عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Nov-2019

الإسكندرية.. بحرك عجايب.. ياريت ينوبني من الحب.. نايب!

 

الإسكندرية -الدستور-  محمود كريشان - «يا اسكندرية.. بحرك عجايب.. ياريت ينوبني من الحب نايب.. تحدفني موجة.. على صدر موجة، والبحر هوجة والصيد مطايب.. أغسل هدومي وأنشر همومي، على شمسه طالعة، وأنا فيها دايب».. من اشعار احمد فؤاد ونجم وعلى اوتار اللحن القشيب للشيخ امام، تكون البداية ونحن نبحر في سحر الإسكندرية، تلك العروس البحرية الجميلة المشرقة.
«الدستور» أبحرت في ربوعها الوادعة، وتجولت في معالمها الساحرة، من سيدي جابر الى محطة رمل الى الابراهيمية، الأنفوشي، المعمورة، المنتزه، سيدي بشر، القلعة، المنشية، جامع المرسي ابو العباس.. وما الى ذلك من مناطق خلابة تتميز بها عروس البحر المتوسط، وتتأنق بنظافة شوارعها ومأكولاتها البحرية.. ويا سلام على «الكبدة الاسكندراني» وطعمها الذي لا يقاوم والباستورما والاجبان الفاخرة وما الى ذلك من اطباق لذيذة تتميز بها الاسكندرية.
الملك الحسين والإسكندرية
اذًا وانت في الاسكندرية لابد لك ان تعرج الى كلية فيكتوريا العريقة التي تأسست عام 1902 بقرار من الحاكم البريطاني لمصر آنذاك «ايفريل بارينج» حيث أخذت الكلية منذ انشائها بعين الاعتبار مستوى التعليم المتميز المتبع في الامبراطورية البريطانية، وجلب لها أمهر المدرسين من خريجي كامبريدج وأكسفورد، وتقع بمنطقة السيوف على مساحة 18 فدانًا.
وفي كتابها  كلية فيكتوريا صناعة الملوك والأمراء والمشاهير، الذي سجل لفترة مهمة من حياة عدد من العظماء والمشاهير، قالت الكاتبة داليا عاصم: إن المصريين كانوا ينظرون إلى المدرسة باعتبارها مكانًا مهيبًا مخصصًا لأبناء الملوك، والأمراء، فهي التي درس بها الأمير عبد الإله ولي عهد العراق، الأمير فيصل آل سعود، الشيخ كمال أدهم مؤسس المخابرات السعودية، عائلة عبد اللطيف الجميل، عائلة بن لادن، عائلات الشبكشي والشربتلي والشوربجي، أبناء الملك السنوسي من ليبيا، عائلات المهدي، والميرغني من السودان، عائلات غندور، ورياض الصلح من لبنان، جلالة الملك الحسين من الأردن، والأميران زيد بن شاكر ورعد بن زيد، و الصادق المهدى، بالإضافة إلى كبار الفنانين أمثال عمر الشريف، أحمد رمزي، يوسف شاهين، توفيق صالح، شادي عبد السلام، وغيرهم الكثيرون.
ويشير الكتاب الى ان الملك الحسين يعد من أبرز خريجي مدرسة فيكتوريا على مستوى العالم، الذين ظلوا على تواصل معها، ووقف بجانبها وعضد من جمعية خريجيها، والذي تجده كثيرا في الكتاب على ألسنة خريجي كلية فيكتوريا الذين يفخرون بأنه زاملهم، ويذكرون له عشرات المواقف الطيبة، وحيث «لا يزال تخت الملك وفصله والسرير الذي كان ينام عليه مزارا للأردنيين الذين يزورون الإسكندرية»، وله صور شهيرة وكثيرة تجمعه مع الفرق الرياضية في الكلية وتم تعليقها في اروقة الكلية.
ويقول الروائي المصري منير عتيبة انه ومن بين آلاف الصور التذكارية التي تحتفظ بها جمعية خريجي فيكتوريا كوليدج بالإسكندرية صورة بآلاف الكلمات يظهر فيها جلالة الملك حسين وهو يحتضن شخصا رث الثياب وتبدو على ملامح وجهه فرحة اللقاء وكان بطل تلك الصورة هو العم حسن أبو خبير ، نوبي الأصل، وكان مهمته حراسة القسم الداخلي الذي يضم طلاباً من مختلف الجنسيات في الكلية، وهو ما يؤكد تواضع الهاشميين واقترابهم دوما من الناس.
وقد زار الملك الحسين بن طلال الإسكندرية بمصر في عام 1955، وقام بزيارة الكلية والالتقاء بزملاء الدراسة والتقط الصور التذكارية معهم، وكان جلالته قضى عامين في الكلية (1949و1950)، حيث انتقل بعدها إلى لندن كلية «سانت هيرست» الملكية العسكرية البريطانية.
ريا وسكينة
والى منطقة «المنشية» وتحديدا حي اللبان وهنا تكمن حكاية حقيقية، اصبحت فيما بعد مسرحيات ومسلسلات وافلام هي منزل «ريا وسكينة» تلك القصة المرعبة والقادمة من ارض الواقع، والمنزل موجود حتى يومنا هذا لكنه مهجور وربما ضمن املاك الدولة اصبح منذ العشرينيات حتى الان.
وتعد قصة ريا وسكينة تجسيداً حياً لإحدى الجرائم البشعة التي هزت مصر في عام 1920 المشهد كان حي اللبان أفقر منطقة في ميناء الإسكندرية، والتي شهدت قتل 17 امرأة بدون رحمة، ودفن جثثهن داخل المنزل الذي تم استخدامه في شتى الأعمال المشبوهة.
