سلامة يكتب: امريكا .. وبؤس الحضارات !!
عمون -
أحمد سلامة
حيرني امران (لطمية بعض الكتبة الوطنيين) وخرعتهم من عودة نتنياهو لمكتب الرئاسة في دولة يهود!!! وكاننا كيان ورقي ننتظر ان يحدد مصيرنا مارق او سارق او احمق من خارج او من داخل هذا الوطن….
ان شاء الله الف نتنياهو يركب يهود وقرارهم.. ماذا يعني لنا هذا ؟!
ان زخة من رصاص فلسطيني في احدى ازقة المدينة العتيقة في نابلس تبلبل كل ذاك الكيان المجنون بالتطرف تكفينا راحة لننسى ان لنا حدودا مع يهود ولو وقعت مواجهة بين الاردن ويهود (ليتها ان تقع) صحيح بعورونا لكن يكون ذلك اخر لحظة في وجودهم كدولة
تلك قصة اخرى ساعود لتناولها قريبا لسبب ان معالي الاخ الغالي صالح رشيدات قد زودني برسالة الكترونية قبل لحظات من كتابتي لهذا المقال… قد جعلني اصرف النظر عن (معالجة التشنج الوطني لدى البعض من عودة الابن اليهودي الضال لسدة حكم يهود) واكتب في امر مشروع الحضارة الامريكية، التي باشرت من وجهة نظري رحلة النزول الذي قد يأخذها حد الانتهاء في الثلاثين سنة القادمة …!!
معالي الاخ صالح رشيدات تشرفت بلقياه، في طلال محمود الكايد رحمه الله، في زمن اردني كان الكبار يقدمون فيه الطالعين بالحياة للكبار ذلك زمن مضى وانقضى واضحى الصغار يعرقلون الكبار ويقاتلون لاعدام ذكر من يكبرهم في الوعي والمسيرة..
التقيت بـ صالح شفيق رشيدات ضمن اماسي محمود الكايد التنويرية مطلع تسعينيات القرن الفارط، ضمن الحلقة الذهبية التي جمعت كل ابناء الذوات في الضفتين، دولة ال طاهر المصري نبيل نابلس، واول فتنة صباياها، وحكيم عمان ومروان الحمود بن عبد الحليم النمر
صورة الوحدوي السلطي السامي وفارس سليمان النابلسي، الذي كان تحفة في التعبير عن ذكرى والده، وطيب خلقه. وصالح شفيق رشيدات، ابن الشفيق وكفى..
كذلك فان ممدوح العبادي وبرغم انه ينتسب الينا نحن عبابيد الضفتين اكثر من انتماءه لفئة ابناء العز قد كان عضوا رئيسا تسلل بوعيه ومثابرته ووطنيته النقابية، فاقتحم هذا العالم الذي كان مغلقا على ابنائه..
وصالح فوق هذا وقبله هو ابن الذي كان والعم صالح الشرع ابو كمال، في ضيافة المحروسة وزعيمها ابان تفاوت الرؤى بينهما وبين الدولة قبل ان يؤوبا اليها بكل شرف واباء، وكانا مثل اخوة ونحن بانتسابنا لعشيرة واحدة تجمعنا بال الشرع (سلامة) قد ورثنا حب ال شفيق وحب ذريته من حب العم ابو كمال له…
كل ذلك من مواريث ابو العزم (محمود الكايد) الذي تشرفت به، حين قدمني لهم وصرت مع الايام احس ولو من جانبي بروح صداقة حميمة مع كل واحد منهم رحم الذي فاتنا منهم واطال في عمر من بقي..
بعث الي معالي الاخ العزيز صالح رشيدات… باخر نتائج الانتخابات الامريكية!؟ بصرف الاهتمام عن النتيجة النهائية فان ما يمكن التعمق في فهمه ان انقساما حاسما قد افرزته تجربة ترامب في رئاسة امريكا وقد وصل هذا الانقسام حد الفضيحة العلنية..
امريكا في وجدانها لم تعد واحدة لقد انقسمت تحت طرقات الجنون والاستعلاء والانعزالية التي قاد فيها امريكا انسان جاء من قاع حياة
مسابقات ملكات الجمال والابراج والاسهم ولا وعي له في الحياة..
