عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Sep-2019

معهد العالم العربي يتوج الفنانة سهى شومان و«دارة الفنون» بجائزة رفيعة

 

عمان - الدستور - خالد سامح - بالتزامن ذكرى تأسيس «دارة الفنون» في جبل اللويبدة وضمن برنامج خاص لتكريم نساء عربيات مبدعات والاحتفاء بمنجزهن، كرم كرسي معهد العالم العربي في باريس أمس الأول الفنانة التشكيلية سهى شومان «بجائزة كرسي المعهد» للإنجاز الإبداعي المتميز عن نشاطها الفني والثقافي وتأسيسها وترأسها لدارة الفنون – مؤسسة خالد شومان.
وللفنانة سهى شومان مسيرة حافلة بالعطاء والانجازات الفنية اللافتة، تخرجت من معهد الفنون الجميلة بعمّان وكانت قبل ذلك قد درست الحقوق في بيروت وباريس، اهتمت شومان على نحو لافت، بفنون ما بعد الحداثة التي يمثلها جيل من الشبان الأردنيين والعرب أو من أصول عربية، فقدّمت أكبر الدعم لمعارض اعتمدت الفيديو آرت والفنون التركيبية Installation Art وغيرهما. وفي مسيرتها الفنية، قدّمت شومان مجموعة من الفيديو آرت، منها «الزمن والضوء» 2004، «إنني في كل مكان» 2006، «بيكفي مشان الله» 2008، «بيّارتنا» 2009.
إضافة إلى عروضها الشخصية فقد كانت لها مشاركات لافتة في عدد من الملتقيات الفنية العالمية. منها «بينالي الشارقة» 2005 و»بينالي سنغافورة» 2008 ومعرض مسارات فلسطين الذي أقيم في بروكسل عام 2008. كرمتها فرنسا بوسام الفنون والآداب برتبة فارس عام 2005.
إنجازات إبداعية ريادية
نخبة من المثقفين والفنانين العرب تحدثوا في حفل تكريم الفنانة شومان والذي احتضنته مؤسسة خالد شومان ( دارة الفنون) في مقرها بجبل اللويبدة، حيث استهل الحديث مدير معهد العالم العربي في باريس معجب الزهراني فشدد في كلمته على دور الفنانة المكرمة في إغناء المشهد الثقافي أردنيا وعربيا، مشيدا بمبادراتها الفريدة لدعم المبدع العربي، وأهمها تأسيسها «دارة الفنون» التي وصفها بمنارة إشعاع ثقافي.
كما استعرض الزهراني منجزات معهد العالم العربي في باريس، مؤكدا أنه المؤسسة العربية الوحيدة التي تقدم الثقافة العربية للفرنسيين في باريس، وتغني الحوار الفرنسي-العربي.
كما تحدثت الأميرة وجدان الهاشمي رئيسة ومؤسسة الجمعية الملكية الأردنية للفنون الجميلة فنوهت بمنجزات دارة الفنون، وبأهمية المشروع الثقافي الريادي الذي تطرحه الفنانة سهى شومان والتحديات التي تواجه المؤسسات الفنية، موضحة مدى استحقاق الفنانة لذلك التكريم من مؤسسة عربية-عالمية لها حضورها الكبير أوروبيا وعالميا.
كما شهد الحفل شهادات حول تجربة سهى شومان وأعمالها الفنية المتنوعة بمضامينها وأساليبها وتقنياتها، حيث تحدث كل من مديرة المتحف الفلسطيني الدكتور عادلة العايدي، والمهندس المعماري أيمن زعيتر، واعتذرت المؤرخة سلوى مقدادي عن الحضور لظرف طارئ حيث تلت كلمتها مقدمة الحفل لما حمدان.
مختبر الإبداع
من جهتها شكرت الفنانة المكرمة سهى شومان معهد العالم العربي على تكريمها،وأشادت بدوره في التأسيس لحوار ثقافي شامل،وتبنيه الكثير من التجارب الابداعية العربية، كما شكرت كل المتحدثين وثمنت دعمهم لدارة الفنون ومسيرتها منذ تأسست عام 1993، كما عرجت على ظروف تأسيس ذلك المشروع وسط عمّان وعلى سفح جبل اللويبدة.
