عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Jun-2020

قصة الرأي مع أكشاك الصحافة في عمان

 وليد سليمان

الراي - حسن أبو علي, وأحمد كايد, وفتحي العوضي, والمرحوم أحمد حسن الذي غاب مؤخراً في شهر رمضان, وسليمان الحوراني, وأبو حسين سمور... هؤلاء هم أشهر بائعي وموزعي الصحف المحلية في عمان, ولهم تاريخ حافل منذ خمسينيات القرن الماضي بالنشاط الدؤوب ببيع الصحف الأردنية والتجوال بالأقدام أو الدراجات الهوائية في شوارع وأحياء وجبال عمان قديماً-ومنهم ما زال-.
وفي العام 1978 أصبح لهؤلاء العريقين ببيع الصحف أكشاك صغيرة لهم للصحف والمجلات والكتب؛ تقيهم الحر والبرد والتعب.. وعندما صدرت جريدة الرأي في العام 1971 كان الواحد منهم يبيع المئات وربما الآلاف من هذه الصحيفة الأولى في الأردن. وفي لقاءات مع بعضهم وبعض أبنائهم الذين توارثوا هذه المهنة, كانت هذه المشاعر والآراء والعلاقات ليتحدثوا عن جريدة الرأي وزبائن الرأي من قرائها المخلصين لها:
كشك الثقافة العربية
يقول حسن أبو علي صاحب كشك الثقافة العربية:
لا أتصور السوق بلا جريدة، هذا غير معقول، حتى في زمن كورونا.. لقد كان يمكن ان تكون هناك حلول معينة لأجل ذلك، توقف الصحف المحلية الورقية، ومنها جريدة الرأي والتي اعتبرها أهرام الأردن.. لم يمر في تاريخ الاردن ان توقفت الصحف الورقية حتى في أصعب الظروف، ان زبائن الصحف المحلية الاردنية وبالذات الرأي لم يتوقفوا عن السؤال عن جريدة الرأي الورقية يومياً -متى ستعود؟!- منذ أكثر من شهرين.
ففي البداية تفهَّم قُراء الرأي ان تغيب عنهم الجريدة الورقية لمدة أسبوع أو أسبوعين..لكن بعد ذلك ملوا الانتظار واستهجنوا طول الغياب.
وهناك زبائن وقراء لـ الرأي لا يستعملون أجهزة وسائل الاعلام الاجتماعية الإلكترونية الحديثة ولا يحبون متابعة الأخبار المحلية والعالمية منها.. إلا عبر استمتاعهم بلمس أياديهم لورق الصحف فقط.
عودة منتظرة ميمونة لـ الرأي وزميلاتها قريبا ان شاء االله وألف مبروك لعيد تأسيس الرأي الذي سيدخل في السنة الخمسين.
كشك أحمد كايد للثقافة
يقول طارق أحمد كايد:
يجب أن تعود الرأي الورقية أقوى من السابق.. فالقراء يريدون مواضيع جديدة.. ومعلومات وصورا وأحداثا ليست موجودة على وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى التي تورد الأخبار والأحداث بشكل سريع، وربما غير دقيق، وربما بدون استرسال بالتشويق.
الاشخاص الكبار في السن من قُراء الرأي يحبون الجريدة كأنها صديق يقابله يومياً ليُصبِّح بوجهه الجميل عليه.. وكالصديق الذي اعتاد على مرافقته والتحدث إليه بما حدث في الدنيا!! والجريدة تجيب عمَّا حدث من أخبار ومواقف في الوطن والعالم.
كشك الطليعة الثقافي
سامي أحمد حسن المسؤول عن كشك الطليعة والذي أسسه والده المرحوم احمد حسن ابو حسين يقول:
والدي أقدم بائع للصحف المحلية والعربية في عمان منذ العام 1949 في القرن الماضي، كافح كثيراً في توزيع وبيع الصحف الاردنية حتى تقاعد منذ نحو عشر سنوات.
اما بالنسبة لجريدة الرأي فقد كان والدي يعتبرها «ست الكل» وأنا أؤيده بهذا اللقب الجميل، لأن القُراء بالفعل يجدون في الرأي كل شيء, وكل ما يخطر على البال، وفي الرأي كُتّاب وصحافيون ممتازون، وهي جريدة صادقة وسباقة في المعلومات.
وأصبح منذ زمن قديم هناك مدمنون على شراء وقراءة الرأي الورقية.. وفي الفترة الأخيرة عندما توقفت الورقية عن الصدور بسبب جائحة كورونا، ورغم انهم يعرفون السبب وأنه قرار حكومي، فإن العديد منهم يمر يوميا ليسأل: هل عادت الرأي الورقية للصدور؟!.
لأن مثل هؤلاء من قراء الرأي يعشقون مسك وملامسة ورق الجريدة وقراءتها بمتعة, وكأنهم يقومون برحلة يومية حول الاردن والعالم لعدة ساعات، وهؤلاء ما زالوا ينتظرون عودتها بلهفة وشوق.
ويشير سامي احمد حسن الى أهمية تطوير جريدة الرأي وذلك حسب رأيه بأن تستكتب الجريدة بعض الأقلام الصحافية والفكرية الشهيرة من خارج الأردن أيضاً ولو مرة كل اسبوع، وكل مرة لكاتب من بلد عربي آخر، لجذب قراءٍ أكثر.. ولدفع دماء وأفكار وأساليب صحفية جديدة لصفحات الرأي التي لا يقرأها فقط الأردنيون؛ بل المقيمون هنا من عرب آخرين من العراق ولبنان وسوريا ومصر ودول الخليج ودول المغرب العربي واليمن.. الخ.
