عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Mar-2025

المراجعة الوطنية .. الضرورة| أحمد سلامة
عمون
 
أعرف مسبقا ان هوامش الاهتمام بما يكتب من خارج الصندوق المحكم لا يجدي نفعا، وأن التجاهل، او الاستعلاء، وقلب الشفاه بالتعبير عن دونية من قال وما قيل قد فرشت على مساحة واسعة من مساحات الحوار… واشهد الله انني تريثت، واستمهلت ريثما اتمكن من ضبط حروفي على مقدار الروح الوطنية كدافع، ونحيد جانبا كل صور الغضب التي فرضت نفسها تلقائيا منذ لقاء (جلالة الملك عبدالله) في البيت الابيض، حتى اللحظة…
 
من يدعي اننا لا نمر في مأزق عارم ولا أقول أنه مأزق قارب سؤال (الوجود) يكون على غير صواب في تشخيصه او انه يرى ما لا يرى اغلب القلقين وانا منهم على مصير (هذا البلد، الذي هو اخر بلد تتمكن فيه من اشتمام بعض مساحة من حرية، وتملء رئتيك بقضايا الامة تخليدا لرسالة من كونه وأسسه، أعني بدون مواربة الشهيد الملك وأحد عباقرة الأمة عبدالله بن الحسين بن علي، رحمه الله رحمة واسعة في هذا الشهر الفضيل..
 
إننا بحاجة الى مراجعة كبرى، وشاملة، وتاريخية، لكي نتمكن العيش. بحرية وبكرامة وبعروبة مقبولة الى حد بعيد.
 
وبصورة مباشرة إن أكبر عيب واجهنا (كأمة أردنية) في تاريخنا الحضاري هو افتقارنا الى شجاعة المراجعات الكبرى في الازمات الكبرى
والتي اوصلتنا كنتيجة الى ازمات اكبر منها واعتى…
 
لم نراجع انفسنا عام ١٩٦٦ م عقب معركة السموع التي وصفها سيدنا الحسين رحمه الله لاحقا بانها كانت (بروفة لاحتلال الضفة الغربية) واسلمتنا تلك الغفلة إلى أكبر مأساة في تاريخنا الوطني بحيث راح نصف الوطن والقدس بالاذعان لمغامرة ناصرية غير محسوبة العواقب
 
وانني اذ الح على المراجعة فانني اسلم الى ما يقوله المفكر الاردني بشر الخصاونة (ان النخب تحتاج لمراجعة في مواقفها اكثر من النظام ومؤسساته)
 
المراجعة عمودية وليست افقية حتى تنضج حالة تنجينا من الوقوع في فخ نتائجها غير المرئية..
 
لو اننا راجعنا مبكرا حالة الانتفاخ المدوي والمبالغ فيه لدور حركة (فتح واخواتها) في معركة الكرامة لما ادركتنا اقبح وابشع فتنة احالها الخصوم من حالة دفاع نظام عن نفسه ضد الفوضى الى ثقافة استقطابية لم نزل نعيش مراراتها جيلا بعد جيل.. ولما اندفعنا الى التنمية بعد احداث الفتنة الكبرى دون (تمسيج العصب السياسي لمجتمعنا)
 
فإن السياسي قد خسر ما بذله الامني والعسكري من تضحيات حتى يستقيم مسار الوطن الى الصواب. خسرنا معركة التمثيل في الرباط، ١٩٧٤م ولاول مرة في التاريخ يملي الذي خسر المواجهة على الذي كسبها، شروطه في الرباط (الشرعي والوحيد)
 
وكانت المراجعة مأساوية للذي جرى عبر نكايات واهواء شخصية وعبر تصورات المنتصر على الخاسر وساد في الاجواء حالة من الشد الوطني والارتخاء ما اوصلنا الى فك الارتباط، لعدم وضوح وبلورة الاسباب والدوافع التي املت علينا ذلك
 
وبسبب عدم المراجعة فإن الوطن الاردني تعرض ويتعرض الى خضات تكشف عوراتها (المراجدات غير المقبولة والخطيرة) على وسائل
توصيل الامراض والنزعات الغرائزية وجنون معاداة الاخر، وصناعة تعبيرات لا تليق لا بوطن اصل تكوينه رسالة امة وقيادة لا هي بالشرقية ولا بالغربية بل ان النبوة اكرمتها وجنبتها الاعتداد بمكان محدد بل ان كل ديار الامة رسالتها ومبتغاها..
 
