عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Mar-2020

اطلبوا الشفاء من الصين ..!! - رشيد حسن
 
الدستور- حقيقة ساطعة كسطوع كسطوع شمس تموز في رابعة النهار ، بان الصين هي الدولة الوحيدة في العالم حتى الآن، التي انتصرت على وباء «الكورونا»، وأعلنت في احتفال مهيب عودة الحياة الطبيعية لمدينة «ووهان» الصناعية ، التي شهدت بداية المرض، وكانت بؤرة الانتشار ، التي انطلقت منها الوباء لينشر الموت في الصين وكافة دول العالم.. التجربة الصينية جديرة بالدراسة ، والتأمل العميق ..فهي تجربة عظيمة ، كبيرة ،على مستوى العالم وبكل المقاييس ، فلقد تمكنت في مدة تبدو قصيرة من الانتصار على الوباء ، في الوقت الذي وقف فيه العالم ..كل العالم ، وخاصة الدول الكبرى ،عاجزا عن مواجهة ، ومجابهة هذا الخطر الداهم، ورفع كثيرون وخاصة دول أوروبا وأميركا الراية البيضاء، في حين أصرت الصين على المواجهة .. مصممة على البقاء والانتصار مستلهمة نضالها الطويل، والمسيرة الكبرى التي قادها ماوتسي تونغ.وحروب الإبادة التي تعرضت لها مثل «حرب الأفيون»..الخ.. وذلك من خلال الاعتماد على النفس ، فبدأت تسخر كل إمكاناتها العلمية والتكنولوجية ، فاستخدمت لاول مرة «الريبوت» .. الإنسان الآلي..حفاظا على صحة وسلامة طواقمها الطبية والتمريضية ، وقد أصيب عدد كبر منهم بالوباء .. فتولى «الريبوت» عملية فحص المرضى ، فكان يقوم بفحص «8» مرضى في آن واحد .. ما أدى الى توفير الوقت والجهد ، كما استخدموا «الريبوت» في تقديم العلاجات وحقن المرضى بالأدوية اللازمة ، واستخدم لأول مرة في فحص المارة ، فيطلق إشارات تحذيرية إذا صادف شخصا في الشارع حرارته مرتفعة ، فتهرع سيارات الإسعاف، وتقوم بنقله الى مراكز العلاج.. وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة الى تقيد الشعب الصيني بالإجراءات الحكومية ، تقيدا تاما، وخاصة إجراءات العزل والحجر ، وعدم مغادرة المنازل ، فلقد تم عزل «60» مليون مواطن صيني قي بيوتهم لمدة «14» يوما ، لم يغادر أحد منهم بيته مطلقا ، وكانت الحكومة الصينية توفر لهم كل مستلزمات الحياة وهم في بيوتهم ، وبذلك كسرت حلقة انتقال المرض وتمت محاصرته ، ومن ثم القضاء عليه .. خبراء كثيرون تصدوا لدراسة التجربة الصينية للوقوف على سبب هذا الانتصار الإنساني العظيم ، وأشاروا الى ان السبب الأهم هو: تقيد الشعب بالإجراءات وخاصة العزل ، ومن ثم نجاح الأطباء الصينيين في استخلاص المواد المضادة من جسم المرضى الذين تعافوا من المرض وتصنيعها ، وحقن المرضى بهذا العلاج الجديد. لقد كشفت حالة وباء «الكورونا» التي استباحت العالم وقتلت عشرات الآلاف ،كشفت عجز الدول الكبرى في اكتشاف العلاج المناسب، وكشفت أيضا عن الأنانية التي طبعت تصرفات هذه الدول برفضها تقديم المساعدة ، وخاصة الدول الأوروبية .. ما اضطرها إلى طلب المساعدة من الصين . وهذا ما أقدمت عليه ايطاليا واسبانيا وصربيا..الخ. باختصار.. في الأثر يقول عليه السلام « اطلبوا العلم ولو كان في الصين» .. واليوم نقول : «اطلبوا الشفاء من الصين».. وقد استطاعت باعتمادها على ذاتها وتجاربها وتاريخها وبتسخير مواردها وإمكاناتها العلمية والتكنولوجية المتطور.. استطاعت أن تنتصر على هذا الوباء الخطير. إنها تجربة عظيمة ..