عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-May-2019

ألعاب التاج - ناحوم برنیاع
یدیعوت أحرنوت
 
”ھذه ھي المظاھرة الأولى في حیاتي“، قال رئیس المعارضة بني غانتس. ھذه ھي المظاھرة
الأولى في حیاتي، اعترف أیضا تل روسو، النائب حدیث العھد في كتلة العمل. كلاھما، استرقا
نظرة إلى معسكر ھیئة الأركان، خلف الشارع، الذي كان على مدى السنین مكان عملھما، مجموعة
من المواقف، في واقع الأمر. أما ثقافة المظاھرات – الكفاحیة، الاستفزازیة، الفظة، فغریبة علیھما.
عمیق في الداخل ھما لیسا سیاسیین. وھما في فترة تكیف.
ھكذا حصل في المظاھرة أمس، المظاھرة الأولى بقیادة أزرق أبیض، كان الجمھور سیاسیا أكثر،
حارا ومتحمسا أكثر، من قسم من الأشخاص الذین أرادوا حثھ من المنصة. وفي الجمھور برز
المتظاھرون القدامى من میدان غورن في بیتح تكفا، أولئك الذین یرفعون في كل حدث یافطات
”رئیس المجرمین“ ویھتفون بایقاع ”بیبي إلى السجن“ .
لقد أخطأ المنظمون حین اتخذوا موقع المظاھرة في شارع المتحف ولیس في میدان رابین. فالساحة
كانت أضیق من أن تحوي الجماھیر التي جاءت، بین عشرة آلاف وعشرین ألفا ممن جاءوا. كان
مكتظا جدا لیس فقط في الساحة، أمام المنصة بل وأیضا على طول جادة شاؤول الملك، من شارع
وایزمن حتى شارع دیفنشي. البشرى الطیبة، من ناحیة نتنیاھو، ھي أن ھذا كان الجمھور نفسھ،
بالكمیة وبالنوعیة، الذي جاء للمظاھرة الكبرى ضده في جادة روتشیلد، في كانون الاول 2017.
من السھل تمییزه: كبیر في السن، من مركز البلاد، اشكنازي.
أما البشرى السیئة، من ناحیة نتنیاھو فھي أن المتظاھرین لا تقودھم ھذه المرة عصبة صغیرة،
ناطقون بلسانھا ھم میني نفتالي والداد ینیف، بل تقودھم كتلة من 35 نائبا في الكنیست. صراعھم
ضد التشریع لإنقاذ نتنیاھو ھو أجندتھم. ھذا ما یوحدھم في ھذه اللحظة. یمكن أن نضیف إلى القائمة أیضا ستة نواب العمل. ھم أیضا لیس لدیھم أجندة أخرى. ومع الكتل العربیة ومیرتس فان ھذه
الجبھة تمثل قوة – برلمانیة، جماھیریة، قانونیة. النائب عوفر شیلح من أزرق ابیض، الذي یترأس
القیادة المشتركة للاحزاب والتي تشكلت لھذا الكفاح، یؤمن بان ھذه القصة ستستمر شھرین، مع
احتمال جید لإحباط مشاریع القانون.
كل ھذا على افتراض ان نتنیاھو سیشكل حكومة حتى یوم الاربعاء. اذا لم یشكلھا فان كل مشاریع
القوانین المناھضة للدیمقراطیة من تأسیس سموتریتش، میكي زوھر، یریف لفین، ونتان ایشل
ستختفي وكأنھا لم تكن.
المفتاح، مثلما في مرات سابقة في الماضي، ھو في ید افیغدور لیبرمان. لیبرمان ھو سیاسي یعرف
كیف یوتر الآخرین ویسلي نفسھ. ھو لیس استراتیجیا – ھو لاعب قمار. فبذكاء شدید نجح في أن
یصل إلى مفترق یبدو في ھذه اللحظة مثل الكسب المتبادل. اذا ما تراجع الاصولیون أمام إملائھ في
موضوع قانون التجنید فھو سیبدو كمن انتصر على الحاخام من غور. فقد خضع نتنیاھو بكل
إملاءات الادمور – اما لیبرمان فأنزلھما كلیھما على ركبتیھما. اذا لم یستسلم الاصولیون فانھ
سیركض نحو الانتخابات فیما یعتبره الجمھور بأنھ المعقل الأخیر للعلمانیة. وأصوات ذھبت في
الماضي الى لبید ستذھب الیھ – أزرق أبیض ھو حلف یغازل الاصولیین، لا یصطدم بھم. لدیھ
احتمال جید للعودة لأن یكون لسام المیزان بل وربما یتعزز بآییلت شكید، ھذه المرة بلباس یمیني –
علماني. من یفترض أن یدفع ثمنا باھظا على انتخابات جدیدة ھو بالذات نتنیاھو. فھو سیتعین علیھ
أن یتنافس بعد أن أھین بتنازلات مبالغ فیھا لثلاثة أحزاب لیست محبوبة في جمھوره – یھدوت
ھتوراة، شاس والسموتریتشیین. وأكثر من ھذا: توجد ذریعة قضائیة للتشكیك بمجرد ترشیحھ
لرئاسة الوزراء: القانون الذي یقضي بأن رئیس الوزراء یمكنھ أن یتولى منصبھ حتى قرار حكمھ
لیس بالضرورة نافذ المفعول بالنسبة لمرشح لرئاسة الوزراء تحوم فوق رأسھ لائحة اتھام. مثلما في
العاب العرش ھنا ایضا، یخیل أن الفصل الأخیر في قصة تشكیل الحكومة سیكون الفصل مخیب
الآمال لننتظر ونرى