عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Mar-2020

كورونا توقف عجلة العالم.. والصين تبدأ الاستفاقة من “السبات الفيروسي”

 

أوروبا تتجاوز آسيا في عدد وفيات كورونا والبورصات تتراجع رغم وعود بالمليارات
 
باريس – تخطّت أوروبا الأربعاء الصين في عدد وفيات فيروس كورونا المستجد الذي ارتفع إلى ثمانية آلاف في العالم، في حين تشهد البورصات العالمية تدهورا رغم الإعلان عن خطط بمليارات الدولارات لإنعاش الاقتصاد المتعثر بسبب الوباء.
 
وفي الإجمال خلفت الجائحة أكثر من ثمانية آلاف وفاة في جميع أنحاء العالم، ولأول مرة تجاوزت الوفيات في أوروبا عددها في آسيا، في حين تجاوز عدد الإصابات 200 ألف وباتت معظم أنحاء العالم في حالة شلل.
 
واعتبرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الأربعاء أنّ مكافحة فيروس كورونا المستجد تمثّل “أكبر تحد” تشهده ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك في أول خطاب متلفز توجهه إلى الألمان منذ توليها السلطة باستثناء التمنيات التي تلقيها مع نهاية كل عام.
 
وأعلنت بلجيكا الإغلاق اعتباراً من ظهر الأربعاء باستثناء الذهاب إلى الطبيب والمتاجر الضرورية ولممارسة النشاط البدني في الهواء الطلق.
 
وفي أول إجراء من نوعه في البرتغال التي تتهيّا لإعلان حال الطوارئ، عُزلت مدينة أوفار في وسط البلاد.
 
وكان وسط باريس، على سبيل المثال، المعتاد على ضجيج الحياة على جادته الكبرى في المساء، مدينة ميتة ليل الثلاثاء إلى الأربعاء. ولم يُشاهد سوى بضعة أشخاص فرادى هنا وهناك، أحيانًا لإخراج كلب. فيما حركة السيارات متوقفة تقريبا.
 
وأعلنت منظمة اليونسكو أن أكثر من 850 مليون طفل وشاب في العالم اي نحو نصف التلاميذ والطلبة صاروا محرومين من التعليم نتيجة لبقائهم في منازلهم.
 
وأقرت المملكة المتحدة بدورها إغلاق المؤسسات التعليمية بدءاً من الجمعة.
 
وفي الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش الأربعاء، بلغت حصيلة الوفيات 8092 حالة غالبيتها في أوروبا (3422) وآسيا (3384). وفي الساعات الأربع والعشرين الماضية سجلت 684 حالة وفاة جديدة من بين 78766 إصابة، لتصبح أوروبا القارة التي تسجل أسرع تفش للجائحة.
 
وعلى وجه الخصوص، تسجل إسبانيا زيادة كبيرة إذ بات لديها الآن أكثر من 13700 حالة وحوالى 600 وفاة.كما تخطت المملكة المتحدة عتبة المئة وفاة.
 
بدورها، أعلنت إيران الأربعاء عن 147 حالة وفاة إضافية، ما يعد رقماً قياسياً جديداً في يوم واحد في بلد من بين الأكثر تضررا من الوباء، حيث بلغ إجمالي الوفيات 1135 حالة.
 
وبعد أن انطلق من وسط الصين في نهاية عام 2019، سجل فيروس كوفيد-19 أول حالة وفاة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في بوركينا فاسو.
 
وفي السياق، دعت منظمة الصحة العالمية الأربعاء إفريقيا الى “الاستفاقة” لمواجهة الخطر المتمثل بالفيروس، مشيرة الى أن القارة يفترض أن تستعد “للأسوأ”.
 
وبرغم المليارات التي تعهدت دول بضخها من أجل تخفيف التداعيات عن الاقتصاد العالمي، شهدت البورصات الأوروبية تراجعاً بعد القفزة التي عرفتها مساء الثلاثاء.
 
ولقد كان يتوقع أن تطمئن مثل هذه الإعلانات الأسواق أيضاً في الولايات المتحدة، لكن مؤشرات بورصة وول ستريت سجّلت الأربعاء مزيدا من الخسائر.
 
وخفض العديد من البنوك المركزية الفائدة وأعلن العديد من الدول الكبرى خطط دعم كبيرة ولكن طالما يواصل الفيروس انتشاره، تبدو الأسواق مشككة في جدوى مثل هذه التدابير، حتى بعد أن وضع البنك المركزي الأوروبي الثلاثاء أكثر من 100 مليار يورو من السيولة في متناول البنوك.
 
وأقرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بأن السياسيين “قللوا” من حجم الخطر الذي يمثله وباء كورونا المستجد، في مقابلة نشرتها صحيفة بيلد الألمانية. وقالت فون دير لايين، “لقد فهمنا أن كل هذه الإجراءات التي بدت قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع قاسية ومجحفة، يجب اتخاذها الآن”، مشيرة إلى أن أوروبا هي “في الوقت الحالي بؤرة الأزمة “.
 
وفي المدى القريب، تداعى وزراء النقل الأوروبيون لعقد مؤتمر عبر الفيديو الأربعاء لمناقشة حالة القطاع المتأثر بالأزمة الصحية، في حين تعاني شركات الطيران من تدابير الإغلاق وشل حركة السفر التي فرضت لاحتواء انتشار الوباء العالمي. وأعلنت الحكومة الإيطالية من جانبها أنها مستعدة لتأميم شركة الخطوط الجوية أليطاليا، المتخبطة منذ سنوات.
 
وفي مؤتمر صحافي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، قدم نفسه على أنه رئيس “زمن الحرب”، وتحدث عن المعركة على “الفيروس الصيني”، في عبارة مثيرة للجدل.
 
وأعلنت إيطاليا، الدولة الأكثر تضررا من الوباء في الاتحاد الأوروبي عن مساعدات بقيمة 25 مليار يورو. وفي فرنسا، أعلنت الحكومة عن خفض أو تأجيل أو إلغاء رسوم تصل إلى 32 مليار يورو في شهر آذار/مارس وحده. ولم يستبعد رئيس الوزراء إدوارد فيليب تأميم شركات إذا لزم الأمر.
 
أما الدولة الإسبانية، فستضمن ما يصل إلى 100 مليار يورو من قروض الأعمال.
 
من جانبها، قالت لندن إنها ستقدم ضمانة الدولة على قروض الشركات التي تصل إلى 330 مليار جنيه استرليني (363 مليار يورو)، ومساعدات بقيمة 20 مليار جنيه استرليني.
 
وهكذا يلوح صانعو القرار السياسي بالمليارات في وجه عالم توقفت عجلته ويتعلم الانكفاء في المنزل أو أن يحمل شهادة تتيح له التنقل، تحت رقابة الشرطة.
 
وفي السياق، يتواصل إلغاء الفعاليات والأحداث الثقافية وآخرها مسابقة يوروفيجن للأغنية التي كانت مقررة في أيار/مايو في هولندا.
 
ولم يتخذ بعد قرار بشأن ألعاب طوكيو الأولمبية التي يفترض أن يتنافس فيها 11 ألف رياضي. لكن مباريات يويو-2020 لكرة القدم أجلت لسنة، ومباريات رولاند غاروس لكرة المضرب إلى الخريف.
 
ومن ضمن جملة التوصيات الصحية العالمية حول تجنب الاختلاط قدر الإمكان، ذكّر البابا فرنسيس الأسر المعزولة بأهمية القيام ببادرات “تنم الرأفة” عبر تقديم “طبق ساخن” أو حتى “اتصال هاتفي”، وفق ما جاء في مقابلة معه نشرت الأربعاء في صحيفة لا ريبوبليكا اليومية.
 
وبينما تختبئ أوروبا، تخرج الصين بحذر من سباتها الفيروسي: فهنا يقترب عدد الإصابات الجديدة من الصفر كل يوم، فيما تشهد البلاد مظاهر الحياة تدب فيها.
 
وخارج مقاطعة هوبي، التي انطلق منها فيروس كوفيد-19 ولا تزال في الحجر الصحي، بدأت المحلات التجارية التي ظلت مغلقة طيلة شهرين تقريبًا، تفتح أبوابها تدريجيًا، وبدأ عشاق التايتشي يمارسون من جديد فنهم في الأماكن العامة.
 
وقال زانغ مين، رجل الأعمال البالغ من العمر 50 سنة والذي شوهد في متنزه في شنغهاي “لقد سيطر علي الخوف. الآن كل شيء على ما يرام. الحال ليست كما هي عليه في الدول الأجنبية حيث يتهافت الناس على المتاجر الكبيرة ويفرغون رفوفها”.
 
لكن ارتداء القناع الواقي لا يزال معتمداً وكذلك قياس درجة الحرارة عند دخول أصغر سوبر ماركت. -(أ ف ب)