عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Dec-2018

المفكر جوزف مسعد يشهر كتابه «الإسلام في الليبرالية» في «شومان»
الدستور  - عمر أبو الهيجاء -
وقع الكاتب والمفكر د. جوزيف مسعد، يوم أمس الأول، كتابه الجديد «الإسلام في الليبرالية»، في منتدى عبد الحميد شومان، خلال حفل أداره الكاتب حسن أبو هنية.
وبيّـن د. مسعد أن كتابه الصادر حديثا عن دار جداول في بيروت بدأ كمقاربة تطرح موضوع الإسلام في الفكر الليبرالي الأوروبي منذ القرن الثامن عشر. وقال «السؤال الأول الذي يطرحه الكتاب حول ماهية الإسلام، في حين أن هناك معضلة مصطلح حول الاسم، وهو يطرح في أحيان كثيرة بمعان كثيرة وغير واضحة، فمثلا في بعض الأوقات «الأسلام يطرح على أنه القرآن، وفي بعض الأحيان ربما يعني السنة أو الحديث، ولكن في أحيان اخرى يعني الدول الإسلامية»، ويناقش الكتاب في فصوله الخمسة، بحسب المؤلف، عملية انتاج أوروبا على انها ديمقراطية وإنتاج الإسلام على أنه استبدادي، كما يناقش الفصل الثاني من الكتاب عملية إنتاج النساء الأوروبيات على أنهن «أوفر نساء العالم حظاً، والنساء المسلمات على أنهن أكثر النساء العالم اضطهاداً».
وبحسبه، فإن كتابه يأتي كمحاولة لفهم التواريخ السياسية والفكرية التي ظهر فيها الإسلام كتصنيف من صنع الليبرالية الغربية، وبالتالي تحديد الدور الذي يلعبه الإسلام في تكوين الليبرالية كأيديولوجيا، والسياسات التي تتبعها الأنظمة بأوروبا والولايات المتحدة تجاه الإسلام.
وقال «منذ القرن الثامن عشر وجدت مفردات تقدم على انها مرادفة لكلمة اسلام، وفي بعض الاحيان على انها من «أضداد» الاسلام، وان الاسلام اخر الليبرالية كما استنبطت في ذلك الوقت، وعلى انه نقيض العلمانية ونقيض فكرة الغرب والحرية والفردية والتسامح والعقلانية».
وتطرق مؤلف «اشتهاء العرب»، إلى مسألة انعدام الرؤية في التعامل مع مصطلح ومفهوم كلمة اسلام، معتبرا أن أحداث 11 سبتمبر طرحت الاسلام عادة وكأنه اخر المقاومين للفكر الليبرالي من قبل الليبراليين الغربيين الأوروبيين، إلى جانب ليبراليين عرب ومسلمين.
وعن مفردات الإسلام في الفكر الليبرالي، ذهب مسعد إلى أن الغرب يرى الإسلام، وفق طابع الاستبداد والاضطهاد والقمع، وعادة ما تترجم كلمة الاسلام في اللغات الغربية على انها اخضاع، مبينا في هذا السياق «وهي ترجمة خاطئة وايدولوجية».
ونوه إلى أن بروز الفكر الليبرالي كان متزامنا مع بروز الليبرالية والاستعمار الأوروبي، وانه لم يكن مصادفة ان الفكر الليبرالي انبثق في عهد التوسع الامبراطوري، وبالتالي كان له علاقة عضوية تجمعه مع هذه المشاريع الاستعمارية.
ورأى المؤلف أن مهمة الليبرالية أصبحت، منذ قرون طويلة، هي انقاذ المسلمين من براثن ما يعتقد على انه استبداد حكامهم، وعلى انه استبداد شرقي له خاصية ثقافية ودينية معينة، متسائلاً هنا عن كيفية تمفصل هذا الخطاب، وما هو تاريخه؟ ويقدم الكاتب الإسلام على انه حياً منذ لحظة انبثاق الفكر الليبرالي في القرن الثامن عشر، بل حتى منذ لحظة ولادة اوروبا نفسها كفكرة وكمفهوم ثقافي.
وبسياق ذي صلة، خلص مسعد إلى أن تاريخ ميلاد اوروبا يعود إلى الملك شارلمان، وأن الاسلام كان في تلك اللحظة منذ الفتوحات الاسلامية بالأندلس التي صنعت شارلمان على انه أصبح ملك الفرنجة، وضرب مسعد تعاضد المسيحية الكاثوليكية واهتمامها بالسيطرة على الأراضي المقدسة، مثالا حول ما بات يسمى في الغرب بالحروب الصليبية، كما يسمى بالشرق بحروب الفرنجة، مؤكدا أن «الإسلام كان منذ لحظة ميلاد هذه الفكرة الأوروبية الجديدة».
وقال «منذ العام 1492، وهو تاريخ الغزو الاوروبي للأميركتين، أو ما يسمى باكتشاف امريكا وايضا تاريخ السيطرة الاخير من قبل الأوروبيين المسحيين على الاندلس واخراج المسلمين منها، نكتشف ان المسلمين موجودون فيها كعنصر اساسي وكعامل اساسي وليس كعامل خارجي»، مشيرا إلى أن «فكرة أن الاسلام آخر أوروبا غير دقيقة، وأنها منذ بدأت فكرة استنباط أوروبا كفكرة أو كمفهوم جغرافي أو ثقافي أو ديني الإسلام كان دائما عاملا تكوينيا لأوروبا، وأن هناك دائما سجالات قائمة على أي من الدول التي يمكن أن تعتبر أوروبية».
من جهته، قال حسن أبو هنية خلال كلمة له، أن «الكتاب مثير وطريف وكتب بأسلوب حماسي، ويقدم نقدا متميزا ومقنعاً، إلى جانب أن المؤلف مفكر معروف ليس على المستوى العربي بل على المستوى العالمي، وكتبه باتت احدى المرجعيات الأساسية في دراسة الثقافة والمعرفة وتاريخ الفكر في المنطقة».
ورأى أبو هنية أن «الاسلام في الليبرالية» على خلاف ما اعتدنا على طرحه بمقاربة الاسلام باللبرالية أو مدى قربها منه، لافتا إلى أن الكاتب يجادل ويحاجج بأن الاسلام دوما كان حاضرا في قلب الليبرالية.