عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Jun-2019

رواية في تتويتة - يوسف غيشان

 

الدستور - «بعد سنوات، عندما واجه الاعدام رمياً بالرصاص، تذكر الكولونيل أوريليانو بوينديا ظهيرة يوم بعيد، عندما أخذه أبوه لاكتشاف الثلج.»
«مئة عام من العزلة»، هي رواية الراحل غابرييل غارسيا ماركيز التي أوصلته الى جائزة نوبل في الآداب عام 1982، وهي تبدأ بالعبارة السابقة....وتنتهي الرواية بالعبارة التالية:
«...لا مناص من الحياة»
وبين دفتي الرواية تتمدد حياة الكولونيل أورليانو بوينديا لكأنها مجرد تذكر لا إرادي واستعادة لذلك اليوم البعيد عندما أخذه أبوه الى السيرك ليرى كرات الثلج لأول مرة.
قرأت الرواية أكثر من مرة في السابق، لكني لا اتذكر منها سوى الشقاء الشقاء الشقاء، وتلك العمة العزباء التي تلاحقها الفراشات انى ذهبت. لكنني وقبل أن احكم على تلك الرواية بأنها بالغة الكآبة.... أدركت بأنها حياتنا جميعا، مهما بلغنا من الثراء والراحة، انه الشقاء البشري النتاج عن الوحدة والتوحد في كون موحش أعمى.
لكنني أدركت ايضا أنه، وكما جاء في نهاية الرواية: «لا مناص من الحياة»، فهي الشيء الوحيد الذي نملكه، والذي نملك بداخله دورا لا بأس به في جعل الحياة أكثر مرحا وفائدة للآخرين. لكأن الحياة هي مجرد(تتويتة) على تويتر،حدها الأعلى 144 حرفا ، لكن الفرق بين تتويتة وأخرى ، هو الثراء وما تتركه في الآخرين من أثر.
اخوتنا من الموحدين (الدروز) عندما يتمنون لأحدهم طول العمر ...يطلبون هذا الطول العمري ويلحقونه بعبارة:(ع قد ما تكون الحياة لايقة)، ويقصدون بذلك ان تعيش ما دمت تتمتع بحياتك وتستطيع خدمة نفسك والآخرين .... وليس ان تعيش لمجرد التنفس والتبول.
بالمناسبة لا اعرف لماذا كتبت هذا النص، ربما اكون قد رغبت في اكتشاف مدى قدرتي في التنكيد عليكم.
واتمنى لكم العيش «ع قد ما الحياة تليق».