عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Jun-2019

المواجهة بین واشنطن وإیران – سیناریوهات ومعان - الداد شفیت وسیما شاین
ھآرتس
 
تجري المواجھة بین الولایات المتحدة وایران عملیا على مستویین متوازیین: 1 – استعراض القوة ومحاولة الردع – تتمسك الادارة الامیركیة بسیاستھا لاستخدام ”الحد الاقصى من الضغوط“ على ایران، فتواصل فرض المزید فالمزید من العقوبات وتمارس الضغوط على الدول المختلفة لتنفیذ تلك التي سبق أن فرضت. وبالتوازي، اطلقت الادارة رسائل تحذیر لایران بما في ذلك تعزیز القوات البحریة والجویة في منطقة الخلیج. أما ایران من جھتھا فأعلنت بانھا ستبدأ بتقلیص التزاماتھا في اطار الاتفاق. وبالتوازي عملت ایران من خلال حلفائھا على ان تجسد بالملموس قوة الضرر التي لدیھا من خلال تخریب ناقلات في میناء الفجیرة وضرب بنى تحتیة لانتاج النفط لدى ارامكو في السعودیة. ومع ان مستشار الامن القومي الامیركي جون بولتون وعد بان تقدم الادارة لمجلس الامن ادلة على مسؤولیة ایران عن اعمال التخریب، ولكن اتحاد الامارات والسعودیة والنرویج التي تضررت ناقلاتھا اكتفت بالاشارة الضمنیة الیھا كمسؤولة عن العملیة، وبلا أدلة.
2 – الجھود للعثور على قنوات حوار – الھدف المعلن للرئیس ترامب منذ بدایة الخطوات ضد ایران كان وما یزال اجبار طھران على الموافقة على المفاوضات على اتفاق محسن. وامكانیة وجود قنوات اتصال سریة مع ایران و/او تبادل للرسائل بین الدولتین. بین العناصر المركزیة كوسطاء محتملین توجد سویسرا، المانیا والعراق. وفي ھذا السیاق یذكر أنھ قریبا سیزور طھران رئیس وزراء الیابان وعلم انھ سیلتقي بخامینئي، استمرارا للقاءاتھ في طوكیو مع الرئیس ترامب الذي طلب منھ ان ینقل رسائل الى ایران.
الى جانب مساعي الجھات المختلفة لایجاد قنوات اتصال یواصل ترامب خطا علنیا للتھدئة وتبدید
التوتر في ظل الایضاح بان الولایات المتحدة ”لا تستھدف تغییر النظام في ایران“، وانھ ”اذا كانوا یریدون الحدیث معنا فنحن نرید ایضا. احد لا یرید ان تحصل امور فظیعة، ولا سیما أنا“.
الایرانیون ھم ”امة عظمى“ وللجمھوریة الایرانیة ”احتمال بان تكون دولة عظمى تحت القیادة
الحالیة.
ومع أن الزعیم الایراني شدد بان ایران لن تتفاوض مع الولایات المتحدة، ولكن في رسالة أرق قال
ان ایران مستعدة للبحث مع كل طرف آخر ”بمن فیھم الاوروبیون“. واشار الرئیس روحاني الى أن
ایران ستوافق على الحوار اذا احترمت الولایات المتحدة الاتفاق ورفعت العقوبات. وقال وزیر الخارجیة محمد ظریف ان الحوار لا یمكن أن یتم الا اذا ”تصرف الامیركیون باحترام“ تجاه ایران.
في كل الاحوال یبدو أن السیاسة الجدیدة التي تبنتھا ایران كبدیل عن ”التسامح“ الذي ابدتھ حتى
الان، تستھدف اساسا التجسید للولایات المتحدة ولغیرھا ممن وقعوا على الاتفاق للاثمان المتوقعة
من استمرار العقوبات او محاولة تشدید الضغط خدمة للمفاوضات. ولھذا الغرض تتخذ ایران خطوات تدریجیة على مدى الزمن تعزز الرسالة بان خرق الاتفاق سیؤدي الى انھیاره، وذلك دون ان تتبنى منذ الان خطوات بعیدة الاثر، كتقیید الرقابة مثلا.