مرة واحدة بلغت الجسارة والشجاعة الشخصية لدى الملك الحسين رحمه الله، للاعتراف ان حكومته وجهازه الامني قد اخذ التحالف مع الاسلاميين الى زاوية مربكة لتصورنا الوطني في العلاقة مع سوريا واعتذر على رؤوس الاشهاد
 
وعنى ذلك فيما عناه ان لا تحصين مقدس لجهاز امني إن اخطأ او حكومة إن تمادت..
 
ومنذ ان ال ملك ابيه واجداده اليه لقيادة الاردن في ظروف دقيقة وحساسة كما جرت العادة وصف ظروفنا دوما، فان سمات قد اتضحت معالمها في ادارة شؤون الحكم
 
كانت المرحلة الاولى والذي كان في قلبها (فيصل الفايز، وسمير الرفاعي، والمرحوم علي الفزاع، وامجد العضايلة) مرحلة تجديد الروح
 
كان الملك الشاب قد تنبه الى ضرورة مراجعة العلاقة بين العرش وناسه وبين الملك الطالع مثل الورد من صخرة صوان يرنو بطموح وكأنه يبتغي من الله ان يقدره لاخذ الاردنيين معه الى الذرى والى الاعالي..
 
كان كل شيء في الاردن يضحك لطلة الملك ويهزج لروح الملك، ويفرح لفرح الملك جسد ذلك كله، الاهزوجة الوطنية التي رأت النور مباهة الاردنيين بمليكهم في عهدة عبد الرؤوف الروابدة تلك الاغنية التي استهلت بنداء الاردنيين لمليكهم (هلا يا عين ابونا) كانت تلك الهلهلة الاردنية الجامحة اخر الجمال في حياتنا لان التاريخ الانساني كان في فتنه ودسائسه يأخذ البشرية كلها كرهينة مختطفة (لجريمة مبيتة بين (اسلمة اسامة بن لادن، وجنون جورج بوش الابن المهووس بعقدة روما الثالثة.)
 
وهكذا منذ سقطة الحادي عشر من سيبتمبر الشؤم حل الامني محل السياسي ونبش قبر (مترنيخ النمساوي العبقري الذي صمم فكرة ومعنى الدولة الوطنية) نبشه معول الامني وهدم المعبد على رؤوس تابعيه وصار في العالم كله التصور لكل ما هو امني!
 
لا يجوز المرور على العلاقة بين الامركة والاسلمة التي كانت احدى نتائجها ما جرى في زيارة جلالة الملك عبد الله لواشنطن لان الزيارة وعوائدها وما خلفته من غبار وقلق ترتبط ارتباطا مباشرا في موضوع (الامركة والاسلمة). ذلك ان كل محننا التي تفرض علينا منذ عهد رونالد ريغان ١٩٨٠ —- حتى عهد دونالد ترامب ٢٠٢٥ قد انتجه ذلك الاحتكاك المدوي بين مشروعين غامضين الامركة والاسلمة!!
 
إننا بحاجة للتوقف هنا على هذه الفرضية حتى ندرك كيف ستكون حركتنا الوطنية القادمة.. ١٩٨٠ كان جيمي كارتر الديموقراطي النبيل قد فرغ من هندسة كامب ديفيد (معاهدتي الاطار المصرية والفلسطينية) حين شبت في وجهه نار الثورة الايرانية وسبحان الله دوما وابدا يعيد التاريخ نفسه (الرهائن) لقد اشعل الخميني وثورته بطرحه التصور عن نفسه بانه الاب الروحي والسياسي للاسلام بطبعته الايرانية المسمسمة باضافات فارسية طموحة نار التطرف الامريكي وافرج عن الرهائن الامريكان بنية اسقاط الديموقراطيين وانجاح ريغان
 
لقد انجبت مغامرة الاسلمة الايرانية (الريغانية) بكل عنجهيتها وصلفها الذي فاق كل من سبقه ومن لحق به.
 