واكاد اقول بشيء من البوح ان اي مجتمع ينزلق الى هذه القيم في اداراة الدولة اية دولة كما كتب الكندي المستنير الدكتور الان دونو في كتابه الخارق (نظام التفاهة).. هذي القيم من تجار السوق ومولدي التمويل الاجنبي، واولاد البورصات والعقارات والاسهم المشبوهة والاستثمارات الوهمية وتجار قطع السيارات، وغيرها ستؤدي في النهاية الى ازمنة صعبة…
ذلك لان الدولة الوطنية التي ولدت من رحم معاهدة ويستفاليا المترنيخية، لا تحتمل هذا التبديل الامريكي القسري على ادوات الحكم ورجاله وتجعل من ممثل (تيرسو) رئيسا لدولة في فم النووي ويضع رأسه في رأسها وتغدق عليه امريكا المليارات في عدة اشهر
بعد ان ترك وطنه فريسة للعتمة والبرد ورجع به الى عصور خلت من الفحم الحجري والحطب…
هذا هو زمن التفاهة الامريكي الذي انهى عصر الرواد مثل (لنكولن، وروزفلت، وكارتر، وايزنهاور) واستبدل كل ذلك بممثل احترف الترويج لنوع من الصابون وانتهى بتاجر ابراج ومسابقات ملكات الجمال..
زمن التفاهة هو الذي جعل من امريكا التي دمرت معنى الاسرة المقدسة في اوروبا عبر اشتراطات مشروع مارشال لتعمم فكرة الفردية الحمقاء التي تخلو من الروح تنقسم هذا الانقسام العمودي وبدل ان تظفر بوعي اوروبا الثقافي (بصرف النظر عن روحها الاستعمارية) راحت تحطم شبابيك المعبد واحدا واحد
لقد افرغت اوروبا من روحها ثم راحت لتدك اليابان بالنووي لتنتهي من اسطورة الساموراي، بافتراض ان اية عراقة او اصالة في الكون هي حكما ضد امريكا !؟
اي سخافة هذه !؟
ثم تفرغت للاتحاد السوفياتي (فدبكته عبر حروب دامية مع حلفائها العرب النفطيين السابقين وانور السادات معهم) واستنزفته حتى الالغاء واليوم تخطط للانقضاض على (الرياض) بل وباشرت ذلك عمليا لسبب سمج سخيف انها تريد خوض حرب اوكرانيا من جيوب عرب النفط !؟
ثم سطت على قيم العرب الاسلامية السمحة النبيلة، وجعلت من داعش صورة نمطية للعربي وليس للمسلمين لان ايران المسلمة وتركيا المسلمة قد كانتا شركاء في احياء وبلورة فكرة التطرف والدموية والتزويج النكاحي الذي هو فكرة يهودية لا دخل للاسلام ولا العروبة فيها…
وتكمل امريكا الانقضاض على العرب بجعل حفنة من يهود في بعض فلسطين تنعم بمتعة تدمير العراق والقضاء على سوريا وهدم ليبيا وتقويض مكانة مصر فقط حتى يبقى كم مليون يهودي توطنوا ظلما في فلسطين ينعمون بالهناء…
ثم انها تخطط للانقضاض على الصين وعلى الهند اخر معقلين لـ (الاسيوة) في مواجهة (الامركة)
كل هذا الضجيج قد صنعته امريكا في اخر مئة سنة… والحضارات لها قوانينها واول القوانين ان امريكا حين تبرح قريبا قبل نصف قرن قادم منصة قيادة الدمار بالنار للعالم سوف لن يبقى من ذكرها اكثر من واقعة كبسولة امريكية حطت على القمر في محاولة اكتشاف عالم جديد غير عالمنا.
ان امريكا قد افرغت قيمة الدولة الاعظم من اي معنى وانا شخصيا لا اتابع ما يجري هناك في واشنطن لسبب يسير ان (المكتوب يقرأ من عنوانه) امريكا اضحت رسالتها مسمومة للبشرية سواء كان في بيتها غير الابيض قلبه اوباما او ترامب سيان لا فرق بينهما هي امة استعلائية فقدت شرعية قيادتها للعالم حين حمت كل قبيح في هذا الكون واخر من تروج لهم بعد الكيان اليهودي في فلسطين
وفي اوكرانيا سواء بسواء دخلت عالم التبني لحراسة باب (المثلية العالمية) هذا القبح بين اصرارها على دمار كل اوروبا بغية عيني الممثل اليهودي الرديء في تقديراته (زيلنسكي) وتحطيم كل شيء (لخير امة اخرجت للناس) فدوى عيون عصابة الارهاب والموساد واقتلاع عيون الاطفال الفلسطينيين..
والضلع الثالث فرض (المثلية / الشذوذ العاهر) على كل نواميس البشرية لان واحدا من الحكومة العالمية الرابضة في مكان ما تحت ارض (تامبا / قلوريدا) قد جعلت من رغبته الشاذة زعيما للعالم اراد ذلك…
امريكا في هذا الثالوث القبيح وحل الشرق الوسط وتحديها ل (الاسيوة) واجهازها على اوروبا وحراستها للمثلية قد حفرت قبرها بيديها
لست معنيا ان نجح الجمهوريون او الديموقراطيون فامريكا باشرت رحلة الانحدار قد انهت دورها القيادي..