سیناریوھات محتملة
في النقطة الزمنیة الحالیة وعلى اساس التقدیر بان ایران غیر معنیة ”بتحطیم الاواني“ یحتمل أن
تتطور ثلاثة سیناریوھات اساسیة تالیة. كل واحد منھا قد یؤدي الى التصعید في التوتر في منطقة
الخلیج:
3 – استمرار التآكل التدریجي والحذر في الالتزام الایراني بالاتفاق مع التشدید على العودة الى
تخصیب الیورانیوم بنسبة تصل الى 20 في المائة. وبالمقابل، اصرار الادارة الامیركي على تنفیذ
العقوبات بل وتشدیدھا، بتقدیر أو أمل ان تجلب ایران الى طاولة المفاوضات. ومعقول أن یطلق
الشركاء الاوروبین، على نحو لا مفر منھ، الرسائل الى ایران بانھم مضطرون للانضمام الى العقوبات.
4 – تراجع ایراني سریع عن الالتزامات بما في ذلك التراجع عن تنفیذ البروتوكول الاضافي لوكالة الطاقة وتقلیص كبیر للتعاون معھا. في ھذا السیناریو سیكون رد غیر موحد من الاسرة الدولیة. فالدول الاوروبیة سترى في الوضع الجدید خطرا، والخیار الوحید لدیھا ھو الانضمام الى الولایات المتحدة وفرض العقوبات على ایران. ویحتمل ھنا أن ”تتفھم“ روسیا والصین دوافع ایران وطالما بقیت ایران تحت رقابة الوكالة وفي طار اتفاق منع انتشار السلاح النووي، فانھما ستفضلان مواصلة العلاقات معھا.
5 – العودة الى مفاوضات جدیدة مع إدارة ترامب. یمكن لھذا السیناریو ان یتحقق ایضا كتطور لواحد من السیناریوھین اعلاه. ھذا ھو المسار المفضل لدى الولایات المتحدة ویمكن ان نفترض بانھ في الرسائل السریة التي تنقلھا الى ایران، لا تفصل اھدافھا النھائیة في المفاوضات.
المعاني
رغم التوتر بینھما، یبدو أن الولایات المتحدة وایران غیر معنیتین بالتدھور وان الخوف من سوء التقدیر یلزمھما بابداء الحذر واتخاذ الوسائل لضمان الا تنزلق الخطوات المتخذة الى صدام واسع بینھما. فالادارة الامریكیة والرئیس ترامب اساسا یبدیان منذ الان قدرا معینا من الاحباط لعدم النجاح في استخدام العقوبات في مسار دبلوماسي یعطي نتائج. فقرار ایران العودة الى النشاطات النوویة سیضع الادارة في معضة بشأن ردود افعالھا. في كل الاحوال، فان المنطق الذي عملت الادارة على اساسھ حتى الان لا یبدو أنھ تضمن حاجة للاضطرار الى ردود فعل عسكریة. رغم ان ھذا الموضوع یذكر بین الحین والاخر في التصریحات، یبدو أنھ من ناحیة الرئیس ترامب على الاقل یعد ھذا رفعا للعتب بینما ھو غیر معني بھ. مع نھایة 2019 ستدخل الساحة الامیركیة الى سنة انتخابات للرئاسة مشكوك أن تسمح للادارة باختیار ھذا الخیار الذي ھو على قدر كبیر من التطرف واثارة للخلاف.
من ھنا الانطباع بانھ الى جانب الضغوط التي تستخدمھا ایران والولایات المتحدة الواحدة على الاخرى، بالتوازي توجد عملیة تبادل للرسائل على شروط المفاوضات. یمكن أن نلاحظ تلمیحات طفیفة لامكانیة ان توافق ایران على مفاوضات اولیة – اذا ما سمحت الولایات المتحدة لھا ببیع
النفط. ومجرد بدء المفاوضات سیسمح لایران بالتسویف على أمل أن یكون الرئیس ترامب رئیسا
لولایة واحدة. ومجرد وجود المفاوضات سیؤدي الى تقلیص الضغط على ایران؛ وكل المحافل الدولیة المعارضة للعقوبات الامیركیة ستسرھا العودة الى الوضع الطبیعي مع ایران؛ وفي ادارة ترامب ستتعزز المصلحة في النجاح في تحقیق اتفاق افضل من اتفاق اوباما والاثبات بان الاتھامات على اوباما بانھ كان رقیقا فحقق ”الاتفاق الاسوأ أبدا“ – كانت صحیحة.
على اسرائیل أن تأخذ بالحسبان الفوارق المحتملة بین مصلحتھا وبین المصلحة الامریكیة وحقیقة
أن مجال مناورة الادارة الامیركیة اكبر من مجالھا واھداف ترامب في كل واحد من السیناریوھات
ولا سیما المفاوضات ستكون مختلفة بكل المستویات، حین یكون التحدي المركزي لإسرائیل ھو
ضمان ان تكون الادارة تتحدث بصوت واحد وان تكون السیاسة مع ایران تستجیب لمصالح الدولتین.