والريغانية بسبب غباء وسذاجة السياسة الايرانية هي من نصبت (الاسلمة) العدو الوهمي للامريكان بديلا للاتحاد السوفياتي المتداعي الذي انهكه سباق التسلح (الاسلمة)..
 
كانت كلمة السر التي مرت الريغانية عبرها لكل ما هو دمار للعرب والمسلمين قصف بيت القدافي بعجرفة رعاة البقر، وبقر شارون لبطن بيروت، وانهاء الوجود الفلسطيني المسلح من كل المشرق العربي
 
لقد صار ابو عمار يتنقل في المنافي وكما قال رابين (انا من سيخرجه من الحفرة لكن بشروطي)
 
لقد تمكن الامريكان من وضع العراق وايران في اتون حرب مأساوية مريعة، ودمر الكيان اليهودي الطموح النووي العراقي حين اصاب المفاعل النووي المبتدئ بسوء ودمار واخرج مصر من قيادة الامة وراحت تتخبط امة العرب بين مجلس تعاون للاغنياء واخر للفقراء فلا الفقراء يعترفون برغبات الاغنياء بالقيادة ولا الاغنياء غيروا نظرتهم (الدعم بالتنقيط لفقرائهم)
 
وعلى بوابة الالفية الجديدة كانت البشرية تنتظر ما يتربص بكل مصيرها…
 
الحادي عشر من ايلول اول الجنون الامريكي بسبب المغامرة القبيحة وغير النبيلة والمتهورة في حساب نتائجها مغامرة اسامة بن لادن
والرد على المغامرة اللامسبوقة من الامريكان لقد حطمت الشخصية العربية بالكامل في المغامرة الدينية الثانية للاسلام السني السلفي الوهابي بطبعته الجديدة (القاعدة) وكان الثمن اكثر من باهظ.. العراق كله كان نتيجة، وتحويل معنى الاسلام الى مترادفة للارهاب، وعلينا واجب الدفاع لرد التهمة، وهنا لا بد من الاشادة والتقدير لما اداه جلالة الملك عبدالله في النطاقين الاوروبي والامريكي من محاولته الدؤوبة بطرح تصور بديل لمعنى الارهاب الاسلامي
 
لقد خسر العرب كل شيء وكانت المقدمة المنطقية لمعركة (الربيع العربي) لقد خلخل الربيع العربي يقيننا عن انفسنا
 
ان اول ضحايا عدم الثقة بالنفس للذي جرى عندنا في التحايل على اخراج سمير الرفاعي وحكومته من مشهد الحياة السياسية ولم نتجرأ على مراجعة تلك المحطة من حياتنا السياسية!!
 
الان.. نحن في قلب القلب للمجازفة الاسلامية الثالثة، حماس تحاول ان تثار من غطرسة المحتل اليهودي المحاصر لغزة فقامت بمغامرتها الجهادية غير محسوبة النتائج والتي ادت الى نتائج كارثية على قضية فلسطين وعلى الامة العربية باجمعها ونحن في قلب القلب
 
انا لا ادين حركة حماس وفعلتها ضد يهود لانني لا اؤمن بطريق حماس منهجا للخلاص من المحتل واطاري الفكري والدلالي هو اطار اردني عربي اسلامي يتغذى من السماط الهاشمي (فكرة ومنهجا)
 
وهذه مهمة الحماسيين والاسلامين في واجب المراجعة وان يجيبوا على حل اللغز بين المغامرتين.. مغامرة اسقاط واضعاف والتخلص من فتح شريك حماس بالحل كان ذلك في مغامرة الانشقاق الدموية وبين الانقضاض البطولي لكن المكلف على مستوطنات غلاف غرة لقد
انتجت المغامرة الثالثة للاسلمة (الترامبية)! او ساعدت على ايابها للحكم
 
