عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Sep-2025

هل تسعى إسرائيل لاحتلال قطاع غزة فعلا؟*نسيم عنيزات

 الدستور

مع استمرار حرب الإبادة الجماعية والتجويع التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، المترافقة بالتهديد لاحتلال قطاع غزة وتهجير ساكنيه، في ظل حالة التدمير الممنهج للبنية التحتية في القطاع، برزت على السطح خلال الساعات الأخيرة مبادرة أمريكية قدمتها للوسطاء حول صفقة تتعلق بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة.
وتتضمن المبادرة، حسب التسريبات، أن يتم إطلاق سراح جميع الأسرى في اليوم الأول، ليتم بعدها إيقاف عملية «جدعون 2»، دون إشارة واضحة إلى إنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع.
وتأتي المبادرة الأمريكية منسجمة مع المطالب والشروط الإسرائيلية، دون الالتفات لمطالب حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية بفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات، وإطلاق أسرى فلسطينيين، وإيقاف الحرب ضمن جدول زمني متفق عليه، مع ارتفاع وتيرة القصف الإسرائيلي الذي استهدف ثلاثة أبراج سكنية وقام بتدميرها بالكامل خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وبعيدا عن الثقة المفقودة أصلا في الجانبين الأمريكي والإسرائيلي بتنفيذ التزاماتهما بناء على تجارب سابقة واتفاقات نقضها الاحتلال، يبرز سؤال: ماذا عن اليوم الثاني لإطلاق الأسرى الإسرائيليين؟ وهل ستُطرح شروط جديدة بعد أن تعبر حكومة نتنياهو المتطرفة الضغوط الداخلية، بعد تحرير أسراها وتحقيقها إحدى أهداف الحرب التي ستمنحها راحة وتضمن لها دخول أي انتخابات قادمة بأريحية؟
أما العامل المهم أيضا، المتعلق بالتهديد الإسرائيلي باحتلال قطاع غزة، الذي تسيطر على ما يقارب 80% من مساحته، فيبرز سؤال آخر: هل ترغب دولة الاحتلال أو لها مصلحة باحتلال القطاع، مع وجود الرفض العالمي للقرار الذي يتعارض مع جميع المواثيق والقرارات الأممية؟
هل دولة الاحتلال الإسرائيلي لديها قدرة على تحمل كلفة سياسية بعد أن أصبحت شبه منبوذة عالميا؟ وكيف ستكون جريمتها أو تدافع عنها دوليا إذا أقدمت على ذلك؟
وهل جيشها المنهك لديه قدرة على البقاء والاستمرار في القطاع بعد حرب تقترب من عامها الثاني، في ظل رفض قيادته لهذه الخطوة؟
وهل ستتمكن دولة الاحتلال من تحمل مسؤولية قطاع مدمر وسكان يعانون مجاعة وبيئة غير قابلة للحياة؟
أعتقد أن دولة الاحتلال عينها الآن على الضفة، وليس من مصلحتها احتلال القطاع حاليا، وهي تعي ذلك في ظل الظروف السياسية والتحولات الدولية، وجيش منهك يدرك بأن الاحتلال لن يكون نزهة، على الرغم من اعتقاده بأنه أضعف قدرات حماس وفصائل المقاومة.
وتتمثل أهدافه بعد إعادة أسراه بالاستمرار بالقتل بهدف التهجير، وتسليم حماس أسلحتها بعد محاولة اصطيادهم أو إبعادهم إلى خارج القطاع.
ومن ثم يخرج من القطاع دون أدنى مسؤولية، على أن تتولى الولايات المتحدة الأمريكية زمام الأمور ضمن خطتها المعروفة، ومن ثم تتم إعادة البناء بأموال ليست أموالها.