عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Jan-2021

القرن العربي*عبد اللطيف العواملة

 الدستور

تولد نهضة الامم من رحم الازمات. وعالمنا العربي عاش في القرن الماضي ازمات متلاحقة ومتراكمة تجلت في العشرين عاما الاولى من القرن الواحد والعشرين بمزيد من التدهور، الى ان جاءت لحظة كوفيد19 لتعصف بالجميع.
 
الازمات قد تشعل شرارة اليقظة، ولكنها بحاجة الى بئية مكتملة من اجل التحول النوعي، ولحظة وعي جمعي فيها يقظة حقيقية. يقظة تعيد التفكير في المسلمات وتطرح الاسئلة الرئيسية الكبرى. 
 
و مع تنوع التجارب التي خاضها العالم العربي في العصر الحديث، الا انها بالمجمل لم تنجح في تحقيق نهضة مستدامة. لم تقدم لغاية الان منظومة فاعلة لعلاقة الفرد بالمجتمع والدولة، وكيفية بلورة الاهداف الحكومية. 
 
فهل يشكل عام 2021 بارهاصات الماضي البعيد والقريب لحظة عبور تاريخية نحو قرن عربي جديد فيه ثورة ثقافية عميقة تعيد للوعي العام عنفوانه؟ ازمة كورونا الاخيرة، وتداعياتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية شديدة التاثير، يمكن ان تتبلوراليوم لتشكل اللحظة التاريخية المنشودة للتغيير الايجابي في الفكر. مطلوب من مفكرينا، وعلماء الاجتماع والفلسفة وغيرهم، ان يضعوا اطرا ونماذج فكرية من اجل تغيير حقيقي ينبع من قيم سامية صالحة للتطبيق وقابلة للتوافق.
 
علينا ان نتذكر ان مستهلك المعرفة العالمية لا يتساوى مع منتجها. والمستهلك لا يبادر. علينا ان نعود الى المربع الاصلي وهو الفكر والمعرفة، وتحديد مساهمتنا العالمية في ذلك. نحن في امس الحاجة الى عصر تنوير عربي حقيقي حتى نخرج من المراوحة التي نعيشها منذ عقود. فهل لنا ان نحلم بان يكون من اهم معالم القرن الواحد والعشرين هي نهضة عربية انسانية وفكرية تضيف قيمة حقيقية للعرب وللعالم؟ لنحلم قليلا ونعمل كثيرا، من اجل قرن عربي.