عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Feb-2019

الاحتراق النفسي".. إرھاق یقلل إنتاجیة الفرد ویعزلھ عاطفیا"

 

الغد- حین لا یدرك لما یدور حولھ، وبالتالي ینعكس الأمر علیھ، مما یشكل تحذیرا واضحا ویسبب إرھاقا كبیرا ینعكس على المدى الطویل بآثار سلبیة على الجسد والصحة العقلیة والتي  یستیقظ الفرد لیلا مع دقات قلب تقرع الطبول فیھ، وحتى العقل یكون مستیقظا تماما؛ حیث یكون في حالة تأھب وتنفیذ لمھام متتالیة، ومنشغلا بھا الى حد كبیر، وعلیھ من الصعب التوقف لتخزین الطاقة، كما یفعل بالعادة كل لیلة، وھذا یضع الإنسان تحت كمیة ھائلة من الضغط. فإن استیقظ مذعورا یتحتم علیھ أن یبطئ أولویاتھ، ویتخلى عن بعض المھام، ویلقي بھا على الآخرین إن أمكن، خاصة في ضغوطات العمل ومسؤولیاتھ الكبیرة.
على الفرد حینھا الحصول على قسط كاف من النوم، وممارسة التأمل أو توفیر مساحة للعقل كي یلتقط أنفاسھ، ویعود لحالتھ الطبیعیة. ھذا النوع من الإرھاق یتطلب جھدا عالیا للتخلص منھ، خاصة أنھ قلق لا یمكن التحكم بھ بسھولة.
دائما في وضعیة رد الفعل، بمعنى ”یكون متأھبا دائما“، وھذه علامة واضحة للفشل في تحدید الأولویات. وعدم القدرة على التركیز بھا، فیصبح من السھل أن تفقد السیطرة، خاصة حین لا یعرف الفرد متى یقول نعم أو لا، وأن یكون منتجا وشخصا جیدا لا یعني أن یحمل نفسھ فوق طاقاتھا، ولحمایة نفسھ من الإرھاق مستقبلا علیھ تحدید مساحتھ وقدرتھ على إنجاز المھام، وتعلم قول لا بشكل صریح، كي یبني فواصل زمنیة لإنجاز ما علیھ.
المزاج في تدھور مستمر، متشائم أو منفعل عصبیا، وأحیانا یعاني الفرد من خدر عاطفي، كلھا تصب في حالات مزاج متغیرة، فالإرھاق العاطفي یؤثر على الصحة العقلیة بطرق مختلفة. وھذا التفاعل النفسي للإجھاد العاطفي والحاد یقود للقلق الشدید والاكتئاب، وأعراضھ تنعكس على النوم والتركیز، كما أن ھذه المشاعر تنعكس على العلاقات الاجتماعیة وتضعھا في دائرة الخطر، وتتطلب مساعدة في مرحلة ما.
أما الخدر العاطفي فھو من أقوى علامات الإرھاق العاطفي والاحتراق النفسي، فھي تدوم أكثر من یومین، فیكون الفرد منفصلا عما حولھ، وإن كان موجودا فیھ جسدیا. فردود أفعالھ تكون باردة مع الموقف ومعاكسة لھ، وكأنھ لا یبالي، الدعم والتحدث مع شخص مقرب یساعد كثیرا ھنا.
قلق مستمر من المستقبل وما ھو قادم، ھذا القلق المستمر یعكس أنك لا تملك أي وقت لتعیش اللحظة والحاضر، یفقدك الكثیر من الوقت ویمنعك من التفكیر بوضوح فیما ستفعلھ أیضا. دائما ستجد ما یقلقك لأن المستقبل لم یصل أبدا. وتضیع الكثیر من طاقتك في الوقت الذي تكرسھ لأمر لا تملك أي سیطرة علیھ في المستقبل. وما یساعدك في ھذه الحالات فعلیا ھو التركیز على الحاضر وبناؤه بتنفیذ خطط قصیرة المدى وواقعیة.
غیاب الحماس، الشعور بالتعب طیلة الوقت والإرھاق المستمر یثقل العزیمة ویترك الفرد مثبطا، ویستنزف الطاقة الفردیة أیضا وھذا یقود غالبا للشعور بالیأس، والعذر ھنا أن الشخص عالق في مكانھ لا یتحرك، تغیب قدرتھ على العطاء ویصبح لدیھ ”رھاب“ في كل ما یتعلق بالعمل والعلاقات، وكأنھ لم یتبق لدیھ أي شيء لیعطیھ.
كما أن التعب المستمر یولد شعورا للفرد بأنھ محاصر، والحصیلة ھي جسد منھك نتیجة التفكیر والضغط النفسي والنوم، وانخفاض في مستویات الطاقة بشكل كبیر، وحتى الشھیة یتبعھا انعدام التركیز، وھو أمر شائع في حالات الإجھاد الكبیرة؛ حیث یكون الأمر أشبھ بضباب یلف الدماغ، وھو یؤثر بالقدرة المعرفیة للفرد، ویواجھ صعوبة في تركیز الانتباه أو الأشیاء أو وضع خطط واتخاذ أي قرار.
ما یحتاجھ المرء في مثل ھذه الأوقات ھو إیجاد مساحة ووقت للراحة، والتفكیر بإیجابیة رغم كل شيء، والانتباه لھذه العلامات من شأنھ أن یحسن من قدرتھ على التعامل مع الأوضاع الضاغطة والتوتر، لحمایتھ من ”الاحتراق النفسي“ والبقاء في صحة ومركز قوة وسیطرة.