ومما قالت الفنانة سهى شومان:
« أسسنا «دارة الفنون» لتكون ملتقى ومختبر كبير للمبدعين المحليين والعرب والعالميين، وواجهنا العديد من التحديات، لكننا وبجهد نخبة من المعماريين أعدنا احياء أربعة بيوت قديمة تعود لعشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي،وقد بناها أردنيون وفلسطينيون وسوريون ولبنانيون فعسكت روح العمارة في بلاد الشام»، كما استعرضت أقسام الدار وأجنحتها المختلفة من صالات عرض ومختبر فني ومكتبة، مشيرة الى ماتم انجازه في ترميم موقع أثري بات جزءًمن الدارة وهو عبارة عن كنيسة بيزنطية قديمة،وتابعت...» سعيدة بما أنجزناه، لو لم يرى هذا المشروع النور لاندثرت تلك المعالم للأسف أو لبني مكانها عمارات ومجمعات تجارية».
كما وجهت شومان تحية لروح عدد من المبدعين العرب الذين دعموا المشروع وكان لهم بصمات خاصة فيه، ومنهم : علي الجابري، اسماعيل فتاح،مروان قصاب باشي، رشيد قريشي، علي ماهر،وآخرين...وبعد تقديمها لكلمتها كرم مدير معهد العالم العربي بباريس سهى شومان بميدالية جائزة كرسي معهد العالم العربي وشهادة تقدير، كما وزع شهادات تقدير على المتحدثين في الحفل ومقدمته.
عام تكريم المرأة العربية
تم تأسيس كرسي معهد العالم العربي في باريس في عام 1991، واستعاد في عام 2017 نشاطه بعد توقف دام قرابة 20 عاماً، وذلك ضمن مجموعة مبادرات تهدف إلى تطوير البرامج الثقافية الموجهة إلى العالم العربي. تتضمّن الفعاليات لقاءات وحلقات نقاش من أجل فكر عربي معاصر بمشاركة باحثين ومختصين في الثقافة العربية، يُناقشون سُبل الإسهام في تجديد الفكر العربي المعاصر وتحديثه.
ولقد خصص كرسي المعهد عام 2019 لتكريم المرأة العربية من باحثات وأساتذة وناشطات في مختلف فروع الإبداع والثقافة، ونسب كل فعالية إلى إسم مفكرة أو ناشطة عربية عرفت بمساهمتها الفكرية والثقافية الفعالة في تحقيق الحوار وتعميقه بين ضفتي المتوسط. وفي إطار هذا البرنامج، تم تخصيص دورة باسم الشاعرة فدوى طوقان، وحازت الفنانة سهى شومان بجائزة الكرسي لهذا العام.
دارة الفنون..الاحتفاء بالجمال والإبتكار
قامت دارة الفنون لتكون منبراً حيويّاً متجدّداً يحتضن الفن والفنانين العرب المعاصرين، ويستقطب الطاقات الإبداعيّة ويدعهما. يمكن الوصول إلى دارة الفنون بدقائق قليلة من شارع الملك فيصل في وسط البلد بعمّان، وبمسافة قصيرة على الأقدام من دوار باريس.
تنظم دارة الفنون المعارض الفنيّة، والمشاريع المبتكرة في المختبر، واللقاءات الفنيّة، وعروض الأفلام، وورشات العمل، ونوفّر منحاً في الدراسات العليا، وإقامات فنيّة، وننشر الكتب، ونفتح أبواب مكتبتنا وأرشيفنا للأبحاث الفنيّة.
تعبّر دارة الفنون بفنّانيها وآثارها وأبنيتها التي تعود إلى عشرينيّات وثلاثينيّات القرن الماضي عن هويّة ثقافيّة معماريّة تزداد غنى بما تشهده الفنون من ازدهار وتجديد، لتخلق مكاناً فريداً يجتمع فيه الفن والعمارة والآثار.