عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Sep-2023

إسرائيل الثالثة.. الأسوأ قادم*محمد سلامة

 الدستور

(160) جريحا بينهم ثمانية متظاهرين، وأكثر من ثلاثين إصابة بين صفوف الشرطة الإسرائيلية، ورشق حجارة وحواحز وإطلاق نار، واعتقالات وأوامر من نتنياهو السادس بطرد اللاجئين الاريتريين اليهود لمشاركتهم في الاحتجاجات ضد التعديلات القضائية .. كل ذلك في دولة تل أبيب وضواحيها.. فيا ترى ماذا ينتظر إسرائيل الثالثة؟!.
كل سبت تتجدد المظاهرات الحاشدة في دولة تل أبيب وضواحيها، وفي اسبوعها الخامس والثلاثين انزلقت نحو الفوضى، وقرار نتنياهو السادس بطرد اللاجئين الاريتريين (اليهود) وتحميلهما مسؤولية الفوضى، وان وجودهما غير قانوني ويجب طردهم، قوبل برفض قيادات وازنة ومن من قبل المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا ومن قبل مدير الشرطة يعقوب شبتاي الذي عقد اجتماعا مغلقا لتقييم الوضع الراهن، رافضا أوامر الطرد، ومنفذا اعتقالات في صفوفهما، فيما قسم التحقيقات بالشرطة (ماحاش) بدأت بفحص أسباب الفوضى، وباجراء تحقيقات مع المعتقلين للوقوف على خلفية ما حصل يوم السبت الماضي.
قادة الاحتجاجات اصدروا بيانا تحذيرا من تنامي ظاهرة العنصرية بين اليهود الاشكناز الغربيين، ممثلين في دولة تل أبيب وضواحيها، وبين دولة المستوطنين ممثلة في الحريديم، مؤشرين على سلوك تمييزي عنصري ضد اليهود الشرقيين وخاصة الأفارقة وأن جذور المشكلة معقدة، كون قانون الهجرة لا يطبق عليهما، كما اليهود الاشكناز وغيرهما، ومما اوردته المواقع العبرية يشي أن مشاركة الاريتريين في المظاهرات الحاشدة ضد التعديلات القضائية مرده إجراءات فحص إثبات يهوديتهم، وإجراءات دمجهم في المجتمع، وعدم شمولهم بالامتيازات و.. .إلخ، فالعنصرية الفاشية متجذرة أصلا بين اليهود الاشكناز والحرديم والنبرة عالية ضد السود الأفارقة تحديدا لاعتبارات كثيرة مرتبطة بأنهما من الزوجات الخادمات ليعقوب عليه السلام (زبلة وبلهة)، بعكس زوجاته من (ليئة وراحيل ).
إسرائيل الثالثة.. ولمن يراهنون على ديمقراطيتها وقدرتها على تجاوز هذه الأزمة، فإن عتاة الصهاينة باتوا على يقين بأن الخراب الثالث قادم لا محالة وأن النهاية المتوقعة ستأتي من الداخل وأن يوم 12/أيلول الجاري سيكون تاريخيا لجهة قرار المحكمة العليا حول قانون حجة عدم المعقولية.. الغائه أو قبوله.. ، واتحاد العمال (الهستدروت) حذر حكومة نتنياهو السادس من مخالفة قرار المحكمة العليا، والتوقعات ترجح الغاء القانون، ورفض حكومة نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف للقرار.. وما بعد سوف نرى تصاعدا في دوامات العنف في دولة المستوطنين، ولا مخرج للأزمة سوى الذهاب لانتخابات جديدة أو السقوط في الفوضى.
إسرائيل الثالثة تنتظر الأسوأ.. فالانتخابات لن ترضي عصابات المتطرفين وميليشيات سموتريتيش وبن غفير وسمحا روتمان وياريف ليفين و.. .إلخ، والانجرار للفوضى سيؤدي حتما إلى تفكك الدولة اليهودية القومية.. وبكل الأحوال فإن الخوف، يستوطن قلب اليهود الشرقيين الحريديم والغربيين الاشكناز والافارقة اللاجئين، فالحرب الأهلية» اليهودية-- اليهودية» واقعة والخراب الثالث قادم مرة واحدة وإلى الأبد.