلة للعب دور كبير في منطقة غرب إفريقيا، ويمكن أن تشكل رفقة المغرب قوة وحزاماً اقتصادياً مهماً ينعكس على البلدين وعلى دول الساحل جنوب الصحراء».
وقال الخبير الروداني، في تصريح لهسبريس، إن «تحرك موريتانيا بعد فتح معبر الكركرات وتأمينه من طرف المغرب، سيسهم في تحريك الحزام الاقتصادي ليصل إلى هذا البلد الشقيق».وأضاف أن الإمكانيات التي تتوفر عليها موريتانيا في حالة الاعتماد عليها «ستجعلها قوة كبرى في منقطة دول الساحل جنوب الصحراء» مشيراً إلى «كون المغرب قد يدعمها بالخبرة التي راكمها في مجالات عدة لتحقيق ذلك».
ولفت الخبير المغربي ضمن تصريحه الانتباه إلى «أن دول الساحل جنوب الصحراء، ومن بينها مالي وتشاد «تعيش على وقع انفلات أمني، وهو ما يمكن أن يؤثر على موريتانيا. لذلك، فإن هذا البلد يستوجب أن يستحضر ذلك، لا سيما في ظل تعيين الجزائري أبو عبيدة يوسف العنابي زعيماً جديداً للتنظيم الإرهابي داعش».
 
البنية الاقتصادية
 
وتابع بأن «موريتانيا أمام تحديات تؤثر على السياسي والأمني والبنية الاقتصادية، لذلك من الضروري أن تضع شروط إنتاج اقتصاد بمؤهلات مرتبطة بإمكانياتها الكبيرة في هذا المجال، والمغرب يمكن أن يطور شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد معها في هذا الاتجاه، كما يمكنها أن تستفيد من التجربة المغربية في محاربة الإرهاب الذي قد يؤثر على موريتانيا بشكل كبير».
وأكد الخبير المغربي في هذا الاتجاه أن تأمين معبر الكركرات «هو طريق لخلق نقط تماس مصالح استراتيجية بين المغرب وجمهورية موريتانيا، وقد يكون له تأثير في جعل المناطق الجنوبية المغربية والمناطق الشمالية الموريتانية نقطة ارتكاز استراتيجي قادر أن يشكل حزاماً اقتصادياً يؤهل نواكشوط لترتيبات جديدة في معادلات التنمية الاقتصادية الداخلية، وبالتالي التموقع المهم في معادلات جنوب/جنوب».
ويجري هذا التفاؤل بينما أكد وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، في كلمة له خلال الدورة غير العادية الـ 21 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، أمس الأول «أن الوضع في الصحراء الغربية خاصة التطورات الخطيرة التي شهدناها مؤخراً، يعتبر مصدر قلق كبير بالنسبة للجزائر».
وأشار إلى «أنه بالإضافة إلى محاولات فرض سياسة الأمر الواقع على أراضي عضو مؤسس لمنظمتنا، أدت التجاوزات المسجلة على مدنيين في منطقة الكركرات إلى فرض تحديات جدية من شأنها تقويض حالة السلم والأمن في المنطقة برمتها».