عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Nov-2020

الذاكرة الفلسطينية!!*رشيد حسن

 الدستور

ليس سرا ان الذاكرة الفلسطينية تتعرض لحرب صهيونية خييثة.. لئيمة.. ممنهجة منذ نشأة الكيان الصهيوني ولا تزال..
وليس سرا أن تدمير القرى الفلسطينية «اكثر من 520 قرية « في عدوان 48، وازالتها عن الوجود وبناء مستعمرات صهيونية على انقاضها...او زراعة غابات ومتنزهات..الخ.. لاخفاء معالمها..يستهدف بالدرجة الاولى، تدمير هذه الذاكرة... وتدمير أي صلة للفلسطيني بوطنه..بالقرية التي ولد وترعرع فيها... وحبا على ارضها..وأكل من ثمار ارضها وسهر الليالي العذاب على بيادرها..
واستكمالا لنهج تدمير هذه الذاكرة قام العدو بتغيير اسماء هذه القرى، وتغيير أسماء الشوارع في المدن المحتلة.. وتغيير اسماء الجبال والاودية والهضاب.. وكل معالم الجغرافيا الفلسطينية..
وامتد هذا العدوان المبرمج الى القدس.. فقام بتغيير اسماء الشوارع والجبال والجادات الخ.
ان الخطورة فيما يجري، ان البعض وخاصة فضائيات نسيت او تناست الاسماء العربية.. والارض العربية.. فاخذت تردد كالببغاوات اكاذيب العدو.. لا بل شطبت كلمة العدو بعد أن اصبح الخواجا «نتنياهو» صديقا.. وأصبحت كلمة «السيد» تسبق اسماء المسؤولين الصهاينة الارهابيين، الذين تقطر اياديهم من دماء اطفال فلسطين..
والسؤال المحير الذي لا اجابة عنه؟
وهو كيف انطلى الكذب والتزوير على البعض... فصدقوا الرواية الصهيونية.. وكذبوا الرواية العربية،والتي لا تزال شواهدها تمشي على الارض.. وتشهد على الجرائم الصهيونية وعلى الارهاب الصهيوني..فالقدس والاقصى محتلان.. وقطعان المستوطنين يستبيحون الاقصى يوميا.. ومخيمات اكثر من «6» ملاين لاجىء فلسطيني تسد الافق وتذكر بالجريمة الصهيونية..
وبتوسيع دائرة البيكار قليلا..
فلقد ادرك شعبنا الفلسطيني مبكرا اساليب واهداف العدو من اغتيال الذاكرة الفلسطينية.. فعمل وبكل الوسائل على اثراء ذاكرة الابناء والاحفاد –الذين ولدوا في المنافي والشتات- حتى لا ينسون وطنهم.. وليتذكروا قراهم التي هجرتهم منها العصابات الصهيونية..واستطاع الاباء والاجداد ان يثبتوا كذب مقولة «دالاس» وزير خارجية اميركا في الخمسينيات من القرن الماضي « الاباء يموتون والابناء ينسون»..!! وكانت دهشة المتصهينين كبيرة.. عندما رأوا ان كافة قرى فلسطين المدمرة موجودة في المنافي .. في المخيمات.. يحملها الابناء والاحفاد في قلوبهم.. ووجدانهم.. لا تغادر ذاكرتهم.
فاي فلسطيني تساله من اين انت ؟؟ يجيب على الفور انا من حيفا.. من يافا.. من الفالوجه.. من غزة.. من المسمسية..الرملة.. شحمة.. صرفند..  من صبارين..الخ.
وحفاظا على الذاكرة عمل الفلسطينيون في الداخل والشتات على اقامة المتاحف التي تحفظ اسماء القرى المدمرة وتحفظ اسماء الشهداء.. وتؤرخ للحياة الفلسطينية فبل النكبة وبعدها.
وابدع الشباب الفلسطيني في توظيف مواقع التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا المعلومات للحفاظ على الذاكرة الفلسطينية..وفضح الروايات الصهيونية الملفقة.. وفضح انصار وداعمي العدو في العالم كله.. وفضح الساقطين في حبال الخديعة الصهيونية.
وقبل ان نختم هذا المقال نرفع قبعاتنا احتراما للمؤرخين الفلسطينيين الافذاذ. وبخاصة عارف العارف والصباغ والخالدي الذين حفظوا الوطن في مؤلفاتهم.. وكانت لصرخة وليد الخالدي «كي لا ننسى» رجعة الصدى في فلسطين وفي كل المنافي التي لجأ اليها الفلسطينيون..
الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية هو جزء من المعركة التي يخوضها شعبنا.. انها امانة للاجيال فلنحرص عليها.