عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Jan-2025

إسلاميون وحكام.. سوريا نموذج جديد*سميح المعايطه

 الراي 

احد جوانب المشهد السوري بعد سقوط نظام بشار الاسد ان البديل في الحكم اليوم جزء من الاسلاميين الذين ازداد حضورهم في العقدين الأخيرين بل هم في هيئة تحرير الشام وقبل ذلك النصرة وجزء منهم كان جزءاً من داعش كانوا مصنفين من التيار المتطرف بل والارهابي في المنطقة والعالم.
 
والزاوية المهمة في هذا المشهد ان هيئة تحرير الشام او النصرة التي تدير سوريا اليوم كانت تحاول ارساء واقع عنوانه المدرسة الاكثر تطرفا في القضايا الاجتماعية والعقوبات والتكفير للآخر حتى لو كان من ذات التيار لكنه في تنظيم آخر، لكنها اليوم (هيئة تحرير الشام) تعمل باجتهاد وسرعة على تقديم نفسها للآخر في المنطقة والعالم على انها نظام سياسي يؤمن بمعادلات الدول الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتحاول ان تقدم الدليل بعد الدليل انها نظام سياسي قابل للتكيف مع العالم، وانها جزء من منظومة الدول التي كانت تصنف من هذا الت?ظيم وامثاله على انها دول كافرة يجب حربها بالتفجيرات والقتل وكل فعل يسقطها.
 
ما أقوله لا يعني رفضا لما يجري في سوريا ومحاول الحكم الجديد انقاذ سوريا من العزلة والعقوبات الدولية واعادة بناء علاقاتها الغربية والعربية، ومحاولة بناء نظام حكم يمثل كل السوريين، لكنني اتحدث عن جانب يتعلق بالفكر والمبادئ والشعارات للحركات الإسلامية المتطرفة والمعتدلة!!! على حد سواء.
 
قبل شهور وليس سنوات كانت هيئة تحرير الشام كيانا لا يمكن قبوله من الناس ولا الدول، وكان هو رافضا للدول ونهجها، واليوم يجتهد العرب والعالم ليروا الحكام الجدد للشام معتدلين في خطابهم ولباسهم ومسارهم السياسي والاقتصادي وبناء شبكة علاقات مع أميركا وأوروبا ودول المنطقة التي كان أقل تصنيف لها انها كافرة، وكذلك يعمل الحكام الجدد في دمشق على ان يقنعوا العالم بانهم مثل دول العالم في النهج والمعادلات بما في ذلك التعامل مع اسرائيل وقبل ذلك الاقتصاد والسياسة والتعليم..
 
سوريا ليست النموذج الاول لحكم جزء او نوع من التيار الإسلامي فقد كانت تونس والسودان وغزة قبل الاحتلال، لكن التجربة الاهم كانت مصر التي حكمها الاخوان عاما وفق معادلات المنطقة والعالم من حيث العلاقة مع اسرائيل وعدم الحديث عن تحكيم الشريعة وكثير من القضايا التي كانت اهم شعارات الجماعة وكانوا مستعدين ليكونوا مثل أي نظام حكم لكن معادلات داخلية وخارجية اطاحت بهم لكن التجربة بقي جانبها الفكري واختبار الشعارات قائماً.
 
مادام كل انواع الاسلاميين عندما يكون الباب مفتوحا أمام الحكم يتغيرون ويقبلون بشروط الواقع وشروط الغرب وأميركا فلماذا كميات التكفير والصراخ والاتهامات والشعارات للآخر عندما يكونون خارج السلطة يسعون لها من خلال ادوات حالات الضعف او عنف وتكفير وارهاب؟!