والترامبية هذه مدرسة في ظني انها ستكون في غير صالح الامبريالية الامريكية،
 
وهنا انادي الى المراجعة الوطنية العريضة.. لانه في اعتقادي ليس في مصلحتنا ان نكون تابعين لهذه الامبريالية، واعتقد جازما وانا لا اتي بنظرية جديدة بل اذكر بها فقد تنبأ ذلك المفكر المصري السوربوني (سمير امين) منذ مطلع السبعينيات الى وقوع صراع ماساوي بين (مركز الراسمالية واطرافها) اي الصراع بين امريكا واوروبا
 
كان الوزير ميشال جوبير الفرنسي الديغولي هو من افتى بالتمرد على الامريكان عام ١٩٧٤، ودعا الى قوة تجمع شاطئي المتوسط لبعضهما (اليورو اراب) واني ارى ضرورة الانعطاف لاوروبا خير لنا من الاستمرار في التحالف العضوي مع امريكا لقد كانت حدوس وغرائز الحسين رحمه الله هي من اخذته الى ايزنهاور عقب معركة السويس وادرك بالحدس ان اوروبا قد اخرجت من قيادة العالم وان (روما الثالثة) قد تحركت صوب واشنطن لقد تاخرت القبادة الهاشمية في العراق وتاخرت الملكية المصرية في ادراك ذلك فذهبتا ادراج الرياح
ونجونا من محنة الزوال
 
لو ان جلالة الملك اكتفى بزيارة مقر المجموعة الاوروبية ولم يزر واشنطن لكان ربما اقول ربما افضل لنا ولمستقبل ممكلتنا ولو ان الرأسمالية الوطنية الاردنية كانت على قدر ما قدم لها من دلال وحكاية ورفع شأن قد بادرت مبادرة تصلح للتاريخ اكثر من حرص اصحابها على المال واعلنت منذ ان اعلن البيت الحاكم في وشنطن تجميد مساعدته لدولتنا انها تودع في البنك المركزي ضعفي المساعدات وبقينا على دعم الاوروبين لنا لكان ذلك اكرم
 
إن هذه الرأسمالية التي تحتفظ بودائع في البنوك الوطنية بأكثر من مديونتيتنا وما بالك بما هو خارج الاحصاء للثروة لم تؤد واجبها
وعليها ان تعي ان اثرياء العراق قد دفعوا معظم ثروتهم ايجارات للفنادق حين هربوا من جحيم الوطن
 
إن هذه الرأسمالية الوطنية عليها ان تكون مع التاريخ في هذه اللحظة الرهيبة التي تهيمن علينا ولم تزل… إن الصدام القادم
هو صدام بين مركز الامبريالية التي بلغت عظمة جنونها حين قررت ضم كندا وهي تابعة للتاج البريطاني الى املاكها ولذا لم تكن مصادفة ان لقاء اوروبا كان في عاصمة الحليف الاقرب (لندن) للرد على الحليف المتجبر في واشنطن نحن بمعنى قيم الاسرة وقيم الدين
وقرب الجغرافيا الى اوروبا اقرب من امريكا لذا علينا اعادة النظر والتفكير في امر الامركة
 
بقي في أمر المراجعات نقطة واحدة بكل امانة وصدق وطني ومن دون ان اجور على احد فانني اقرر ان محنة الزيارة لو اشنطن (قد كادت ان تكون مأساة وطنية) لكن سيدنا الملك قد قلع شوكه بايده دون ان يمد له احد يد العون ذلك ليس في باب الثناء على دور الملك ولا النيل من المجموعة المشرفة والمرافقة لجلالته بل ان الحقائق هي من يقرر ذلك ولهذا نحن احوج ما نكون لمراجعة وطنية شاملة من الحكومة واجهزتها الى المقر السامي ورجالاته والى وزارة الخارجية كمؤسسة وطنية وقع انزياح في اداء رجلها الاول (الوزير) من خطاب موشى بالرسمية الى خطب طغت عليها روح الحماس الديني والوطني والاخلاقي.
 
