عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Mar-2019

النبي صلى الله عليه وسلم قدوتنا - د.حسان ابوعرقوب

 

الدستور -من نعم الله تعالى علينا أن أرسل لنا رسولا بشرا من أنفُسِنا وأنفَسِنا، ليكون قدوة لنا، نسير على خطاه، ونتبع هديه الشريف، وفي ذلك يقول ربنا: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)، فاتباع النبي علامة من علامات من كان يرجو ثواب الله ورحمته في الآخرة، بل هي من علامات المحبة المتبادلة بين العبد وربه، قال سبحانه: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
ويمكن أن نرى النبي صلى الله عليه من أكثر من زاوية، فهو رب الأسرة، الذي يخصب نعله، ويخيط ثوبه، ويكون بمهنة أهله، رقيق المشاعر والأحاسيس، ليّن من غير ضعف، متسامح، صبور، عليه الصلاة والسلام.
كما أنه الصديق الصدوق، والصاحب الوفي، الذي يحب أصحابه، ويوصي بهم، ويهتمّ لشؤونهم، حتى التفاصيل الدقيقة في حياتهم، كان يسأل عنها أصحابه، من باب شدة الاهتمام بهم، والحرص عليهم، عليه الصلاة والسلام.
وهو رئيس الدولة الذي يهتمّ بشؤون رعيته، ويعمل على تحقيق الأمن والأمان والعزة والاستقرار لهم، يحفظ أديان الرعية وأبدانهم، وأموالهم، ويصحح الأخطاء في أسواقهم، عليه الصلاة والسلام.
وهو قبل كل ذلك النبي والرسول، حبيب الله ومصطفاه، بأمته رؤوف رحيم، قال الله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، وروى مسلم عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَلاَ قَوْلَ الله عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ: ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ:  (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)  فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي» وَبَكَى. فَقَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فَسَأَلَهُ. فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللّهِ بِمَا قَالَ. وَهُوَ أَعْلَمُ. فَقَالَ الله: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلاَ نَسُوءُكَ». عليه الصلاة والسلام.