عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Apr-2021

من أوراق المئوية: وثيقة استسلام «الهاجناه» *محمد يونس العبادي

 الراي

من أبرز الوثائق التي تبعث بالنفس الأردنية الإعتزاز، وثيقة تعود لحرب عام 1948م، هي وثيقة استسلام «الهاجناه» للجيش العربي، وتروي جانباً من بطولاته في الدفاع عن فلسطين، والقدس.
 
وتقول الوثيقة في مطلعها: «بناء على الطلب المقدم من يهود القدس القديمة للاستسلام قدم الفريق الأول (أي الجيش العربي) الشروط، فقبلها الفريق الثاني (أي الهاجناه في القدس القديمة)».
 
وفرض الجيش العربي خمسة شروطٍ على عصابة الهاجناه في القدس، وهي: إلقاء السلاح وتسليمه من قبل العصابة، أخذ جميع المحاربين من الرجال أسرى حرب.
 
بالإضافة إلى «السماح للشيوخ من الرجال، والنساء والأطفال ومن جراحهم خطيرة بالخروج إلى الأحياء اليهودية في القدس الجديدة بواسطة الصليب الأحمر»، وتعهد الجيش العربي بحماية أرواح جميع اليهود المستسلمين.
 
والنقطة الخامسة بالوثيقة التي وقعها نيابة عن الجيش العربي عبدالله التل وعن عصابة الهاجناه قائدها في القدس القديمة (موشيه روزنك)، جاء فيها: «يحتل الجيش العربي الأحياء اليهودية في القدس القديمة».
 
ووقعت وثيقة الاستسلام التي فرضت شروطها على قاطني حارة اليهود بالقدس بتاريخ 28 أيار عام 1948، أي بعد (13) يوماً من بدء مجريات الحرب، التي كانت فيها تمثل عصابة الهاجاناه القوة الضاربة للصهيونية.
 
وتؤكد شروط الوثيقة وخاصة المتعلقة منها بالجوانب الإنسانية حيث السماح للشيوخ من الرجال والنساء والأطفال بالخروج بواسطة الصليب الأحمر على أخلاقٍ عالية وانسانية.
 
وهذه الوثيقة شاهدة على بطولات جيشنا العربي في حرب عام 1948 بفرض شروطه على هذه العصابة.
 
ان هذه الذاكرة تحمل بعضاً من بطولات الجيش العربي في فلسطين، ودوره في صون القدس، خاصة في حرب عام 1948 التي ما زالت ماثلةً في الوعي الوطني الأردني.
 
لقد جاءت هذه الوثيقة وتوقيعها، إثر معارك اللطرون التي خاضها جيشنا العربي، في الفترة ما بين 15 أيار حتى 18 تموز 1948م، وهي إحدى معارك القدس في الحرب العربية الإسرائيلية، كما تبعها معارك باب الواد، والتي من خلالها تم تحرير القدس، واستحق بعدها لقب الجيش المصطفوي حيث اطلق من لدن المغفور له الملك المؤسس(طيب الله ثراه).
 
لقد خاض جيشنا العربي، وتشكلت عقيدته العروبية، وهي تتجه إلى فلسطين، والقدس... ونحن اليوم، نحتفي بمئوية الدولة فإن الحاجة هي إلى اصدار سجلٍ وطنيٍ لأبرز الوثائق التي تعبر عن الأردنيين، بدءاً بوثائق الإمارة ووثائق الحروب التي خاضها جيشنا العربي، وسواها من الشواهد التاريخية.