ويتمنى سامي كذلك ان تظل الرأي تواكب الصدور والمستجدات والآراء المتنوعة والمختلفة حتى تحت الظروف الصعبة؛ لأن الجريدة الورقية شيء مهم جداً في حياة المواطن والمثقف الاردني والعربي.
وكل سنة والرأي بخير ودوام التقدم بعيدها الذي بلغ 49 عاماً.
كشك سمور
يقول حمزة سمور مسؤول كشك سمور للصحف والكتب:
الجريدة الورقية لها هيبة كبيرة لدى القراء، وهذا الامر معروف منذ القِدم.. وما أكد ذلك هو خلال توقف الصحف المحلية الاردنية ومنها الرأي الغراء منذ شهور خلال ازمة الوباء العالمي كورونا.
فقد كان عشاق جريدة الرأي الورقية يسألون وبشوق متى ستعاود الصدور؟! فهم متلهفون لعودة الرأي الى أكشاك الصحف في عمان.
وبمناسبة اقتراب عودة الرأي الورقية الى الصدور فإن لحمزة سمور اقتراحا وهو: ان تتوسع الرأي الورقية في أخبارها حتى لا تكون ما تنشره هو فقط ما يرد في جميع الصحف والمواقع الاخبارية ووسائل التواصل الاجتماعية الاخرى.
أي ان يكون هناك بجانب الخبر التحليل والرأي وإلقاء الأضواء على ما وراء الخبر مثلاً.. حتى تتميز عن الآخرين بنشر الأخبار والاحداث سواء المحلية او العالمية.
أمَّا عن قُراء الرأي فقد أشار سمور الى أنهم أصناف وتعددات من الاهتمامات: منهم من يهتم بالأخبار والمقالات السياسية, ومنهم من يهتم بصفحات الوفيات، ومنهم بإعلانات العطاءات والأعمال، ومنهم بالتبليغات الحكومية والقضائية، ومنهم بالمزادات التجارية.
كشك الحوراني
سليمان الحوراني بائع قديم للصحف منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي قال: لقد كنت قديماً أبيع الصحف المحلية الأردنية بالمئات يومياً.
ومرت فترة قديمة في ثمانينيات القرن الماضي كنت أبيع أكثر من ألف نسخة من جريدة الرأي اليومية، حيث كنت أرسل منها كميات كبيرة الى مطار الملكة علياء الدولي.
وكان الإتفاق مع الجريدة ان أول ألف نسخة من الرأي تذهب الى المطار قبل الساعة الخامسة فجراً حتى يتم توزيعها هناك على الطائرات المغادرة.
ولكن في أيام كان المسؤولون في إيصال الجرائد لي يتأخرون حتى الساعة السابعة صباحاً... وهذا كان يجلب لي الخسارة المادية، حتى أنني امتنعت عن توزيع الصحف المحلية من أجل ذلك.
ثم يتساءل الحوراني لماذا يتم توزيع الصحف على البقالات، فهذا ليس عملها.. بل لأكشاك الصحف والمكتبات، علماً ان مربح الجريدة قليل جداً في الأصل.
ورغم أنني بائع قديم للصحف ولا أبيعها الآن فإنني أتمنى لها دوام التقدم والابتكار والتجديد، والشكر على ما تقدمه من خدمات إعلامية عن باعة الصحف والكتب والاكشاك والمكتبات من قبل صحافييها المبدعين.
** وفي جولة أخرى على بعض المكتبات والبقالات في عمان التي تبيع جريدة الرأي لزبائنها كانت تلك الأحاديث حول جريدة الجريدة:
مكتبة الهدهد
أحمد الهدهد صاحب هذه المكتبة:
إنَّ لجريدة الرأي زبائن معروفين يشترون من مكتبتي يومياً جريدة الرأي بنسخها القليلة، وكذا بعض الصحف اليومية الاخرى.
وعن جريدة الرأي الورقية قال: جريدة الرأي هي الاولى بين كل الصحف الاردنية، لأن فيها كوكتيل الفواكه الطازجة من كل المواضيع, التي تهم مختلف الأمزجة والاهتمامات.
فهناك من يولي اهتمامه بمواضيع أخبار العلاوات والزيادات وعمال المياومات، وشراء وبيع الشقق والمحلات، ثم الأخبار التاريخية والتراثية عن عمان والأردن، وكبار السن من القراء يسألون منذ اسابيع اين جريدة الرأي الورقية؟!.
بقالة نجمة جميل
عبداالله عطية صاحب بقالة «نجمة جميل» قال مبتسماً ومتسائلاً:
تصوَّر ان بعض قراء الرأي الورقية يلحون عليّ بالسؤال أين جريدة الرأي؟! وكأنني أنا المسؤول عن توقفها أو إصدارها.
وكان البعض ممن يشتري الرأي من بقالتي يومياً يبحثون عن أخبار النعي والطلبات القضائية وحتى صفحات التسالي والابراج والاخبار والمواضيع التراثية والفنية والصحية اكثر من السياسية.
ماركت الديار
اما صاحب سوبرماركت الديار فقال:
لديّ زبائني المجاورون ممن يشترون الرأي يومياً كالمحامين والمهندسين وبعض المتقاعدين.. وهناك غيرهم ممن يشتري الرأي في أيام معينة.. لا أدري لماذا! ربما يتابعون صفحات أو مقالات تهمهم في تلك الأيام.