عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Dec-2024

عندما يتحول الهاتف إلى فرد من العائلة*عمران السكران

 الراي 

في هذا العالم الذي أصبح فيه الجميع ملتصقًا بشاشاتهم، قد يكون من الصعب تخيل الحياة دون هواتفنا الذكية، ولكن هل فكرنا يومًا في العواقب؟ جلوسنا مع العائلة قد يبدو كاجتماع عائلي، لكن الواقع هو أننا نعيش في عوالم افتراضية على حساب الحضور الحقيقي.
 
تخيل هذا المشهد: تجلس مع عائلتك على طاولة الطعام، لكن بدلاً من الحديث عن يومهم، كل فرد يحدق في شاشة هاتفه وكأنها تحمل سر الكون. وربما تفكر: ما المشكلة؟.. نحن على الأقل نجلس معًا! حسنًا، الحقيقة أنكم لستم معًا حقًا، بل كل واحد يعيش في عالمه الرقمي الخاص، بينما العائلة تتحول تدريجيًا إلى مجرد أشخاص يتشاركون نفس عنوان الـ"واي فاي».
 
لنكن صريحين، هل فكرت يومًا أن هاتفك قد يكون أكثر ولاءً لك من أصدقائك؟.. فهو معك في السرير، في المطبخ، وحتى في الحمام، لكن دعني أخبرك سرًا: هاتفك لا يهتم بمشاكلك، ولا يضحك على نكاتك السيئة، ولا يسأل عن يومك. أتعرف من يهتم؟ عائلتك وأصدقاؤك، الذين قد ينسون وجهك إذا استمررت في دفن رأسك في هاتفك.
 
لماذا لا تعطي هاتفك استراحة مستحقة؟ ليس طلبًا كبيرًا، فقط اتركه جانبًا أثناء تناول الطعام أو عند الجلوس مع أصدقائك. صدقني، لن يختفي الإنترنت إذا ابتعدت عنه لساعتين. بالعكس، ستكتشف أشياء مذهلة مثل أن شقيقك الصغير أصبح أطول منك، أو أن صديقك يعاني من مشكلة لم يجرؤ على مشاركتها معك لأنك مشغول بتصفح منشورات لا تعرف أصحابها.
 
جرّب هذا: بدلاً من إرسال «إيموجي» وجه ضاحك لصديقك، اجلس معه واضحكا سويًا. بدلاً من كتابة «أنا هون لو احتجتني» على رسالة، كن هناك فعليًا، ستندهش من كمّ الأمور التي يمكن أن تتغير عندما تستبدل «لايك» بمحادثة حقيقية.
 
تقليل استخدام الهاتف ليس تضحية، بل استثمار، ستجد نفسك أقرب لعائلتك وأصدقائك، وأكثر قدرة على دعمهم، وستدرك أن الحياة مليئة بلحظات جميلة لا توثقها كاميرا الهاتف، بل يعيشها القلب.
 
حدد وقتًا يوميًا بعيدًا عن الهواتف مثل وجبات الطعام أو فترة المساء للتفاعل مع عائلتك وأصدقائك، أو فعل وضع «عدم الإزعاج» أثناء التفاعل مع الآخرين لتجنب المشتتات، وبدلاً من إرسال رسائل نصية حاول اللقاء وجهًا لوجه لبناء علاقة أقوى وأكثر مصداقية. امضِ وقتًا في أنشطة مشتركة مثل الرياضة أو القراءة أو حتى اللعب مع الأطفال.
 
لذا، في المرة القادمة التي تجد نفسك فيها تتفقد هاتفك بلا سبب، تذكر: هاتفك لن يسألك عن يومك، لكنه قد يكون السبب في أن عائلتك توقفت عن السؤال. فأنت تستحق حياة أكثر توازنًا وذكريات أفضل. فماذا ستختار؟.