عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Sep-2021

عمان ودمشق.. عودة تدريجية للعلاقات

 الغد-زايد الدخيل

 يرى مراقبون في زيارة وزير الدفاع السوري العماد علي أيوب للأردن، أول من أمس، بمثابة عودة تدريجية للعلاقات الطبيعية بين البلدين، خصوصا وأن الزيارة هي الأعلى مستوى بين الطرفين منذ بدء الأزمة الداخلية في سورية العام 2011، فيما توقعوا تبادل زيارات أخرى، ولقاءات مشتركة بين مسؤولين من كلا الطرفين خلال الأسابيع المقبلة لبحث ملفات اقتصادية في مجال الطاقة والمياه والزراعة.
وبحث خلال لقاء رئيس الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي ووزير الدفاع السوري، تنسيق الجهود لتأمين الحدود المشتركة، والأوضاع في الجنوب السوري، ومكافحة الإرهاب ومواجهة عمليات التهريب وخاصة المخدرات.
وأكد الجانبان خلال لقائهما استمرار التنسيق والتشاور المستقبلي إزاء مجمل القضايا المشتركة.
وتأتي هذه الزيارة بعد حوالي ثلاثة أشهر على زيارة قام بها وزيرا النفط والكهرباء السوريان إلى العاصمة عمان لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة. وكانت تلك أول زيارة لوفد حكومي سوري إلى الأردن منذ سنوات.
وفي هذا الصدد، يرى السفير السابق احمد مبيضين ان زيارة العماد أيوب للأردن تأتي في أعقاب هجوم كبير شنه الجيش السوري في جنوب البلاد، واستعادته آخر معقل للمعارضة هناك حول مدينة درعا، قرب الحدود مع الأردن، في إطار هدنة شاركت في مفاوضاتها روسيا، وأسفرت عن منع المليشيات المدعومة من إيران من توسيع نفوذها في المنطقة وتواجدها قرب الحدود الأردنية.
وأضاف مبيضين أن الأردن “يعتبر من بين دول عربية قليلة أبقت على علاقاتها واتصالاتها مع سورية عقب اندلاع الأزمة السورية العام 2011، لكن هذه الاتصالات كانت محدودة”.
وتستضيف المملكة نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، بينما تقدر الجهات الرسمية عدد الذين لجؤوا إلى الأردن منذ اندلاع النزاع في سورية، بنحو 1,3 مليون.
بدوره يرى السفير السابق سمير مصاروة ان زيارة الوزير السوري التي تعد الأعلى مستوى بين الطرفين منذ بدء الأزمة السورية، تشير إلى عودة تدريجية للعلاقات الطبيعية بين البلدين، متوقعا تبادل زيارات أخرى، ولقاءات بين وزراء أردنيين وسوريين خلال الأسابيع المقبلة في العاصمة عمان لبحث ملفات اقتصادية بين البلدين في مجال الطاقة والمياه والزراعة.
وكانت عمان استضافت اجتماعا في الثامن من أيلول (سبتمبر) الحالي لوزراء الطاقة في مصر، وسورية، ولبنان لبحث سبل تعزيز التعاون لإيصال الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سورية.
وتأتي تلك التطورات بعد قطيعة استمرت سنوات، إثر موقف عمّان من الأزمة السورية التي اندلعت العام 2011، ما أدى إلى إغلاق الحدود بين البلدين العام 2015 بعد أن سيطر مسلحو المعارضة على جزء واسع من المناطق السورية المحاذية للحدود مع الأردن.
وفي العام 2018 أغلق معبر جابر نصيب بين البلدين، الذي يعد شريانا اقتصاديا مهما للبلدين باتجاه دول الخليج، وأدى إغلاقه إلى تراجع التبادل التجاري بين الأردن وسورية.
من جهته، يقول العميد المتقاعد حافظ الخصاونة إن المحادثات العسكرية بين الأردن وسورية تناولت تنسيق الجهود لضمان أمن الحدود، والأوضاع في الجنوب السوري ومكافحة الإرهاب، ومواجهة عمليات التهريب عبر الحدود، وخاصة تهريب المخدرات الذي تصاعد بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.
وتطرق الخصاونة الى الرؤية الأردنية في التعامل مع الأزمة السورية التي تتلخص بالتعاون مع الدول العربية والمجتمع الدولي لإعادة سورية إلى الحضن العربي، خاصة ان النظام السوري من خلال الدعم الروسي والإيراني استطاع أن يستعيد السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي، وبالتالي أصبح واقعاً لا بد من التعامل معه وإعادته إلى جامعة الدول العربية.
وكان الجيش السوري سيطر الشهر الحالي على حدود بلاده مع الأردن كاملة، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي المعارضة وتوقيع اتفاقات تسوية أدت إلى تسليم أسلحتهم.