وأصل الحكاية سلسلة طويلة من الجرائم البشعة التي حدثت على يد سفاحتي الاسكندرية «ريا وسكينة علي همام» بمساعدة زوجيهما ومعاونين آخرين.
وكانت ريا تذهب إلى السوق وتختار الشخصية التي في يدها الحلي والمجوهرات الكثيرة، وتقوم بالحديث إليها للتقرب منها، ومن ثم تعرض عليها أواني من المنطقة الجمركية تدعي أنها بأسعار رخيصة، وتأتي ريا بالضحية إلى المنزل لتقوم بقتلها بالاستعانة بزوجها وشقيقتها وعشيق شقيقتها، بالإضافة إلى عرابي حسان وعبدالرازق يوسف وهما أحد المعاونين.
وفي عام 1921 صدر حكم الإعدام بحق رية وسكينة وزوجيهما واثنين من البلطجية الذين شاركوا في عمليات القتل الفعلي للنساء، بينما حكم على حسن علي محمد الصائغ بخمس سنوات في السجن لقيامه بشراء مجوهرات الضحايا.
وبعدها تم اقتياد السفاحين إلى السجون لتنفيذ عقوبة الإعدام في حقهما، لتنطوي هذه الصفحة المزعجة من الحياة المصرية، ويعود الهدوء إلى المدينة الساحلية التي افتقدت سحرها لمدة عامين بدماء الضحايا، وتبدأ الناس في تناقل أحداث هذه القصة من جيل إلى جيل إلى رؤية مختلفة.
اردنيون في جامعة الاسكندرية
في جامعات الاسكندرية ايضا، كانت نخبة من ابناء الوطن والذين تولوا فيما بعد مناصب عسكرية وامنية وحكومية مهمة بالاضافة لكون بعضهم اصبح من رجال الاقتصاد الوطني والتجارة، ففي نهاية الستينيات كانت كليات جامعة الاسكندرية تحتضن نخبة من الطلبة الاردنيين ومنهم: الباشا عبدالرحمن العدوان مدير الأمن العام الأسبق وكان في كلية الحقوق، وتاجر الساعات العماني العريق رجل الاعمال عمران باشا عبداللطيف الذهبي، ووزير الصحة الاسبق الدكتور وليد سالم صقر المعاني، والقاضي عبدالوهاب الحنيطي، والباشا ابراهيم الترشيحي، وكبار الضباط: عبدالجليل عامر، وعبدالعزيز صوان، ومؤيد المبسلط، ورجل الاعمال خالد عليان، والاعلامي العريق صالح ارتيمة، والمدير المالي للجيش سابقا يحيى جادالرب، وفايز ابوالعينين، والمهندس الزراعي سمير العمري، والقاضي ابورمان، وسعدات ابوطوق، وكان للطلبة الاردنيين في الاسكندرية رابطة كان يترأسها غالب العمد
معالم بارزة
ولا شك ان الإسكندرية مصيفا رائعا حيث تمتد سواحلها لمسافة 70 كيلومترا تقريبا، بمعالمها الأثرية والتي ترجع إلى العصر الروماني، وانها ذات طابع سياحي جاذب يرجع لاعتدال المناخ، وامتزاج المناطق الأثرية، بالطابع العصري للشواطيء ويوجد بالمحافظة معالم متنوعة في مجالات السياحة الترفيهية والسياحة الدينية، وفيما يلي نبذة عن أهم المعالم:
 «دار الأوبرا» ويُعرف دار الأوبرا بالإسكندرية باسم مسرح سيد درويش، تيمنًا بالمغني والملحن المصري الشهير الذي لحن النشيد الوطني المصري «بلادي، بلادي، بلادي».
«مسجد أبو العباس المرسي»: هو أضخم مسجد في الإسكندرية، ويعتبر معلمًا بارع وهذا المسجد الذي تم بناؤه عام 1775 تخليدًا لذكرى حياة الشيخ الأندلسي الذي دُفن في المكان.
«مكتبة الإسكندرية»: تُعدّ مكتبة الإسكندرية أضخم مكان مخصص للقراءة في العالم، مع أكثر من 2000 مقعد للقراء وأكثر من 8 ملايين كتاب.
«مقابر كوم الشقافة»: تواري هذه المقابر، التي تم بناءها في الأصل لعائلة واحدة ثرية تجمع بين دين المصريين القدماء واليونايين والرومان أكثر من 300 مومياء.
«المتحف البحري بقلعة قايتباي»: داخل هذه القلعة يمكن أن تجد متحف قايتباي البحري الذي يفخر بمجموعة منتقاة من الأعمال الفنية المثيرة التي تعود إلى الحروب التي شهدتها القلعة، ومشاهدة الآثار من المعارك البحرية الرومانية وحروب نابليون التي تم فيها ضرب القلعة بالقنابل.
«متحف الإسكندرية القومي» ويجمع المتحف، الذي يقع بالقرب من وسط المدينة، تاريخ الإسكندرية في الطوابق الثلاثة لقصر أسعد باسيلي باشا ذي الأسلوب الإيطالي.
كما تضم المدينة عددا كبيرا من المعالم مثل دير القديس مينا والمدن الغارقة في أبي قير، و مدينة كانوبوس، والمدرج الروماني بكوم الدكة، وكاتدرائية سانت مارك القبطية، والمعبد اليهودي، ومتحف كفافي.
ختاما.. تبقى الاسكندرية بعذوبتها ورقتها وروعتها جميلة الجميلات.. نغادرها ونشتاق لها اكثر فأكثر.. لأن المدن مثل النساء.. تُحب وتُعشق و: يا اسكندرية فيكي الغلابة على الرزق يسعوا ولا يناموش.. صبح صباحهم.. رجع مساهم.. وزاد شقاهم.. وما ارتاحوش..!!