عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Oct-2019

شبوان.. ربع قرن في مهنة التنجید ورثها عن والده
أحمد الشوابكة
مادبا – الغد- في محل یتوسط شارع الشھید محمد ھویمل الزبن في وسط مدینة مادبا، تجد الأربعیني ّ أحمد محمد شبوان، یجتھد في تحلیل الصوف، وفكھ عن طریق (سیخ) خاص في عملیة نفض الأصواف وتحلیلھا.
وورث شبوان مھنة تنجید مفروشات العرائس من والده الذي أمتھنھا في بدایة الخمسینیات من القرن المنصرم أثناء وجوده في مدینة نابلس.
مھنة تنجید مفروشات العرائس مھنة تراثیة مرتبطة بالحالة الاجتماعیة، حیث دخلت مدینة مادبا في بدایة القرن الماضي. عمل شبوان في مھنة تنجید مفروشات العرائس وعمره 10 أعوام، وما یزال یعمل فیھا، إذ یقوم بنثر صوف الغنم بسیخ وعصا خصصت لھذا الغرض من أجل تجھیزه لفرشھ في قطعة القماش المخیطة على شكل مربع، لیصنع منھا لحافاً لغطاء الجسم من البرد.
یستخدم شبوان أدوات خاصة لتنجید مفروشات العرائس مكونة من (سیخ) معدني وعصا لنثر ُ الصوف الملبد والخیط السوري وإبرة لخیاطة الصوف بعد عملیة دحشھ في قطعة القماش التي خیطھا على ماكینتھ الكھربائیة.
عمل في ھذه المھنة لكونھا تعتمد على الجمالیات من خلال تطریز الأشكال التي یقوم بخیاطتھا بیدیھ، وعن طریق أدوات مكونة من إبرة وخیط سوري، كما یقول.
لم یقتصر عملھ على المحل بل امتد لیصل إلى البیوت، إذا استدعى الأمر ذلك، فھو یشعر بالمتعة الكبیرة عندما یعمل في البیوت حسب طلب الزبون، محاولا وضع لمسات في أشكال التطریز للحاف أو المخدة أو أي مفروشة أنتجھا، لكي تلاقي استحسان الزبون لیعود مرة أخرى.
لم یقتصر عملھ على مفروشات العرائس، بل ھناك زبائن یرغبون بتأثیث منازلھم بالألحفة (اللحافات) والمخدات المنتجة على الطریقة التي یقوم بھا ووالده الذي ما یزال یعمل معھ، إضافة إلى أخیھ أسعد الذي احترف ھذه المھنة أیضا، في تنجید الكنابایات والكراسي، حیث یعمل في محلھ الذي یبتعد عن محل أخیھ بضع خطوات.
ھو یعتب كثیراً أن ھذه المھنة یمتھنھا بعض الدخلاء، وخصوصاً من العمالة الوافدة الذین یستخدمون الصوف الاصطناعي، ما یسيء إلى حرفة المھنة التي تحتاج وقتا طویلا لتعلمھا والعمل فیھا، وما یزید من تخوفھ تلاشي ھذه المھنة التراثیة التي تربطھ بذكریات جمیلة، على مدار ما یزید على الخمسة عشر عاماً.
ورغم أنھ لجأ إلى الجلسات الخلیجیة والاسفنجیة، لكنھ یعتبر مھنة التجنید ھي الأساس، لأنھا جزء من كیانھ ووجوده.