لقد قرأت في نطاق سد نوافذ الشك حول دور الحاشية في الزيارة ما يقلق الاحساس الوطني حين كتب احد (الكتبة) المنغمسين في التنظير للمرحلة (إن أداء فريق الملك كان في زيارة واشنطن اداء استثنائيا ومثاليا بامتياز)
 
وانا اقول بمعنى المناشدة، إن استمرار هذه الرموز في التعبير يملؤه الكثير من مجانبة الصواب واننا بحاجة الى هزة موجعة لكل اداء الاعلام المؤسف
 
اعتقد ان توقيت الزيارة ما كان ملائما، واعتقد ان المخاطرة بان نكون اول الضيوف على العصر الترامبي كان فيه سوء ادارة ممن يفترض انهم مسؤولون عن برنامج جلالة الملك
 
وبصراحة
لو لم يكن الملك بمنتهى الصبر ومنتهى الحكمة وان خلفيته كضابط قوات خاصة قد الهمته واسعفته بحلول فورية لمازق اللقاء الذي صار مواجهة بارادة مبيتة، لواجهت بلادنا مأزقا تاريخيا
 
ثمة اشياء تقال في باب التلميح للممارسات التي رأيناها.. انا لم افهم كيف سمح ومن الذي سمح ومن سيتحمل المسؤولية بأن يجالس (سمو ولي العهد وزير الخارجية ومدير مكتب الملك) على ذات المستوى ومن دون اي تبجح في الاستناد على خلفية ما مضى من حياتي المهنية فلقد اتيت البيت الابيض مرات عدة في التجربتين الاردنية والبحرينية ولم اعثر على سبب لهذه الجلسة الغريبة كان يجب عليهم ان يظلوا واقفين خلف مليكهم وولي عهده وذلك اكثر وقارا واعذب رسالة
 
ولست ادري من هو المسؤول الذي اراد ان يختصر النفقات فلم يصطحب صحفيين مع الملك ليحملوا قسطا من المواجهة نحن من أسسنا للعرب كلهم ان تكون طائرة الملك في سفرة يتوجه بها لمصلحة الاردن وسمو ولي العهد نحن من أسسنا مدرسة مرافقة الصحافة للرحلات الملكية
 
المراجعة الوطنية تحتم علينا ان نتحدث عن الحكومة ورئيسها والاداء البلدي الخدمي وغياب الروح عنها وان نراجع من القى بالاحزاب على قارعة طريق البرلمان وصنع من تجربة الاحزاب نكتة وطنية
 
نريد ان نعرف كيف لبلد ستستمر برسالتها الاعلامية من دون رسالة والاعلام المفلس والخائب وغير المهني كلها بسبب فرض تصور واحد على الدولة وليس لاحد سواه من فرصة
 
نحن نمر في مرحلة صعبة للغاية ومن يتشدق بتعبير (احنا غير) خليه يصلي عالنبي ويسكت
 
إن ما يثير القلق ان حملة وصلت الى اعنان السماء ضد سيدة في البرلمان قالت قولا وجاء قول الى قول لنرى حملة خبط عشواء مؤلمة
لهولها وشراستها.. والسؤال الصعب لماذا لا نشهد مثل تلك الحملات حين تمس ثوابتنا الوطنية الاخرى مثل العرش، والمواطنة، ولحمتنا الوطنية
 
اننا نحتاج الى مراجعة تاريخية في معنى الاصلاح الاداري لحكومة تريد ان تصنع مدنا جديدة وزادت من عدد وزراء من سبقها بدون سبب..
الحكومة ورئيسها سافرد له مقالة خاصة لكنني ما زلت اتبنى من يعرفه بمنحه صفة نظافة اليد وانا لا اعرفه ولا اعرف صفاته
 
لكن سأنتظر الحديث عن الحكومة حتى يعيد تركيبها من جديد ونرى ان تحلى بحكمة فنشيد به وان لم يفعل فسينال من النقد الوطني والمهني مني ما يستحقه
 
انني اناشد من يحس انه معني بهذه المناشدة الوطنية ان يعي ان حالنا ليس على ما يرام وان المراجعة التاريخية الشاملة اضحت ضرورة وطنية ولم يعد الامر متعلقا بالدفاع عن وزير خارجية او الانتصار له
 
ان الامر يتعلق بالوطن ورحم من قال (حين يتعلق الامر بالوطن فان الغباء الخيانة يتساويان) واني على ثقة لو ان القول اصبح ضرورة (حين يتعلق الامر بالملك وعرش الملك وسلالة الملك، فان الصمت غباء)