عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Oct-2022

الدكتور عبدالله العساف يخط “مذكرات مجلي النصراوين”

 الغد-عزيزة علي – صدر عن دار الأهلية كتاب بعنوان “مذكرات مجلي النصراوين”، قام بإعداده وتحريره د. عبدالله العساف، ويشتمل الكتاب على مذكرات المناضل الكركي مجلي النصراوين.

يوضح العساف أن المذكرات بشكل عام تشكل إحدى المصادر التاريخية المهمة التي يعتد بها في الكتابة التاريخية، وينبع جزء كبير من قيمتها، من حقيقة أنها تمثل شهادات حية من أشخاص كانوا عاصروا أو شاركوا في جزء من الأحداث والمواقف التي تتضمنها مثل هذه المذكرات، ومن ثم فإنها قد تشكل شهادة حية على جزء من التاريخ المعاصر الذي عاشته سورية والمنطقة في ذلك الوقت.
ويقول العساف: “إن وقائع هذه المذكرات وأحداثها جاءت في جزء كبير منها في ذروة تصاعد موجات الأفكار الثورية القومية واليسارية ومداها الكبير الذي بلغته، في كل من مصر وسورية والعراق ولبنان وغيرها من الدول العربية الأخرى، بتأثير مباشر وغير مباشر من الأفكار القومية الاشتراكية والماركسية إبان وجود المعسكر الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفيتي سابقًا”.
ويرى العساف أن ما أسعده وشجعه على المضي في إعداد هذه المذكرات وتحريرها هو أنه يكتب سيرة مناضل قومي التزم بمبادئه إلى أبعد حد، وعلى نحو عز نظيره، فقد ظل نصراوين، على مدى عقود طويلة عانى فيها ظروف الاعتقال والسجن والتعذيب والحرمان، وفيا للمبادئ والقيم النضالية القومية التي آمن بها.
وتحت عنوان “بين يدي المذكرات”، يقول العساف: “إنه كان يتردَّدُ لدي عندما أقرأ أحداثًا تاريخية تخص حقبة الخمسينيات والستينيات من التاريخ العربي السوري ذكر المناضل الأردني العروبي الكبير مجلي نصراوين”، لذلك استضفته في رابطة الكتاب الأردنيين ليتحدث عن كتابي “ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية”، وبعد أن انتهت الأمسية عرضت عليه إجراء حوار سياسي يتحدث فيه عن الأوضاع التي تشهدها المنطقة وبعض جوانب من حياته الشخصية فقبل من غير تردد”.
ويضيف العساف مما يضفي على هذه المذكرات قيمة تاريخية أيضًا أنها جاءت شهادة حية من الأستاذ مجلي أحد الذين عايشوا تلك الأحداث وشاركوا فيها. وتعد هذه المذكرات إضافة جديدة للتاريخ في تاريخ العرب المعاصر، ولا سيما في الفترة العصيبة التي مرت فيها البلاد العربية في الخمسينيات والستينيات.
ويرى العساف أن كتابات النصراوين الجديدة عن مذكراته تطلب الأمر جهدًا أكبر حيث تحتاج تلك الثلاثية من المذكرات إلى قراءة ودمج في نسخة واحدة، وفي أثناء ذلك كان يظهر الكثير من التكرار في هذه المذكرات الثلاثية مع ذكر بعض الأحداث في مواطن مختلفة، ومع ذلك قمت ببعض الجوانب الإجرائية وغير الإجرائية خلال مرحلة إعداد هذه المذكرات، التي مكنتني من إخراج المذكرات بالصورة التي بين أيدكم الآن.
وخلص إلى أن ما ورد في المذكرات يرجع جميعه في عهدته على الراوي للأحداث فإن أجمل ما كان مشتركًا بيني وبين الأستاذ حبه للحرية وحفاظه على مبادئه الشخصية ومواجهته لتداعيات ذلك مهما كلف الأمر. وأود قبل أن أختم هذه المقدمة التقدم بخالص الشكر وعظيم العرفان إلى الأستاذ مجلي نصراوين، الذي منحني ثقته لإعداد مذكراته، وكفاء تزويدي بمعلومات ووثاثقَ لولاها لما استقامت هذه المذكرات على النحو الذي هي عليه.
ويذكر أن مجلي نصراوين، المولود في السماكيه، التي درس فيها المرحلة الابتدائية ثم انتقل إلى مدرسة الكرك الثانوية عندما كان في الصف الثالث الابتدائي. واستمر حتى نال شهادة “المترك” العام 1956، انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي وما يزال على مقاعد الدراسة الإعدادية، مارس مهنة التعليم في مدينة معان، ودرس في مدرسة الكرك الابتدائية في العام 1957/1958 ثم غادر الى دمشق لإتمام دراسته الجامعية كلية الحقوق، عاد إلى الأردن أواخر العام 1962، وانتسب إلى نقابة المحامين كمحام متدرب، وبعد انتهاء فترة التدريب عين قاضيا للصلح في وزارة العدل وتنقل في أكثر من بلد، كـ”السلط ومادبا”، واستقر في دير ابو سعيد.